الرئيسية » تقارير نسوية »  

متطوعات غزة يكسرن الجوع والمعاناة في تكايا مخيم النصيرات ويتحدين الظروف لمساعدة عائلاتهن
27 تشرين الأول 2025

 

 

غزة-نساء FM-تواجه النساء الفلسطينيات في قطاع غزة واقعا مريرا على مختلف الاصعدة منذ بدء حرب الابادة الاسرائيلية على قطاع غزة حيث تتحمل النساء اعباء اضافية حيث يقع على عاتقهن العمل على رعاية الاطفال وكبار السن والمرضى في ظل ظروف حياتية تنعدم فيها ادنى متطلبات الحياة لتجد النساء الفلسطينيات انفسهن ضحايا لحرب الابادة هذه.

وعلى الرغم من توقف الحرب لا تزال النساء الفلسطينيات يواجهن ظروفا حياتية صعبة حيث يواصلن السعي المستمر جنبا الى جنب من رجال غزة لتوفير مستلزمات الحياة بعد ان حولت اسرائيل قطاع غزة بمدنه ومخيماته وقراه الى كومة من الدمار وبقايا المباني واكوام الاسمنت حيث تتكشف اشكال المعاناة التي عايشتها وما زالت تعايشها النساء اللواتي كابدن اشكال من المعاناة وما زلن حتى يومنا هذا بعد توقف اصوات المدافع وقصف الطائرات وازيز رصاص جيش الاحتلال.

المراة الفلسطينية تتمتع بارادة صلبة وقوة قلب رغم كافة الجراح حيث تشارك النساء جنبا الى جنب مع الرجال في اسناد الاطفال وكبار السن من خلال مشاركتهن في الاعمال التطوعية سواء مداومة الجرحى والمرضى او من خلال المساعدة في بناء الخيام او من خلال العمل في التكايا ومراكز توزيع الغذاء سواء خلال الحرب او بعدها حيث يجري كل هذا العمل والصمود انطلاقا واعتمادا على وقوف النساء الفلسطينيات جنبا الى جنب مع الرجال في كل سنوات النضال والثورة واعتمادا على روح ومبدا العونة والاعمال التطوعية التي تعتبر جزء من الثقافة الفلسطينية الوطنية خصوصا في اوقات الازمات والحروب.

منذ ساعات الفجر، تبدأ المتطوعة أم هيا عبد الرزاق من مخيم النصيرات رحلتها اليومية إلى تكية النصيرات، متجاهلة مرضها ومرض زوجها الكبير السن (63 عامًا) وإصابتها بالسكري، لتساهم في إعداد وجبات الطعام للأطفال والأسر المحتاجة.

تقول أم هيا: «أنا استفيق الساعة 6 صباحا أغسل وجهي وأصلي وأطعم زوجي لأنه مريض. أتي هنا الى التكية في مخيم النصيرات على الساعة السابعة، وأعمل أي شيء يطلب مني لاعداد الوجبات من تقطيع بصل أو بطاطا أو باذنجان.

وتضيف :»بعد يوم طويل من العمل والمعاناة أحيانًا أشعر أنني لن أستطيع السير بسبب مرضي أو الألم في قدمي، وأضطر للانتظار في الشارع أكثر من مرة قبل أن أكمل الطريق. بعد العودة إلى البيت أرتاح قليلًا ثم أستمر في واجباتي: أطعم زوجي، أعتني ببناتي وأدرسهن

وعن عملها اليومي في التكية بعد الانتهاء من اعداد الوجبات تقول ام هيا ان النساء يبذلن جهود كبيرة سواء في السير للوصول الى التكية تحت مخاطر القصف او صعوبة الطرق التي تم تدميرها او من حيث العمل الشاق في تحضير الالاف من الوجبات والعمل على توزيعها مشيرة الى ان الفقرة الاصعد تتعلق بالتوزيع حيث تشضعر النساء بالف من مشاهد محاولات الاطفال والنساء والرجال للحصول على وجبة صغيرة تسد رمقهم».

وعن وصفها لهذه المعاناة والحال تضيف ام هيا قائلة: «أجد النازحين والأطفال على باب التكية وأبكي عليهم، ولا يسعني إلا أن أحاول تخفيف معاناتهم بأي طريقة ممكنة

من جهتها، تشارك أم وسام رحلتها التطوعية اليومية في تكية أبناء النصيرات، حيث تقول: «بالرغم من المعاناة في البيت، لدي ثلاثة أطفال يعانون من الصرع والتشنجات، إلا أنني أساهم في إعداد وجبات المعكرونة والأرز والعدس. أساعد الأسر المحتاجة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها أبناء شعبنا

توضح أم وسام أن التحديات اليومية تشمل البحث عن الطعام في ظل إغلاق المعابر والتكايا، وأحيانًا لا تتوفر حتى أبسط المقادير مثل الأرز أو العدس. لكنها تقول: "لم آتي هنا لأتناول طعامي، بل لأوصل رسالة للعالم أن ينظروا لنا بعين الرحمة. نحن شعب عانَ الكثير وما زال يعاني."

وعلى الرغم من صعوبة الظروف الحياتية والميدانية التي تواجهها ام هيا وام وسام الا انها تؤكدان على انهن سيواصلن العمل مع باقي النساء في منطقة النصيرات حيث يعشن في الخيام من اجل مساعدة ابناء الشعب الفلسطيني.

وفي هذا الاطار تؤكد ام هيا ان هناك الكثير من النساء في غزة مريضات او مصابات ولا يجدن ما ياكلنه او يشربنه لكنها في الوقت ذاته تواصل الحياة والعمل والتنقل بحثا عن اي وجبة او شربة ماء لأولادها وعائلتها.

وتؤكد هي وام وسام على انهن سيواصلن مبادرتهن في التطوع ويقدمن ما يستطعن تقديمه للنازحيين وأهالي النصيرات المحتاجين والنازحين اليها على الرغم من كافة اشكال المعاناة اللواتي يعشنها .

تقارير للامم المتحدة والمؤسسات الدولية اشارت الى ان النساء الفلسطينيات في غزة يعانين من ضغوط مضاعفة بسبب الحرب والحصار المستمر، حيث يديرن الأسر ويوفرن الغذاء والرعاية للأطفال وسط انقطاع الخدمات الأساسية ونقص الموارد. المبادرات التطوعية، مثل تكايا غزة، تلعب دورًا حيويًا في تقديم الأمل والصمود، ومواجهة الجوع والفقر في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية.