الرئيسية » تقارير نسوية »  

شفاء : "استأصلت ثديي ولا أخجل من ذلك، بل أفتخر كوني حاربت سرطان الثدي وتعافيت منه"
19 تشرين الأول 2017

نسرين كتانة - نساء FM :- يقال لكل امريء من اسمه نصيب، وكان من نصيب (شفاء عواد) من مخيم الجلزون أن تشفى من مرض سرطان الثدي الذي أصيبت به عام 2012 وتلقت العلاج في مستشفى بيت جالا في بيت لحم.

تعود ذاكرة شفاء بها خمس سنوات الى الوراء لتخبرنا عن بداية اكتشاف إصابتها بمرض سرطان الثدي  الذي لم تتوقع ان تصاب به ذات يوم، ولكن ما دفعها للفحص هو ملاحظتها لاحمرار غريب على ثديها، فتوجهت فوراً الى أحد الاطباء الذي بدوره أخبرها بعدم وجود أي شيء يدعو للقلق، اذ أن هذا الاحمرار أمر طبيعي.

 

تقول شفاء والبالغة من العمر 40 عاماً "شككت بما قاله الطبيب، وخاصة انني أشعر بألم في الثدي كلما توجهت للاستحمام"، مضيفة أنها قررت لاحقاً الذهاب الى مركز دنيا التخصصي للأورام السرطانية وأجرت الفحوصات اللازمة، ليتبين أنها مصابة بسرطان الثدي بمرحلة ليست بالمبكرة !

 

أين حملات التوعية بهذا المرض؟ ولماذا أصبت به؟ فطعامي صحي وأمارس الرياضة وأجري الفحوصات الدورية اللازمة دوماً ! أسئلة راودت شفاء لحظة تلقيها الخبر الذي وصفته بالصاعق، ولم يخطر ببالها - لقلة وعيها بهذا المرض آنذاك - أنها ستضطر لاحقاً الى استئصال ثديها الذي تتواجد فيه الكتلة السرطانية.

استمع الى مقابلة شفاء بالضغط على مقابلة 1 

تنصح عواد النساء اللواتي يصبن بالمرض بعدم التفكير به كثيراً، وأن يتغلبن بقوتهن عليه بدلاً من تغلبه عليهم، وخاصة في مرحلة العلاج الكيماوي، وتابعت :"تجربتي بمحاربة المرض لم تكن سهلة، فأنا سيدة عزباء ولا أولاد لدي و أقطن وحيدة في منزل العائلة بمخيم الجلزون كما أن وضعي المادي سيء جداً، كنت أفكر دوماً من أين سأحصل على تكاليف العلاج؟ و ربما أصبت بالمرض بسبب الحزن على والدتي التي توفيت في نفس العام الذي اكتشفت به مرضي، رغم ذلك كله كنت أحاول دائماً أن اشغل وقتي بقراءة الكتب متنوعة المواضيع بالاضافة الى قراءة القرآن الكريم والاستغفار، وأحيانا أجلس واتأمل الطبيعة التي تجعلني أتمسك بالحياة أكثر".

 

تحاول شفاء أن تساعد النساء المصابات اللواتي يتعالجن في مركز دنيا التخصصي، من خلال الحديث عن تجربتها، ودعمهن ليتحلين بالقوة اللازمة لتذوق جمال الحياة، وتوعيتهن حول إمكانية التعافي من المرض بالمتابعة المستمرة، مضيفة أن الشفاء منه بداية حياة جديدة تكتب للمصاب وليس نهايتها كما هو شائع، اذ مرت شفاء بالعديد من العثرات أثناء مرضها كان اصعبها - حسب وصفها - عندما قالت من احدى جارتها " من الممكن يا شفاء أن تتوفي بعد أسبوع " .

استمع الى مقابلة شفاء بالضغط على مقابلة 2 

 

وعندما تحدثنا مع شقيقها ناصر عبد الله الذي كان أكبر الداعمين لها منذ لحظة تلقيها الخبر حتى الآن، أشار في ذات السياق أن مرض السرطان وفي ظل التطور الطبي أصبح كأي مرض يمكن علاجه، إلا أن الدعم النفسي للمريض قلما نجده لدى الأشخاص الذين يعتقدون أنه نهاية الحياة، مضيفاً ان الثقافة السائدة حول مرض السرطان وتهويل خطورة المرض والتعامل المجتمعي الذي يرعب المريض من مرضه، من شأنه أن يهبط من عزيمة المريض وتمسكه بالحياة.

يتابع شقيقها : " لا أخفي عليكم، استغربت من قوة شفاء واصرارها على التمسك بالحياة فهي عملت في وكالة الغوث أثناء فترة العلاج الكيماوي، وكان عملها شاقاً كونها مريضة"،  اذ كانت تعمل على توزيع ملفات مواليد العائلات المسجلة في الوكالة.

 

وعن تجربته باعتباره شخص داعم لمريضة سرطان الثدي يقول عواد أن تجربة شفاء علمته الكثير، اذ اصبح يبحث حول المرض وطبيعة التعامل مع المريض من الناحية النفسية والعلاجية أيضاً، كما أن تجربتها كانت لها الأثر الكبير على شقيقته وزوجته اللواتي بدأن منذ تلك اللحظة بإجراء الفحص الدوري اللازم للكشف عن سرطان الثدي.

 

استمع الى مقابلة شقيق شفاء بالضغط على مقابلة 3

 

شفاء صاحبة الارادة والمعنوية العالية والمحبة للحياة بكافة تفاصيلها، ترفض فكرة التكتم عن مرض سرطان الثدي، فهي ترى أن التكتم سيؤدي إلى تراجع مساعي التوعية المتعلقة به، و تحاول كل جهدها إفادة النساء بتجربتها، ولا تخجل من التصرح بمرضها وشفائها منه للاعلام، فتجربتها جعلتها ترى الحياة من زاوية أجمل، وتنصح كل سيدة بعدم التخوف من الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فكلما كان مبكرا كانت فرص الشفاء منه أكثر، فهي وعلى الرغم من اكتشافها المتأخر للمرض تعافت منه وتفكر بفتح مشروعها الخاص بصنع الأكل الصحي للتشجيع على حياة صحية خالية من الأمراض.

 

يمكنكم الاستماع الى التقرير الصوتي بالضغط هنا