
غزة-نساء FM- في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار استهداف المدنيين في منازلهم وارتفاع عدد المصابين والشهداء، أوشك النظام الطبي في القطاع على الانهيار، وسط تحذيرات من عواقب كارثة انسانية قد تقع في حال عدم إدخال المساعدات، لعدد كبير من المرضى والجرحى والحالات الطارئة.
وأمام تكدس المستشفيات بالمصابين ذوي الإصابات المعقدة، تعجز المستشفيات في غزة الآن، عن توفير الخدمات الطبية الأخرى لأصحاب الأمراض المزمنة، منهم مرضى الفشل الكلوي، الذين يحتاجون إلى جلسات غسيل الكلى أكثر من مرة في الأسبوع الواحد، وتأخر المريض عن الانتظام في الجلسات الدورية تؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة قد تصل إلى الوفاة.
وأكد رئيس قسم الكلى في مستشفى الشفاء في غزة، الدكتور عبدالله القيشاوي، في حديث مع "نساء إف إم" يوجد في قطاع غزة 1100 مريض غسيل كلى ويغسلون بمعدل ثلاث مرات يوميا تحتاج اربع ساعات ولكن نتيجة العدوان تم تقليص عدد جلسات الغسيل الى مرتين وعدد الساعات من 4 الى 3 ساعات او ساعتين فقط، هذا نتيجة شح المواد والمستلزمات الطبية الضرورية لهؤلاء المرضى بسبب نزوح أهالي غزة إلى المنطقة الجنوبية ادى لتكدس المواطنين في وحدات غسيل الكلى، بالإضافة الى امتلاء المستشفيات بالجرحى وعجز الطواقم الطبية عن تلبية احتياجات أصحاب الأمراض المزمنة الأخرى.
ونظرا لخصوصية الحالة الصحية لمرضى غسيل الكلى يحذر الأطباء مرضى الفشل الكلوي من كثرة شرب الماء، ويحتاج مرضى الفشل الكلوي إلى نظام غذائي صحي، بالتوازي مع جلسات الغسيل الكلوي، وفي ظل الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع المحتل، يعانى المرضى وكبار السن خاصة من مخاطر كبيرة قد تودي بحياتهم.
وأشار إلى أن كل ذلك وسط تحذيرات من توقف عمل أقسام غسيل الكلى خلال الأيام القادمة، بفعل النقص الحاد وغير المسبوق في المستهلكات الطبية الضرورية لاستمرار الخدمة الصحية والعلاجية.
وقال القيشاوي إن هذا الوضع هو صعب قبل هذه الحرب وازداد سوءا بفعل العدوان المتواصل والخوف من أن يفقد المرضى حياتهم.
وقال نحاول أن نضع شركائنا في أقسام الكلى بالمستشفيات المصرية والأردنية بصورة الأوضاع حول أزمة نقص المستهلكات الطبية وتداعياتها الخطيرة على مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة، على أن مخازنها فارغة تماما من فلاتر غسيل الكلى، والكانيولات، وأنابيب نقل الدم، وأن ما هو متوفر في أقسام غسيل الكلى على وشك النفاد، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي سيحول الى كارثة حقيقية، وأكد أنه من ضمن الـ 1000 مريض يوجد 40 طفل ويحتاجون قسم متخصص لهؤلاء الأطفال ولكن بسبب الظروف يصعب وصوله الأقسام.
وأكد مجددا أن توقف خدمة غسيل الكلى يعني أن 1100 مريض بالفشل الكلوي أمام خطر حقيقي ومضاعفات صحية تهدد حياتهم، داعيا كافة الجهات المعنية إلى التحرك العاجل والفوري لإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي وعدم الاكتفاء بالتدخلات الإسعافية التي تُبقي المرضى وخدماتها الصحية في دائرة الخطر الدائم.
وطالب المؤسسات الحقوقية والمنظمات الإنسانية بالتحرك إدانة وتجريم مُمارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المرضى والتسبب في فقدان حياتهم، وذلك بحرمانهم من العِلاج داخل قِطاع غزة، والتعنت في إدخال التجهيزات الطبية والتشخيصية الخاصة بهم، علاوة على منع خروج المرضى للعِلاج خارج قِطاع غزة".
الاستماع الى المقابلة