الرئيسية » تقارير نسوية » نساء فلسطينيات » الرسالة الاخبارية »  

صوت| من بين ركام غزة.. أمل السدودي تحصد معدل 99.1 % وتناشد الرئيس دعم حلمها الجامعي
16 تشرين الأول 2025

 

غزة-نساء FM- في زمنٍ يختنق فيه الحلم تحت رماد الحرب، خرج من بين ركام غزة بريق أملٍ جديد... اسمها أمل السدودي، الطالبة التي كتبت قصة نجاح استثنائية، بعد أن حصدت معدل 99.1% في الثانوية العامة في فرع الأدبي، متحدّية دمار الحرب وانقطاع التعليم وغياب الكهرباء والاتصالات، لتصبح رمزاً للإصرار الفلسطيني في وجه المستحيل.

من بين الخيام المؤقتة وصوت الطائرات، جلست أمل تذاكر دروسها على ضوء مصباح صغير يعمل بالبطارية، فيما كانت أصوات القصف تهزّ جدران بيتها في مدينة غزة. لم تكن تملك رفاهية الهدوء أو بيئة دراسية مستقرة، لكنها امتلكت ما هو أثمن: الإيمان بأن التعليم هو خلاصها ومستقبلها.

تقول أمل في حديثها لبرنامج "صباح نساء": "كنا ندرس ونحن لا نعلم إن كنا سنكمل اليوم بسلام، الاتصالات كانت تنقطع لأيام، والهواتف تتعطل، والبيوت تُدمّر حولنا، لكني كنت أقول لنفسي دائمًا: يجب أن أواصل، فالعلم هو قوتي وسلاحي الوحيد".

تضيف بابتسامةٍ تخفي خلفها وجعاً كبيراً أن أخاها، الذي يدرس الطب في مصر، كان الداعم الأكبر لها، يرسل لها الكلمات التي تبقيها قوية، رغم المسافات والحصار: "كنا نحلم معاً أن نلتقي في الجامعة، هو في الطب وأنا في مجالٍ أحبه... الحلم كان يربطنا رغم كل شيء."

ورغم كل ما أنجزته، فإن طريق أمل نحو الجامعة يبدو مهدداً اليوم، إذ تعجز عائلتها عن توفير تكاليف الدراسة الجامعية في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها غزة بعد الحرب، والتي دمرت آلاف البيوت والمرافق التعليمية، وحوّلت كثيراً من الطلبة إلى نازحين يعيشون في مدارس أو خيام، دون مقاعد أو كتب.

تقول أمل بصوتٍ يملؤه الرجاء: "أتمنى من سيادة الرئيس محمود عباس أن ينظر إلى قصتي، وأن يساعدني على إكمال تعليمي الجامعي... أحلم أن أصبح نموذجاً مشرفاً لبلدي، وأن أعود يوماً لأخدم وطني بما تعلمت."

نجاح أمل لم يكن مجرد رقم في كشف علامات، بل صرخة أمل من قلب الحرب، ورسالة من طلبة غزة إلى العالم بأن الحروب لا تستطيع قتل الطموح، وأن العلم يبقى النور الذي لا يُطفأ حتى في أحلك الليالي.

في نهاية حديثها، تقول أمل: "قد نحيا بين الدمار، لكننا نحمل في داخلنا بذور الحياة... كل شهادة نحصل عليها هي انتصار على الحرب، وانتصار للإنسان الفلسطيني."

الاستماع الى اللقاء