رام الله-نساء FM-بحسب دراسات تحليلية أجرتها وزارة الصحة على تصنيفات الضحايا والمصابين الذين سقطوا في حرب القطاع فقد تبين أن "هناك خطراً على النسل الفلسطيني وقد تهدد الحرب الإسرائيلية على غزة العرق الفلسطيني وتجعله بعد 20 عاماً نادراً".
واستنتج فريق وزارة الصحة الفلسطينية ذلك بعد أن رصد مقتل 11900 امرأة في الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وإلى جانب سقوط 16500 طفل من أصل 40 ألف ضحية، يشكلون إجمال عدد الحالات التي وُثق قتلها ووصلت إلى المستشفيات.
هذه حرب على النساء والأطفال، إسرائيل دولة متطورة جداً وتمتلك أسلحة موجهة تستطيع من خلالها إصابة أهدافها من دون أن تتسبب في سقوط ضحايا جانبيين، لكنها اتبعت أسلوب الإبادة الجماعية للقضاء على النسل الفلسطيني".
قال الدكتور محمد صالحة مدير مستشفى العودة بشمال غزة في حديث لنساء إف إم: إنه في المجتمعات تشكل المرأة أساس العرق، وبعدما راجعنا أعداد الضحايا وجدنا قتل عدد مهول من النساء، وذلك يهدد النسل وإضافة إلى أن الأطفال هم حجر أساس المستقبل وقتلهم يعني أن تركيبة مجتمعنا الديموغرافية ستكون مختلفة في الغد القريب".
وتعول وزارة الصحة والمؤسسات الحكومية على المرأة كونها تهب الحياة، ويوضح الحاج أن "النسوة اللواتي قتلن في الحرب لو بقين على قيد الحياة لأنجبن في عام واحد قرابة 42 ألف طفل، وكان بإمكان هؤلاء الصغار تشكيل مستقبل أفضل بعد 20 عاماً، لكن الحرب أودت بحياة الأمهات"، وبحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني فإن المرأة تشكل 49 في المئة من المجتمع الفلسطيني، وبلغ معدل الخصوبة العام لديها 3.5 فرد في العام الواحد، لكن هذه المؤشرات كانت قبل الحرب وتغيرت بسرعة بسبب القتال.
وأضاف بعد أن أدركت وزارة الصحة أن الحرب الإسرائيلية طويلة وقد تمتد فترة ليست بقصيرة، وبعد درس جنس ضحايا القتال قررت الحفاظ على العرق الفلسطيني وتقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال قبل أية فئة أخرى، واتبعت أسلوب المفاضلة أثناء تعاملها مع الحالات التي تصل إلى مستشفيات القطاع.
ويقوم بروتوكول المفاضلة على أساس أن يجري الأطباء فحصاً أولياً للمصابين فيصنفون بحسب الجنس ودرجة الخطورة، وعلى هذا الأساس يتخذ الطبيب المشرف قراره إما تقديم الرعاية الصحية لجميع المصابين أو التركيز على إنقاذ النساء أولاً والأطفال ثم الرجال.
ويقول إن الأطباء مضطرون إلى فعل ذلك حرصاً على العرق الفلسطيني، وهناك سبب يدفع لاتباع أسلوب المفاضلة في تقديم الخدمات وهو شح المستلزمات الطبية جراء الحرب الإسرائيلية والحصار.
ويضيف، "الطواقم الطبية تركز على إنقاذ الأطفال والنساء للحفاظ على العرق الفلسطيني في غزة، ونحن نعاني نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية والعلاجات ولا نستطيع تقديمها لجميع المصابين ولذلك نفضل علاج المرأة لأنها أساس النسل والعرق".