الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » منوعات »  

صوت| الأخصائي النفسي عايد حوشية: "بين الحاجة للعلاج وواجب الصمود... الفلسطيني يعيش معركة داخلية صامتة"
09 تشرين الأول 2025

 

رام الله-نساء FM- بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف العاشر من تشرين الأول من كل عام، خصّصت إذاعة نساء إف إم مساحة للحديث عن الوعي النفسي وأهمية الاعتناء بالصحة العقلية، في ظل ما يمرّ به الإنسان الفلسطيني من ضغوط متراكمة وصدمات متكررة نتيجة الاحتلال والحروب المتواصلة.

وفي لقاء خاص، أكد الأخصائي النفسي عايد حوشية أن الصحة النفسية ليست ترفاً أو رفاهية كما يظن البعض، بل هي أساس متين للاستمرار والحياة المتوازنة، مشيراً إلى أن الفلسطيني يعيش بين حاجته للعلاج النفسي وضرورته في الحفاظ على الصمود أمام الواقع القاسي.

وأوضح حوشية أن الحروب والأزمات الممتدة في فلسطين، خصوصاً في قطاع غزة، خلّفت آثاراً نفسية عميقة لا تقل خطورة عن الجراح الجسدية، وتظهر على شكل اضطرابات في النوم، قلق، اكتئاب، نوبات خوف، وفقدان الشعور بالأمان، مشدداً على أن هذه الأعراض تتفاقم لدى الأطفال والنساء الذين يشكّلون الفئة الأكثر هشاشة في النزاعات.

وفي سياق حديثه عن اليوم العالمي للصحة النفسية 2025، الذي يحمل هذا العام شعار "العقل السليم حق للجميع", شدّد حوشية على أهمية جعل الدعم النفسي جزءاً دائماً من منظومة الخدمات الصحية والاجتماعية، وليس مجرد استجابة مؤقتة في أوقات الأزمات، داعياً إلى دمج برامج الدعم النفسي في المدارس والمجتمعات المحلية، وتدريب كوادر متخصصة قادرة على التعامل مع ما بعد الصدمة.

وأضاف أن المجتمع الفلسطيني يحتاج إلى مناخات حوار وتفريغ نفسي آمنة، تتيح للأفراد التعبير عن مشاعرهم دون خوف أو خجل، مؤكداً أن الإنكار أو كبت الألم النفسي لا يقلّ خطراً عن أسبابه.

وقال حوشية: "الصمود لا يعني تجاهل الألم، بل القدرة على مواجهته وتجاوزه. والإنسان الفلسطيني رغم جراحه المتكررة، يمتلك طاقة نادرة على النهوض من جديد، وهذه القوة يجب أن تُستثمر عبر تعزيز ثقافة الدعم النفسي والمجتمعي."

واختتم حديثه برسالة إنسانية:"في اليوم العالمي للصحة النفسية، لنتذكّر أن العافية لا تُقاس فقط بغياب المرض، بل بحضور التوازن الداخلي، وأن شفاء الروح هو الخطوة الأولى نحو شفاء الوطن."

الاستماع الى المقابلة :