
غزة-نساء FM- مع حلول شهر أكتوبر، شهر التوعية بسرطان الثدي، تتزايد المخاوف الصحية في قطاع غزة حول تأثير المواد السامة المنبعثة من القنابل والمتفجرات على النساء، خصوصًا داخل المخيمات والمنازل المكتظة بالسكان. هذه المواد، التي تحتوي على نسب مرتفعة من الرصاص والزرنيخ وأحيانًا اليورانيوم، تؤدي إلى مضاعفة مخاطر الإصابة بالأمراض، لا سيما السرطان.
في حديثه مع إذاعة "نساء إف إم"، أوضح محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية، أن ما تم العثور عليه في قطاع غزة من متفجرات وسموم يشمل كل أنواع الأسلحة الحديثة، سواء في القذائف أو الربطات المتفجرة، مشيرًا إلى أن هذه المواد تسبب انتشار العديد من الأمراض، ويأتي على رأسها السرطان، خصوصًا بين النساء والأطفال. وأضاف أبو عفش: "نخشى مستقبلًا وقوع كوارث صحية بسبب هذه الغبرة السامة، حيث لا يوجد مكان في غزة إلا ويتعرض لهذه السموم، ما يؤدي إلى ارتفاع حالات التسمم بالرصاص واليورانيوم وغيرها من المواد المسرطنة ".
تشير الدراسات والملاحظات الميدانية إلى ارتفاع نسب هذه السموم في أجسام النساء، بما في ذلك الحوامل، ما يزيد من احتمالية حدوث التشوهات أو حالات الإجهاض. ويعود ذلك جزئيًا إلى نقص الإمكانيات الطبية المتوفرة في القطاع، والتي تمنع قياس مستويات السموم وتشخيصها بشكل دقيق، ما يؤدي إلى تأخر العلاج وزيادة المخاطر الصحية.
تفاقم الوضع الصحي مع استمرار إغلاق المعابر ونفاد الأدوية الضرورية لعلاج مرضى السرطان، خاصة مرضى سرطان الثدي. فقد توقفت جميع المستشفيات التي كانت تتابع هؤلاء المرضى بشكل كامل، بما في ذلك مستشفى غزة الأوروبي، عن تقديم خدماتها، مما جعل المرضى يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج الملائم.
كل هذه العوامل كما يقول أبو عفش — من تلوث البيئة بالمواد السامة، وضعف الإمكانيات الطبية، ونقص الأدوية، وإغلاق المراكز الصحية — تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي في قطاع غزة، ما يجعل من شهر أكتوبر فرصة هامة للتوعية، وتسليط الضوء على الخطر المستمر الذي يتهدد حياة النساء في القطاع.