الرئيسية » تقارير نسوية » صحتك » الرسالة الاخبارية »  

صوت| نساء إف إم ترصد معاناة مريضات سرطان الثدي في غزة: الحرب قطعت رحلة العلاج وأغلقت أبواب الأمل
05 تشرين الأول 2025

 

غزة-نساء FM- في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإغلاق المعابر ومنع إدخال المعدات والأدوية، تواجه مريضات سرطان الثدي في القطاع خطرًا حقيقيًا على حياتهن بعد انهيار شبه كامل لمنظومة التشخيص والعلاج. 

قالت د. نادية الشوا، الجراحة العامة واختصاصية الأورام، خلال حديثها لإذاعة نساء إف إم، إن ما يجري اليوم يمثل حكمًا بالموت البطيء على آلاف النساء اللواتي كن في رحلة علاج طويلة ومعقدة، قُطعت في منتصف الطريق. 

وتابعت ان رحلة علاج سرطان الثدي ليست مجرد دواء، بل سلسلة متكاملة من المراحل تبدأ بالكشف المبكر عبر أجهزة الماموغرام، مرورًا بالخزعات والتحاليل النسيجية والهرمونية لتحديد نوع الورم وخطة العلاج، وتشمل العلاج الجراحي لاستئصال الورم، والعلاج الكيماوي والإشعاعي والهرموني لإيقاف الانتشار ومنع عودة الورم، وانتهاءً بالمتابعة الطويلة لرصد أي انتكاسات.

 لكن منذ بداية الحرب تعطلت كل هذه المراحل تقريبًا، فلم يكن سوى جهاز ماموغرام واحد يعمل دون صيانة، ولم تتوفر الخزعات النسيجية اللازمة للتشخيص، وحتى حين توفرت المواد المخبرية لتحديد مستقبلات الهرمونات، كانت محدودة وتنقطع سريعًا، أما العلاج الجراحي والإشعاعي فقد أصبح شبه مستحيل في ظل استهداف المستشفيات وغياب التحويلات إلى الضفة الغربية، بينما انقطع العلاج الهرموني تمامًا منذ بداية العدوان، ومع تضرر العيادات الخارجية ومراكز الأورام بشكل مباشر، فقدت المريضات أي إمكانية للمتابعة المستمرة.

وتابعت، قبل الحرب كان هناك مستشفى الرنتيسي ومستشفى الصداقة التركي كمراكز أساسية لعلاج مرضى الأورام، يقدمون خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة تشمل الأدوية الكيماوية والتحويلات والمتابعة والرعاية، لكنهما تعرضا للاستهداف المباشر وتوقفا عن العمل، كما تعرضت مستشفيات الشفاء والإندونيسي والقدس للقصف، وبقي اليوم فقط مستشفى ناصر في الجنوب ومستشفى شهداء الأقصى، لكن الوصول إليهما صعب للغاية بسبب اكتظاظهما بمئات آلاف النازحين واستهدافهما المتكرر.

تشير د. الشوا إلى أن العلاج الكيماوي والإشعاعي هما خط الدفاع الأساسي لمنع انتشار الورم أو عودته، وعندما ينقطع العلاج، فإن المريضات يدفعن إلى الموت البطيء، حيث تعود الأورام التي كانت قد تم استئصالها إلى الانتشار في كامل الجسد، لتتحول المريضة من حالة قابلة للشفاء إلى حالة ميؤوس منها، والحالات التي تصل اليوم إلى المستشفيات غالبًا في مراحل متقدمة جدًا من المرض نتيجة صعوبة الوصول والتأخر في التشخيص، ما يجعل فرص العلاج شبه معدومة.

واوضحت أن ما يجري ليس مجرد أزمة صحية بل جريمة مركبة ضد حياة النساء، فانقطاع علاج السرطان لا يعني فقط غياب الدواء بل انتزاع آخر خيط أمل من نساء كن يحاربن المرض بشجاعة. وتختم د. الشوا برسالة قوية إلى العالم بأن مريضات السرطان في غزة لا يطلبن المستحيل، بل فقط الحق في استكمال العلاج وعدم تركهن يمتن بصمت.

 

من جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن النساء في القطاع يواجهن حرمانًا متواصلًا للعام الثاني على التوالي من بروتوكولات وبرامج الفحص المبكر لسرطان الثدي، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر وما خلّفه من تدمير لمراكز الرعاية الأولية وأقسام الفحص والتصوير التشخيصي.

وأوضحت الوزارة أن النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بالمرض قبيل وخلال الحرب لا تتوفر لهن أدنى مقومات العلاج التخصصي أو المتابعة الطبية، مشيرة إلى أن أدوية السرطان من أكثر الخدمات تضررًا جراء النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، ولا سيما الخاصة بسرطان الثدي.

وأضاف البيان أن تدني مستويات التغذية السليمة والمتكاملة ترك آثارًا صحية كارثية على المصابات، في ظل افتقار المنظومة الصحية لمقومات الوقاية والسيطرة وطرق الكشف المبكر، الأمر الذي يتعارض مع التوجهات الصحية الدولية.

كما شددت الوزارة على أن عدداً من المريضات بحاجة ماسة للعلاج الإشعاعي غير المتوفر في قطاع غزة، فيما يُحرمن من السفر إلى الخارج لتلقيه بسبب إغلاق المعابر ومنع الأدوية وتدمير مراكز العلاج التخصصي، إلى جانب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

واختتمت الوزارة بالتحذير من أن هذه الظروف تفاقم خطورة الوضع الصحي لعديد الحالات، داعية المجتمع الدولي والجهات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير العلاج والدواء للنساء المصابات.

الاستماع الى اللقاء :