الرئيسية » تقارير نسوية »  

الكاتبة سونيا نمر :" معظم أبطال قصصي فتيات والسبب الصورة النمطية الخاطئة عن المرأة العربية "
24 تشرين الأول 2017

"تغذية العقل بالخيال مهم جداً لحل الكثير من مشاكلنا اليومية"

نسرين كتانة - نساء FM :- قد لا تكفي هذه السطور للتعريف بالكاتبة والحكواتية الدكتوة  سونيا نمر، فحياتها الشخصية والأكاديمية حافلة بالانجازات لتثبت أن المرأة الفلسطينية قادرة على النجاح والتفوق وإضافة بصمة خاصة لها الى جانب من قدموا اعمالهم المتميزة في عالم الإبداع.

ولدت الكاتبة سونيا نمر في جنين عام 1955، وحصلت على شهادة الدكتوراة عام 1990 من جامعة اكستر في بريطانيا، وتعمل حالياً محاضرة في جامعة بيرزيت بمركز الدراسات الثقافية منذ عام 2006، و بدأت بالكتابة للأطفال خلال فترة اعتقال الإحتلال الاسرائيلي لها، حتى احترفت الكتابة وترجمة الكتب، وأصدرت حتى الآن 16 عشرة كتاباً للأطفال، تتباين ما بين الكتب الأسطورية، والكتب الشعبية وأخرى باللغة العامية البسيطة.

 

ترجع د.نمر الفضل في نجاحها بكتابة قصص اليافعين الى والدتها، التي أوجدت فيها حب سماع قصص الأطفال وكتابتها عندما قرأت لها أول قصة أطفال بصغرها، قائلة : "من بعد القصة الأولى وجدت بنفسي ذلك الشغف الذي دفعني لأغذي خيالي وعقلي بمزيد من القراءة في هذا الحقل الواسع".

كما أنها كانت تسعى دائما لتكون شخصية متعلمة وامرأة ناجحة، نظراً لانتماءها الى اسرة مثقفة، فجدها أول طبيب في فلسطين منذ عام 1914 ووالدها مهندس.

وأضافت نمر في حديثها عن كتابة قصص الأطفال، أنه من المهم أن يتمتع الشخص بالخيال اللازم لمساعدته في حياته اليومية، وتعتبرها طريقة في مواجهة المشاكل التي تواجه الأشخاص، كما أن له دور كبير في إيجاد حلول ابداعية.

وتستشهد نمر بأهمية تكوين الخيال، بنجاحها في إيصال الأفكار المختلفة خلال المحاضرات التي تعقدها في جامعة بيزريت، وخاصة في مساق الحضارة الأوروبية، فهي تعتمد أسلوب سرد أحداث التاريخ بطريقة قصصية، لجذب انتباه الطلاب، وتركيز المعلومة في أذهانهم.

كما وتحرص نمر على سرد قصصها بطريقة شعبية وبلهجة عامية أحياناً وذكر الأمثال الشعبية في الكثير من أحاديثها، وذلك للمحافظة على التراث الشعبي قدر استطاعتها، معربة عن حزنها أن هذه القصص ستصبح ذات يوم "قطع توضع في المتاحف دون اكتراث أحد إليها".

مقابلة سونيا نمر 1 

مقابلة سونيا نمر 2

 

كيف ساهم الاعتقال في تغذية خيال سونيا .

مما لا شك فيه أن تجربة الاعتقال في السجون الاسرائيلية أثرت في تكوين شخصية الكاتبة والمحاضرة سونيا نمر، حيث كتبت أول قصتين لها خلال اعتقالها، الا انهم صودروا منها في ذلك الوقت ولم تعد لكتابتهما.

ولا تعتبر نمر تجربة  اعتقالها فريدة من نوعها كما أنها تجربة من جملة التجارب التي كونت سونيا على ما هي عليه الآن، مضيفة الى وجود العديد من العائلات التي لها تجربة مع الاعتقال، إلا أن ما ساعدها خلال اعتقالها، تواجدها في مكان مغلق ومحدود، من شأنه أن يخلق خيالاً لا يستطيع الاحتلال التضييق عليه كما التضييقات التعسفية الأخرى التي تمارس بحق الأسرى.

 

انعكاس الصورة النمطية عن المرأة العربية في الخارج على كتابات سونيا.

بعد خروجها من السجن توجهت سونيا الى بريطانيا لتكمل دراستها وتحصيل شهادة الدكتوراه بتخصص التاريخ الشفوي، ومن ثم عملت بقسم التثقيف في المتحف البريطاني لمدة ثماني سنوات، الا أنها لم تشعر طوال فترة مكوثها في إنجلترا بالراحة،  مشيرة أن اكثر ما كان يزعجها هو الفكرة النمطية السائدة عن المرأة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص ما دفعها الى تجسيد صورة الفتاة المتميزة في الكثير من قصصها، والقادرة على الوصول الى ما تصبو إليه.

مقابلة سونيا نمر 3 

 

الكاتبة سونيا نمر مرشحة لعدة جوائز عالمية.

ترشحت  د. سونيا نمر مؤخراً في القائمة القصيرة للنسخة التاسعة من جائزة "اتصالات لكتاب الطفل" وتعد أحد أهم الجوائز المخصصة لأدب الأطفال في العالم العربي،  وذلك عن كتاب "طائر الرعد" ضمن فئة كتاب العام لليافعين، وسيعلن عن نتائجها خلال الشهر القادم.

كما وترشحت د. نمر لجائزة آستريد ليندغرين سابقاً، وهي جائزة عريقة لأدب الأطفال، أسستها الحكومة السويدية عام 2002، -بعد وفاة الأديبة آستريد ليندغرين-  وتقدم لأفضل عمل عالمي في أدب الأطفال والشباب، سواء كان أدبا مكتوبا أو محكيا.

مقابلة سونيا نمر 4

 

وتعد نمر هي المرشحة العربية الوحيدة لهذه الجائزة التي يطلق عليها البعض جائزة "نوبل لأدب الأطفال"، ضمن ما يقارب 100 أديب عالمي، وستظهر النتيجة في شهر نيسان 2018.

كما وعملت على اصدار كتابين باللغة الانجليزية بمشاركة كاتبة بريطانيا – حول الاحتلال ولاقى الكتاب احتجاجا واسعا من قبل الجالية اليهودية في بريطانيا التي حاولت منع صدور هذا الكتاب.

للاستماع الى التقرير الصوتي اضغط هنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-