
غزة ـ نساء FM- تواجه النساء العاملات في غزة تراجعاً حاداً في الإنتاجية نتيجة الحرب والمجاعة، ما أثر على جودة وكمية العمل داخل المنزل وخارجه. شهادات ميدانية تؤكد أن استعادة الأداء تتطلب إعادة تأهيل العاملات وتحسين مقومات الحياة الأساسية.
انخفضت القدرة الإنتاجية للعاملات في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، بسبب طول مدة الهجوم واشتداد المجاعة، وقد أثرت تلك الظروف ليس فقط على إنتاج النساء من حيث الجودة بل أيضاً من ناحية الكم، فما كانت المرأة تستطيع إنتاجه خلال ساعات، اليوم بات يحتاج لأيام من ناحية أعمال المنزل أو العمل في المشاريع الخاصة والمؤسسات.
بين الركام وطوابير الحياة
منى عكيلة، تقول إن العمل ما بعد الحرب في قطاع غزة اختلف عما قبلها ففي السابق كانت المرأة مفعمة بالطاقة والأمل ولديها أحلام كبيرة تؤمن بها وتعمل بجد كي تحققها، بينما اليوم تسكن غالبية نساء غزة في خيام وفرضت عليهن أعباء سلبت منهن تلك الطاقة وحلمهن بحياة أفضل.
وتلاحظ أنه ليس القدرة الإنتاجية في العمل خارج المنزل هي من تراجعت بل العمل داخل البيت أي الأعمال الروتينية ذاتها التي كانت تقوم بها في كل صباح، لافتة إلى أنها عملت في عدة مجالات منها السكرتارية، ومندوبة مبيعات، والتدريس، وغيرها لكن ختامها كان فتح مشروع خاص بالمخبوزات لكن معداته من أفران وأدوات مختلفة جميعها أصبحت تحت الركام بعد قصف منزلها.
وأشارت إلى أن يومها كان له نظام خاص فتبدأ بإنهاء أعمال المنزل وتجهيز الطعام ومن ثم تغادر لتبدأ عملها بالخارج، لكنها ما بعد الحرب لم تستطع إتباع روتين يومي خاص بها فالمصائب لا تأتي فرادى على حد وصفها، فهناك طابور طويل لتعبئة الماء، وآخر للحصول على الطعام من التكية وغيرها من الأمور التي لا تخلوا من المشاجرات اليومية بين النساء أنفسهن.
لا قانون يحميها ولا مؤسسات تنصفها
وأوضحت منى عكيلة، أن صاحب العمل سواء كان عمل خاص أو مؤسسات لا يقدر الوضع الذي يكابده الموظف ولا يهمه المصير المحتوم للمرأة والناتج عن الضغوطات الصحية والجسدية لأداء المهام المطلوب، فتجده دائم التلويح بعصا إذا ما عملت سوف تتقاضين أجرك بينما لو انخفض انتاجك فقط لن تنالي المال، لا بل سيتم البحث عن بديل فوري.
العاملة بغزة مهمشة وليس من حقها أن تنال حقوقها على حد قول منى عكيلة، فالعمل وفق القانون غير موجود بالقطاع، مشددة أن المرأة لديها التزامات عدة فتعمل بكامل قواها لكي توفي تلك الالتزامات في نهاية الشهر.
وقالت في ختام حديثها أن المرأة الفلسطينية امرأة عاملة بطبعها وقد برزت مهاراتها على مدار الأعوام التي سبقت الهجوم سواء خلال المشاريع الخاصة، أو ضمن العمل المؤسساتي لذلك لا تستطيع تركه أو الاستغناء عنه، لافتة إلى أن المرأة تتفانى في عملها أكثر من الرجل لذلك تتمنى من المؤسسات في الوقت الحالي الاعتناء بعاملاتهن وإنصافهن.
االحاجة لإعادة التأهيل وتحسين ظروف الحياة
بينما ترى مروج الجرو أنه حتى العمل المؤسساتي قد أعاقه الهجوم وجعل من تنفيذ الأنشطة داخل المجتمع عائق بدلاً من أن تكون هناك خدمات تسعى لنهضة شريحة معينة، فهناك صعوبة في الحركة والتنقل وصعوبة في التركيز حتى اليوم لم تنتهي آثارها، كما أن الوقت لا يتسع لتنفيذ ما ترغب به المرأة نتيجة الأعباء الأخرى التي ترمى على عاتقها.
وتقارن بما قبل الهجوم وبعده مشيرةً إلى أنها ما قبل الهجوم كانت تعمل ثماني ساعات متواصلة على مدار خمسة أيام بالأسبوع بينما اليوم بالكاد تكمل الساعتين أو الثلاثة على حد أقصى تنفذ في يومين أو ثلاثة أيام متفرقة، لافتة أنها كقدرة ذهنية وجسمانية لا تستطيع أن تعطي الأداء ذاته ما قبل الهجوم سواء هي أو فريق العمل من الفتيات اللواتي يعملن معها.
وأكدت أن تحسين أداء العمل مرتبط بإعادة تأهيل العاملات وربطهن بالواقع الجديد والعمل على تقبل الأفكار من قبل المجتمع التي ظهرت ما بعد الهجوم "من المهم توفير المياه والمسكن الأدمي والغذاء وغيرها من مقومات الحياة التي ما تحتاج له العاملات".
المصدر: وكالة أنباء المرأة
