الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية »  

نساء بدون معيل .. أم علاء تروي حكاية النساء الأرامل في غزة
28 تشرين الأول 2025

 

غزة-نساء FM- عبلة العلمي- في أحد مخيمات النزوح في مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة ، تعيش أم علاء، أرملة وأم لخمسة أطفال ، أربع بنات وولدٍ واحد، فقدت زوجها خلال الحرب على القطاع، ووجدت نفسها فجأة في مواجهة الحياة وحدها، بلا معيل ولا مصدر دخل سوى ما يحصله ابنها الصغير علاء من بيع أكياس المياة الباردة على الطرقات. كل يوم يخرج الطفل علاء حاملاً أكياس المياه يبيعها على المارة ليعود ببضعة شواكل تكفي بالكاد لشراء قوت يومهم. أم علاء لا تملك سوى الصبر، ووجهها الذي أنهكته المسؤولية، وعيون بناتها التي تسأل عن مستقبلٍ لا تملك لهم إجابة.

نساءٌ بلا سند : واقع الأرامل في غزة

قصة أم علاء ليست استثناءً ، بل هي نموذج متكرر في قطاع غزة، حيث خلفت هذه الحرب آلاف الأرامل اللواتي وجدن أنفسهن في مواجهةِ مجتمع لا يمنحهن ما يكفي من الدعم كثيرات منهن يُجبرن على الاعتماد على المساعدات التي لا تكفي لسد احتياجاتهن الأساسية .

"كل صباح يخرج ابني علاء حاملاً أكياس المياه الباردة وتحت أشعة الشمس الحارقة، يبيعها ليعود ببضعة شواكل نشتري بها خُبزاً وبعض المعلباتِ إن وجدت". تقول أم علاء بصوتٍ يختلط فيه الصبر والحسرة والدمعة في عينيها.

في ظل غياب المعيل، وانهيار الأمان، تتحول المرأة الغزية إلى جدار الصمود الأخير. أم علاء، كغيرها من الأرامل، لا تملك رفاهية الانكسار، بل تُجبر على أن تكون كل شيء لأطفالها: الأمان، والخبز، والحضن، والأمل في كل خطوة تخطوها، تُعيد تعريف البطولة، لا بصوتٍ مرتفع، بل بصمتٍ مثقلٍ بالمسؤولية.