الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية »  

نساء غزة.. يتمسكن بالحياة بصبرٍ لا ينتهي !
13 تشرين الأول 2025

 

غزة-نساء FM- أزهار الكحلوت-تحت خيوط الشمس الحارقة، تجلس  "أم محمد"  أمام قطع قماش متصلة مهترئة لا تكاد تشبه المأوى، وفي يدها وعاء بلاستيكي تغسل فيه ملابس أبناؤها، في طقس يومي يشبه طقوس البقاء لا الحياة، فرضته ظروف النزوح والعيش القسري في الخيام .

 الفلسطينية أم محمد أبو ريالة (45 عاماً)، تقول لنساء أف إم ، وهي أمٌ لتسعة أبناء: نزحت من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة إلى جنوب وادي غزة مشياً على الأقدام بعد استهداف المنطقة وتدمير منزلها، واستقرت هنا في دير البلح وسط قطاع غزة .

انعدام الخصوصية 

تواجه "أبو ريالة" من انعدام الخصوصية داخل خيمتها المهترئة، فعندما ترغب في تبديل ملابسها أو الاستحمام ، تظطر إلى التحايل على ضيق المكان ومحدودية المساحة . تطلب من بناتها أن يراقبن محيط الخيمة خشية من قدوم أحد ، بينما تحاول  الحفاظ على قدرٍ بسيط من الخصوصية .

وتضيف أبو ريالة " الخيمة ضيقة جداً، لذلك لا نستطيع الطبخ أو الغسيل أو الجلي بداخلها ، ما يضطرنا إلى القيام بهذه الأعمال أمام الخيمة،  وهي تقع بشارع يعج بالمارة داخل المخيم. لذلك تخاف على بناتها الصبايا من المارين فلا يخرجن  ويبقين ملازمات الخيمة من الداخل .

وتكمل حديثها لنساء إف إم "لا يوجد لدينا حمام خاص نظراً لضيق المساحة، واذا احتجنا إلى إستخدامه نضطر إلى الانتظار وقتاً طويلا أو قطع مسافات بعيدة ."

حرمان من العلاج

تعاني" أبو ريالة" من أمراض القلب والضغط وسط حرمان من العلاج دام عامين، خلال الحرب لم تتمكن من تناول أدويتها الاساسية و اضطرت لاستخدام بدائل لم تكن فعالة بشكل كافٍ. مع ذلك، تواصل حياتها سعيًا لتأمين احتياجات أسرتها والحفاظ على استقرارها وسط ظروف النزوح القاسية.

حلم العودة إلى الحياة الكريمة

فور الإعلان عن وقف إطلاق النار في  11أكتوبر/تشرين الأول الجاري. تبددت آمالها بعودة الحياة إلى طبيعتها. وتحلم العيش في وطنٍ آمن، وتقول : "أكثر ما أسعدني بوقف الحرب أنني أستطيع النوم بأمان مع أبنائي."

من بين الخيام يحاولن نساء غزة لملمة ما تبقّى من حياةٍ مزّقتها الحرب، عامان من النزوح والخوف والجوع، وما زلن يزرعن الأمل في أرضٍ أنهكها الوجع.