
عمان-نساء FM- أدانت الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن، بشدة "الوضع الإنساني الكارثي" في غزة، وشددت على ضرورة دعوة جماعية لوقف إطلاق النار، وتساءلت قائلة: "كم عدد الأرواح التي يجب فقدانها قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟".
ونقلت وكالة "عمون" مقابلة أجريت مع الملكة رانيا، أكدت فيها على أن تهمة معاداة السامية استخدمت للتحايل على الانتقادات لسياسات إسرائيل، وأكدت أن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين لا يعني بالضرورة معاداة السامية.
وأدانت العبد الله بشدة التعصب ضد اليهود والمسلمين في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الجميع يجب أن يدينوا معاداة السامية والإسلاموفوبيا، وركزت على أن المسلمين يجب أن يكونوا أول من يدينوا معاداة السامية، لأن الإسلاموفوبيا هي شكل آخر من الكراهية والتعصب، والتاريخ يشهد على وجود تعايش سلمي بين الأديان، وأن التعصب ليس مرتبطا بالدين بل بالسياسة.
وألقت الملكة الضوء على الأعداد الهائلة للضحايا في غزة، حيث أشارت إلى أن "هناك نحو 10 آلاف شهيد منذ بداية النزاع، نصفهم تقريبًا من الأطفال"، وأكدت أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات بل تمثل أرواحًا حقيقية ومأساة إنسانية.
وبخصوص الاتهامات بشأن استخدام "حماس" للدروع البشرية، أكدت الملكة رانيا على أهمية الامتثال للقوانين الدولية، وأشارت إلى أن استخدام الدروع البشرية يُعد جريمة بموجب القانون، مشددة على أنه قبل إطلاق أي هجوم عسكري أو قنبلة، يجب أن يكون الهجوم متناسبًا مع الهدف العسكري، وإلا فإنه يعتبر غير قانوني.
واستنكرت الملكة تقليل المسؤولين الإسرائيليين من شأن الضحايا الفلسطينيين بزعم أنهم دروع بشرية، مشيرة إلى الوجود الكثيف للسكان في مناطق مثل جباليا وغزة، ما يجعل وفاة المدنيين أمرًا محتومًا بدلاً من "غير مقصود" أو "عرضي".
كما نفت ملكة الأردن ادعاءات السلطات الإسرائيلية بأنها تسعى لحماية المدنيين في غزة، وأشارت إلى أنه عندما يُطلب من نحو 1.1 مليون شخص أن يغادروا منازلهم أو يخاطروا بحياتهم، فإن ذلك ليس حماية حقيقية بل هو تهجير قسري.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات قالت إنه ليس هناك مكان آمن في غزة حتى في "المناطق الآمنة" التي اقترحها الإسرائيليون، حيث أن العديد من أوامر الإخلاء الإسرائيلية تصدر بشكل إلكتروني أو تلفزيوني، على الرغم من انقطاع التيار الكهربائي في غزة، لافتة إلى أن هذه الأوامر قد تستخدم لأغراض دعائية وتبريرية أكثر من تحقيق الحماية للمدنيين.
وأكدت ملكة الأردن أن السلام هو المسار الأضمن لأمان إسرائيل، بغض النظر عن قوتها العسكرية أو الأمور التكنولوجية مثل القبة الحديدية أو الجدار العازل.