
القاهرة-نساء FM- الزواج المبكر قضية مجتمعية خطيرة تهدد الحفاظ على حقوق الفتيات في الحاضر والمستقبل، مما جعل الدولة تخطو خطوات سريعة وحازمة للتعامل مع هذه القضية، ويولى المجلس القومي للمرأة أولوية كبرى للتعامل مع هذا الملف.
وضع المجلس القومي للمرأة خطة شاملة للقضاء على قضية الزواج المبكر للفتيات "زواج القاصرات" والتي تنتشر خاصة في القرى والمحافظات، حيث جمعت الخطة بين التوعية والمشاركة في مناقشة القوانين، والدعم وتوفير كل سبل التواصل لحماية الفتيات من كل أشكال العنف.
وعبر هذا التقرير ، تستعرض "بوابة الأهرام" خطة المجلس القومي للمرأة لتعامل مع قضية الزواج المبكر للفتيات.
الزواج المبكر
يعرف الزواج المبكر بأنه كل من يتزوج قبل بلوغه سن 18 عاماً، وهو الإجماع الدولي على الطفولة كما هو متفق عليه في اتفاقية حقوق الطفل
إحصائيات الزواج المبكر للفتيات (زواج القاصرات)
وفقاً لتعداد مصر لعام 2017 يتبين أن واحدة تقريبا من بين كل عشرين فتاة في الفئة العمرية من 15-17 عام متزوجات أو كن متزوجات فيما سبق وبالنسبة للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-19 سنة يرتفع المعدل إلى واحد من بين كل عشرة مع وجود فارق كبير بين المناطق الريفية والحضرية،
توجيه من رئيس الجمهورية بشأن الزواج المبكر
وجه رئيس الجمهورية من خلال احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية) في مارس 2021 بسرعة اتخاذ إجراءات الإصدار قانون منع الزواج المبكر ينص صراحة على السن القانونية للزواج ويكون قانونا مستقلا يضمن حقوق الفتيات، مؤكدا على احترام حقوق المرأة وأهمية دورها في المجتمع.
وبعد ذلك فرضت الحكومة المصرية عقوبات أكثر شدة على الأشخاص الذين يدعمون زواج القاصرات بالسجن لمدة 7 سنوات ودفع غرامة
حملات توعية بخطورة الزواج المبكر
يطلق المجلس القومي للمرأة حملات توعوية في القرى والنجوع لشرح مخاطر الزواج المبكر الصحية والاجتماعية والقانونية.
ينظم المجلس لقاءات وندوات عبر الرائدات الريفيات اللاتي يقمن بزيارات منزلية للتحدث مع الأسر والأمهات مباشرة.
يقوم المجلس بحملات إعلامية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل لنشر رسائل توعوية تؤكد أن زواج القاصر مخالف للقانون والدين.
الدعم القانوني للفتيات
يقدم المجلس القومي مساعدة قانونية مجانية للفتيات المتضررات من الزواج المبكر أو اللواتي يتعرضن للزواج القسري، وذلك عبر مكتب شكاوى المرأة الذي عمل على مدار الساعة لاستقبال الشكاوى والاستفسارات.
يعمل القومي للمرأة على رصد الحالات بالتعاون مع لجان حماية الطفل والنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
يدعم المجلس تطبيق قانون تجريم زواج الأطفال، ويطالب بتشديد العقوبات على من يشارك في توثيقه أو تنظيمه.
تمكين وتعليم الفتيات
يشجع المجلس القومي للمرأة الأسر على استمرار تعليم البنات باعتباره الحماية الأولى من الزواج المبكر.
ينفذ المجلس برامج تدريب مهني ومشروعات صغيرة للأمهات لتقليل الضغوط الاقتصادية التي تدفعهن لتزويج بناتهن مبكرًا.
التنسيق مع الجهات الحكومية
يتعاون المجلس مع وزارات مثل التضامن الاجتماعي، التربية والتعليم، والصحة في إطار “الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة”، في العمل على القضاء على قضية زواج القاصرات.
يشارك في مبادرات مثل “مودة” و “تكافؤ الفرص التعليمية” و “حياة كريمة” التي تركز على توعية المجتمعات الريفية.
متابعة فعلية ورصد
يجري المجلس دراسات وبحوثًا ميدانية لرصد نسب الزواج المبكر وأسبابه في المحافظات.
يرفع المجلس توصيات تشريعية للحكومة والبرلمان لضمان حماية الفتيات وتحقيق المساواة.
أسئلة شائعة حول الزواج المبكر
ما حجم مشكلة الزواج المبكر في مصر حاليًا وفقًا لإحصاءات المجلس القومي للمرأة؟
بحسب بيانات نشرتها المجلس القومي للمرأة، فإن نسبة الفتيات المصريات في الفئة العمرية من 15 إلى 19 عاماً المتزوجات تبلغ 14.4%.
كما أشار تحليل حديث إلى أن نسبة الفتيات المصريات اللاتي تزوجن قبل سنّ 18 عاماً تصل إلى حوالي 16% في بعض المسوح.
ما هي أسباب الزواج المبكر للفتيات؟
هناك مجموعة من العوامل التي تدفع بعض الأسر إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة، الفقر والضغوط الاقتصادية، العادات والتقاليد القديمة، ضعف الوعي والتعليم، الخوف من الانحراف أو العنوسة، الضغوط الأسرية
كيف يؤثر الزواج المبكر على صحة الفتيات وتعليمهن ومستقبلهن؟
الزواج البمكر للفتيات له عدة مخاطر منها المخاطر الصحية حيث أن الفتاة الصغيرة جسديًا غير مهيأة للحمل والولادة، مما يزيد خطر النزيف والوفاة أثناء الولادة، وقد تزداد احتمالية الإجهاض، فقر الدم، وسوء التغذية، هذا إلى جانب ارتفاع نسب وفيات الأمهات والأطفال في حالات الزواج المبكر.
كما يؤثر الزواج المبكر على تعليم الفتيات حيث غالبًا ما تترك الفتاة المدرسة بعد الزواج، مما يحرمها من فرص التعليم والعمل لاحقًا، وانخفاض التعليم يؤدي إلى استمرار دائرة الفقر والجهل في الأجيال القادمة.
الزواج المبكر له آثار نفسية واجتماعية منها تعرض الفتاة لضغوط نفسية كبيرة ومسؤوليات تفوق سنها، قد تعاني من العنف الأسري أو العزلة الاجتماعية.
كما يكون له نتائج سلبية للفتاة منها ضعف قدرتها على اتخاذ قرارات تخص حياتها أو أبنائها.
كما يؤثر الزواج المبكر على مستقبل الفتيات ، حيث تقل فرص الفتاة في تحقيق الاستقلال الاقتصادي أو المساهمة الفعالة في المجتمع، ويؤدي الزواج المبكر إلى إعاقة تمكين المرأة وإضعاف مشاركتها في سوق العمل والتنمية.
