الرئيسية » عالم المرأة »  

لماذا تقبل النساء على شراء "حقائب اليد المستعملة" رغم ارتفاع سعرها؟
04 أيلول 2023

 

رام الله-نساء FM- بالنسبة لمعظم الناس، خاصة النساء، عندما نتحدث عن "شراء ملابس مستعملة"، قد يذهب الذهن أولا إلى أن الظروف المادية متعسرة، لكن بالنسبة لبعض "الإكسسوارات" التي ترتديها النساء بدرجة كبيرة مع الملابس قد لا تكون بسبب الظروف المادية، إذ تباع بعض حقائب اليد المستعملة بأسعار غالية الثمن، وقد يكون بعضها أغلى من الجديدة، ما يجعلنا نتساءل عن السبب.

People look at handbags to sell at a market in Beijing on February 27, 2019. (Photo by Nicolas ASFOURI / AFP)

الطلب على حقائب اليد "ذات الحالة المقبولة" التي تظهر عليها علامات الخدوش والبقع تضاعف منذ 2022 (الفرنسية)

 

حقائب الأثرياء المستعملة

أفادت منصة البيع بالتجزئة الفاخرة "ذا ريل ريال" الأميركية أن المتسوقين يتجهون نحو عمليات الشراء التجارية على السلع الفاخرة المستعملة، وذكرت المنصة أن الجيل "زي"، وجيل الألفية مهتمون بهذا النوع من الشراء أكثر من غيرهم.

وحسب شركة البيع والشحن الفاخرة، فإن الطلب على حقائب اليد "ذات الحالة المقبولة"، مثل تلك التي تظهر عليها علامات التآكل، كالخدوش والبقع؛ لكنها لا تزال بحالة جيدة قد تضاعف منذ 2022، ووجد التقرير -أيضا- أن هذه الحقائب تباع بسعر 33% أقل من الأنواع الأخرى"، ما يعني أنها تلقى رواجا، وتباع بسعر ليس قليلا كذلك.

ذكاء المستهلكات

وفقا لتقرير نشرته منصة "ياهو فينانس" في أغسطس/آب الماضي، فإن مستهلكي المنتجات الفاخرة يحاولون أن يكونوا أكثر انتقائية، ويتجهون نحو شراء منتجات ذات قيمة أكبر، حتى لو كانت مستعملة.

وأشار التقرير إلى أن هذا النمط من شراء الحقائب المستعملة هو نمط فيه "ذكاء" من المستهلكات، وذلك لاتجاههن إلى اقتناء حقيبة مستخدمة بشكل خفيف، أو في حالة جيدة بدلا من شراء واحدة جديدة تماما.

A girl looks at handbags during shopping at a market ahead of the upcoming festival of Eid al-Fitr in Karachi on April 19, 2023. (Photo by Asif HASSAN / AFP)

المستهلكات أصبحن على استعداد للتضحية بالكمال من أجل القدرة على تحمل تكاليف الحقيبة (الفرنسية)

"ماركات" الأثرياء بتكاليف محتملة

بينما يرى تقرير مجلة "فوغ بيزنس" التي تركز على قطاع المال والأزياء، أن هذا الاتجاه هو علامة على أن الوصمة ضد شراء السلع المستعملة آخذة في التلاشي، وأن المستهلكات أصبحن أكثر حساسية للسعر، وأنهن على استعداد للتضحية بالكمال من أجل القدرة على تحمل التكاليف، في ظل ارتفاع تكلفة السلع الفاخرة الجديدة.

كما أن 66% من مشتريات المنتجات المستعملة في تقرير "ذا ريل ريال" يقلن، إنهن تسوقن للحصول على صفقة جيدة في المقام الأول، من خلال اقتناء منتج فاخر لكن بسعر عادل.

