الرئيسية » نساء في العالم العربي »  

"تحويشة".. رحلة مجموعات الادِّخار والإقراض الرقمية في قرى أسوان
08 تشرين الأول 2025

 

القاهرة-نساء FM- خلود حسين، إحدى المُيسِّرات في برنامج الشمول المالي الوطني المعروف باسم "تحويشة" بمحافظة أسوان خلال زيارة ميدانية للمحافظة في مايو 2025. صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/السيد محمد.

في أحضان الجنوب المصري، حيث يعانق نهر النيل أرض أسوان بجماله، تروي هذه المحافظة قصصًا مليئة بالتحديات والأمل، تشرق فيها شمس الفرص من خلال مبادرات مثل برنامج "تحويشة"، الذي يضيء طريق النساء نحو التمكين المالي والاستقلال الاقتصادي.

تدور فكرة “تحويشة” حول جمع النساء في مجموعات تعلمهن سر الادخار والإقراض بطريقة جماعية ومنتظمة، مستخدمات التكنولوجيا لتحويل أحلامهن إلى واقع. من خلال تطبيق "تحويشة"، تتحول السجلات الورقية التقليدية إلى نظام رقمي آمن ودقيق، حيث تُخزن الودائع الجماعية بأمان، وتُدرب النساء على استخدام بطاقات مثل "ميزة"، مما يفتح لهن أبواب العالم المالي. فور انضمامهن، يصبحن جزءًا من النظام البنكي، خطوة أولى نحو حياة جديدة.

ينتشر البرنامج كنور في عدد من المحافظات مثل أسوان، المنيا، الأقصر، بني سويف، الإسكندرية، البحيرة، كفر الشيخ، الغربية، أسيوط، وسوهاج، بقيادة المجلس القومي للمرأة والبنك المركزي، وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الاتحاد الأوروبي، وسفارة مملكة هولندا في العشر محافظات .

لكن قلب البرنامج يكمن في "الميسرات"، وهن نساء مثل خلود حسين، التي تحمل بابتسامتها وإصرارها رسالة الأمل إلى كل بيت في أسوان، بعد أن تلقت تدريبات  على مفاهيم  الادِّخار والإقراض الرقمي والتمكين الاقتصادي والتثقيف المالي، لتعزيز مهاراتها وتجهيزها للمشاركة بشكل فعّال في تنفيذ البرنامج.

تقوم خلود بزيارة النساء في قرى أسوان حيث تطرق الأبواب لتشرح ببساطة فكرة “تحويشة”، وتساعدهن على تجاوز مخاوفهن من التكنولوجيا. لم تكن المهمة سهلة في البداية؛ كانت النساء مترددات، لكن بفضل زياراتها المتكررة وصبرها، تحول الشك إلى ثقة. تقول خلود بحماس: "في السنة الأولى، كان إقناع النساء تحديًا، لكن اليوم، هنّ من يسعين للانضمام بعدما رأين النجاح بأعينهن!". هكذا، تحولت لقاءات خلود مع النساء إلى جلسات أسبوعية، ثم مجموعات رقمية نابضة بالحياة.

زينب الرشيدي، إحدى المشاركات في برنامج الشمول المالي الوطني المعروف باسم "تحويشة " بمحافظة أسوان خلال زيارة ميدانية للمحافظة في مايو 2025. صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/السيد محمد.
زينب الرشيدي، إحدى المشاركات في برنامج الشمول المالي الوطني المعروف باسم "تحويشة " بمحافظة أسوان خلال زيارة ميدانية للمحافظة في مايو 2025. صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/السيد محمد.

ومن بين تلك النساء، برزت قصة زينب الرشيدي، أم لأربعة أطفال من قرية إدفو، تبلغ من العمر 50 عامًا. بدأت زينب رحلتها بحضور تدريبات علَّمتها كيف تُدير مالها، تستخدم بطاقتها البنكية، وتخطط لمستقبلها. تقول زينب بفرح: "كنت أنفق كل ما أملك بسرعة، لكن "تحويشة" علَّمتني أن ادخار مبلغ صغير يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا ويساعدني على تحقيق حلمي!". بدأت زينب بادخار 540 جنيه، ثم أطلقت مشروع تربية الدواجن من منزلها، وها هي اليوم تحلم بمحل خاص يُؤمِّن مستقبل أبنائها.

منذ انطلاقه حتى يونيو 2025، نجح "تحويشة" بقيادة المجلس القومي للمرأة والبنك المركزي المصري بالشراكة مع مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة و الاتحاد الأوروبي وسفارة مملكة هولندا، في تغيير حياة آلاف النساء حيث بلغت مدخرات النساء في العشر محافظات 4,362,720جنيه مصري، وبدأت 1,905 امرأة مشاريعها الخاصة، مع قروض بقيمة 1,316,553 جنيه مصري. وتلقت 76,892 سيدة تدريبات علي التثقيف المالي ، واكتسبت 86,612  مهارات رقمية، بينما استفادت 31,085 من تجربة المحاكاة المصرفية. قصص مثل زينب وخلود تؤكد أن "تحويشة" ليست مجرد برنامج، بل بوابة للأمل، حيث تثبت النساء أنهن، بقلوبهن وأحلامهن، قادرات على رسم مستقبل مشرق.

المصدر: هيئة  الامم المتحدة للمرأة