الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية »  

شتاء قاسٍ يقترب ... وأهالي غزة في خيام مهترئة !
06 تشرين الثاني 2025



غزة- نساء FM- عبلة العلمي-مع اقتراب فصل الشتاء، تتجدد معاناة آلاف العائلات في قطاع غزة، التي وجدت نفسها بعد الحرب الأخيرة بلا مأوى سوى خيام مهترئة، مضى عليها أكثر من عامين. هذه الخيام، التي كانت حلاً مؤقتًا، تحولت إلى مأوى دائم لا يقي بردًا ولا يحمي من رياح الشتاء العاتية.

في مناطق متفرقة من القطاع، يعيش الأهالي في ظروف إنسانية صعبة، وسط نقص حاد في الشوادر والمواد العازلة. الشوادر التي تغطي الخيام أصبحت بالية، ممزقة، لا تصد المطر ولا تمنع تسرب المياه. "الخيمة ما عادت تحمينا، كل شتوية بنغرق، وكل يوم بنخاف على أولادنا من البرد"، تقول إحدى الأمهات التي تقطن في مخيم النازحين شمال غرب محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة منذ بداية الحرب.

الخيام لم تعد تصلح للسكن

الخيام نفسها لم تعد صالحة للسكن، فقد تآكلت أطرافها، وانهارت أعمدتها، وأصبحت غير آمنة. الأطفال ينامون على الأرض أو على فرشات بالية ، والبرد يتسلل إلى أجسادهم النحيلة. "الخيمة صار إلها سنتين ، ما تغير فيها شيء ، وكل شهر بنقول يمكن نرجع على بيتنا ، بس ما صار ، وببتنا انقصف"، يضيف أحد السكان.

قصة أم أحمد... خوف لا ينام

في إحدى زوايا المخيم، تعيش أم أحمد مع أطفالها داخل خيمة مغطاة بالنايلون، لا تقي بردًا ولا تمنع تسرب المياه. تقول بصوت يملؤه القلق: "ما عندي أي وسيلة تدفئة، حتى الأغطية خفيفة، وكل ليلة بخاف على أصغر أبنائي ابني أمير  ، عمره أربع سنين، جسمه صغير وما بيقدر يتحمل البرد". رغم انتهاء الحرب، لم تنتهِ معاناتها، بل بدأت فصول جديدة من الألم والخوف على حياة أطفالها.

نداء عاجل للمؤسسات الإنسانية

في ظل هذا الواقع ، يطلق أهالي غزة نداءً عاجلًا إلى المؤسسات الإنسانية والإغاثية لتوفير شوادر جديدة ، وخيام أكثر متانة . فالمأساة لا تنتهي بانتهاء الحرب، بل تبدأ بعدها، حين يُترك الناس في العراء، يواجهون الشتاء بلا سقف ولا حماية.

الشتاء على الأبواب... والرحمة مطلوبة

في قطاع غزة، لا يحمل الشتاء معه دفء الأمطار، بل يفتح أبوابًا جديدة للمعاناة. بين خيام ممزقة وأجساد ترتجف، يعيش آلاف النازحين في انتظار ما لا يأتي: مأوى آمن ، غطاء يصد المطر ، ووسيلة بسيطة للنجاة من البرد . لا شيء تغير منذ الحرب ، سوى أن الخوف بات موسميًا، يتجدد مع كل قطرة مطر وكل ليلة عاصفة . وفي ظل هذا الواقع ، تبقى الحاجة إلى حلول عملية تتجاوز الشعارات، وتلامس حياة الناس حيث هم : في العراء، وتحت المطر.