An employee inspects and authenticates a pre-owned Hermes Kelly handbag in a warehouse at the Vestiaire Collective SA offices in Hong Kong, China, on Thursday, Feb. 4, 2021. Asian consumers are beginning to warm to Vestiaire, a luxury fashion resale site, which is now in Hong Kong, Singapore and Australia, with Korea and Japan next on the horizon. Photographer: Lam Yik/Bloomberg via Getty Images

موظفة تفحص حقيبة يد "هيرمس كيلي" المستعملة والتحقق من صحتها (غيتي)

منتجات فاخرة في متناول الجميع

يساعد شراء المنتجات الفاخرة المستعملة على جعل الرفاهية والمنتجات الفاخرة في متناول جميع النساء، وأشار تقرير "ذا ريل ريال" إلى تضاعف الطلب على حقائب اليد في حالة جيدة تقريبا، كما يشير إلى أن 58% من المشترين الذين يقتنون حقائب يد مستعملة بـ "حالة جيدة"، هم متسوقون ومتسوقات جدد.

اقتناء قطع فريدة

الرغبة في الحصول على قطع فريدة وأصلية، هو أحد العوامل التي تدفع مشتري الحقائب المستعملة إلى شراء المستعملة بدلا من الجديدة، إذ إن بعض الحقائب اليدوية لـ"ماركات" الأثرياء تُنتج بكميات محدودة جدا، مما يجعلها نادرة ومميزة، وعندما تنفد هذه الحقائب من المتاجر الرسمية، يصبح العثور عليها مستعملة أمرا صعبا ونادرا، مما يزيد من قيمتها وسعرها، لذلك قد تباع بسعر غال في سوق المستعمل، حتى إنه قد يتجاوز لبعض القطع السعر الأصلي.

 

كما أن تصميم بعض الحقائب اليدوية يصبح "كلاسيكيا" ومشهورا على مر الزمن، لذلك قد تكون بعض الحقائب التي صُنِعت قبل سنوات معروفة بتصميمها الرائع والمميز، مما يجعل الناس يبحثون عنها ويشترونها مستعملة بسبب التاريخ الذي تحمله والقيمة التاريخية لها.

ويعدّ بعض الناس جمع الحقائب الفاخرة والمميزة هواية فاخرة بحد ذاتها. ومن ثم يكون هناك طلب مرتفع على الحقائب المستعملة، لا سيما تلك التي يصعب الحصول عليها بشكل جديد.

Second-hand LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton SE wallets and handbags are displayed for sale at a Daikokuya Inc. store in the Shinjuku district of Tokyo, Japan, on Monday, March 19, 2018. Japan's resale market for luxury brand goods is worth almost 200 billion yen, according to a government report. Photographer: Kiyoshi Ota/Bloomberg via Getty Images

إعادة البيع فرصة للحصول على المنتجات التي تريدها النساء ولا يستطعن الحصول عليها (غيتي)

"كوتة" شراء لـ"ماركات" الأثرياء

تضع بعض "الماركات" الفاخرة حصة بعدد القطع المسموح بشرائها لكل عميل في السنة، لذلك يجد بعض المشترين المتحمسين في أسواق إعادة البيع، فرصة للحصول على المنتجات التي يريدونها ولا يستطيعون الحصول عليها.

على سبيل المثال؛ في 2021، قدمت "شانيل" حصة من شأنها أن تقيد العميل بإجراء 12 عملية شراء من كل فئة سنويا. وهذا يعني أنه يمكن للعميل شراء ما يصل إلى 12 حقيبة يد، وما يصل إلى 12 سلعة جلدية صغيرة و"إكسسوارات" وما إلى ذلك، في كل سنة تقويمية.

وبالنسبة لمعظم الناس فإن 12 قطعة سنويا من كل فئة هي كمية كبيرة، ولكن هناك أشخاص من هواة جمع "شانيل" أو "الماركات" الفاخرة، يصبح بالنسبة لهم 12 قطعة ستكون مقيدة جدا، حسب تقرير بثته "رويترز".

