الرئيسية » أخبار المرأة الفلسطينية »  

نساء فلسطين يحتفلن بالأصالة في "يوم تراثي استثنائي" بمركز طلة الثقافي
09 تشرين الأول 2025

 

باقة الغربية-نساء FM- في يومٍ تراثيٍ استثنائي غمره عبق الأصالة وروح الانتماء، نظم مركز طلة الثقافي فعالية خاصة للنساء فقط احتفاءً بالتراث الفلسطيني، جمعت بين سيدات مبادرة "خزانة حليمة" من باقة الغربية وضيفات من مختلف محافظات الوطن، في لقاءٍ وحد الشمال بالجنوب على أرض الإبداع والهوية.

تألقت سيدات باقة الغربية بارتداء الثوب الشعراوي الفلسطيني التراثي المعروف بجماله وبساطته، والذي يتكوّن من الثوب المطرّز، والشلحة، والسروال المطرّز أسفل الساقين، والقرامل التي تُزيّن الشعر، وغطاء الرأس الأبيض (الخِرْفَة). وتميّزت الشلحة بتطريز فلسطيني دقيق بطَرْزة “الأكس”، مما أضفى على المشهد لمسة فنية نابضة بالأصالة والجمال.

وشهدت الفعالية تنوعاً ثقافياً غنياً، إذ قدمت الأديبة فوزية كتاني عرضاً ثقافياً تناول رمزية الثوب الفلسطيني وتاريخ الأزياء الشعبية، أعقبه إحياء لمشهد العرس الفلسطيني التقليدي الذي تخللته الأغاني والأهازيج الشعبية من مختلف المناطق.

فقد أدّت نساء القدس أهازيج الأعراس المليئة بالبهجة، بينما صدحت نساء باقة الغربية بـ الترويدة الفلسطينية الحزينة وأغاني وداع الحجاج التي حملت بين كلماتها شجن الوداع ودفء الدعاء.

ومن الجنوب، شاركت إحدى نساء النقب بسردٍ شيّق حول التراث البدوي الفلسطيني وأزيائه المميزة، لتكتمل لوحة التنوع الثقافي الفلسطيني في مشهد جمع بين التاريخ والفن والهوية.

أما مائدة الغداء فحملت نكهة الأصالة الفلسطينية، حيث استمتع الحضور بتناول طبق الجريشة التراثي، تلاه تحلية الهيطلية بالسمن البلدي، التي ارتبطت بحكاية المثل الشعبي الشهير "صبابين السمن على الهيطلية"، رمز كرم أهل بلدة أبو ديس.

وتروي القصة أن شاعرًا بدويًا مرّ عبر الطور وسلوان والعيزرية دون أن يلقى كرم الضيافة، حتى وصل إلى أبو ديس، حيث استُقبل بالترحاب وأُكرم بالطعام والمبيت، فأنشد يقول:

"-ثلاث قرى ما بهن هبت الريح

-سلوان وأهل الطور والعيزرية

-تلفي على أبو ديس يا عز ملفاك

-صبابين السمن عَ الهيطلية"

جسدت القصيدة رمزية الكرم الفلسطيني الأصيل الذي تناقلته الأجيال، مضيفة إلى اللقاء بعداً وجدانياً من التراث الشعبي المحفور في الذاكرة الجمعية.

واختُتم اليوم التراثي وسط أجواء من الفرح والفخر، حيث عبّرت المشاركات عن سعادتهن بهذا اللقاء الذي وحّد نساء فلسطين من الشمال إلى الجنوب في احتفاءٍ واحدٍ بالهوية والتراث، مؤكدات أن التراث الفلسطيني ليس ماضياً يُروى، بل حاضراً يُعاش ومستقبلاً يُصان.

يأتي هذا اليوم ضمن رؤية مركز طلة الثقافي الرامية إلى إحياء التراث الفلسطيني وتعزيز دوره كجسر للتواصل بين الأجيال والمناطق المختلفة من الوطن، ليبقى صوت التراث شاهداً على وحدة فلسطين وهويتها المتجذّرة في الذاكرة والوجدان.