Second-hand Hermes International SCA Bolide and Birkin handbags are displayed for sale at a Daikokuya Inc. store in the Shinjuku district of Tokyo, Japan, on Monday, March 19, 2018. Japan's resale market for luxury brand goods is worth almost 200 billion yen, according to a government report. Photographer: Kiyoshi Ota/Bloomberg via Getty Images

منصات إعادة البيع عبر الإنترنت سهلت شراء واقتناء السلع المستعملة (غيتي)

وفي الواقع؛ هناك العديد من الأسباب وراء رغبة العلامات التجارية في فرض حدود على الشراء، ففي 2021، اعترف برونو بافلوفسكي، رئيس "شانيل فاشن" و"شانيل ساس"، في مقابلة مع "فوغ بيزنس"، أن شانيل ليس لديها ما يكفي من المنتجات لبيعها لعملائها.

ووفقا له، ليس لأنهم لا يريدون التصنيع، ولكن لأن الطلب يفوق باستمرار توقعاتهم، وكان يتحدث عن الطلب على حقائب اليد من شانيل على وجه الخصوص.

ومع ذلك، في حالة شانيل، لا يقتصر الأمر على نقص المنتجات فقط. ففي صناعة الرفاهية إذا لم تكن حصرية؛ فإنها لم تعد فاخرة. لذلك فإن السبب الرئيس وراء رغبة النساء في إنفاق الآلاف على السلع الفاخرة، هو ندرتها وتفردها. وقد أصبح من السهل جدا أن تحصل على أي حقيبة يد أخرى من شانيل مؤخرا. ما عليك سوى الذهاب إلى أحد مئات البائعين الفاخرين، وستكون الحقيبة ملكك.

 

أصحابها السابقون مميزون

بعض الحقائب اليدوية لـ"ماركات" الأثرياء قد يكون تملكها شخصيات مشهورة أو بارزة، وعندما تُباع هذه الحقائب المستعملة، قد تكون لها تاريخ سابق يرتبط بشخصية مشهورة، مما يجعلها تحمل قيمة تذكارية، وتوقيعا شخصيا مميزا.

Pre-owned luxury goods hang on racks in a warehouse at the Vestiaire Collective SA offices in Hong Kong, China, on Thursday, Feb. 4, 2021. Asian consumers are beginning to warm to Vestiaire, a luxury fashion resale site, which is now in Hong Kong, Singapore and Australia, with Korea and Japan next on the horizon. Photographer: Lam Yik/Bloomberg via Getty Images

الطلب المتزايد على حقائب اليد المستخدمة بشكل واضح بسبب الشعبية المتزايدة للاستدامة (غيتي)

انتشار منصات إعادة البيع

يشير تقرير المنصة الإعلامية التابعة لشبكة "فوغ" العالمية إلى أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، قد سهّل على الأشخاص العثور على السلع المستعملة وشراءها، كما هو الحال بالنسبة لمنصات إعادة البيع عبر الإنترنت، التي سهلت على الأشخاص شراء وبيع السلع المستعملة.

حتى إن بعض العلامات التجارية الفاخرة بدأت في تبني اتجاه إعادة البيع، على سبيل المثال، أطلقت "شانيل" مؤخرا برنامجا تجريبيا يسمح للعملاء باستبدال حقائبهم القديمة، مقابل الحصول على رصيد لشراء حقيبة جديدة.

الأثر البيئي

يعزو تقرير مجلة "فوغ بيزنس" الطلب المتزايد على حقائب اليد المستخدمة بشكل واضح إلى الشعبية المتزايدة للاستدامة، في وقت  أصبحت المستهلكات أكثر وعيا بالأثر البيئي لمشترياتهن، لذلك يحاولن استخدام منتجات موجودة بالسوق بالفعل، بدلا من شراء الجديد، ومن ثم تحفيز المصانع على إنتاج قطع جديدة أكثر.

المصدر : مواقع إلكترونية