الرئيسية » تقارير نسوية »  

أمية النساء «الحلقة الأضعف» في اقتصاد العالم الإسلامي
06 أيلول 2017

وكالات - نساء FM:- أكدت «المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة» (إيسيسكو) أن الأمية في أوساط النساء لا تزال الحلقة الأضعف في النسيج الاقتصادي لغالبية دول العالم الإسلامي على الرغم مما تتميز به المرأة من إمكانات ذاتية تؤهلها لتصبح عنصراً نشيطاً في الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن «الإناث لا يتمتعن إلا بالنزر اليسير من ثمار محو الأمية، ما يحدّ من أدائهن على مستوى الإنتاج والإدارة على حد سواء». 

وقالت «إيسيسكو» في بيان لمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية في 8 أيلول (سبتمبر) كل عام، إنها أجرت تقييماً شاملاً لمسار محو الأمية في الدول الأعضاء منذ المنتدى العالمي للتربية الذي عقد في داكار العام 2000، وذلك من أجل تجويد هذا النمط التربوي لتحقيق مفهوم التربية للجميع في مرحلة ما بعد 2015، مع وضع البرامج الخاصة بمحو الأمية في صميم أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030، وبخاصة الهدف الثامن الذي ينصّ على «تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل والمستدام للجميع، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع».

وأشارت «إيسيسكو» في بيانها الذي بثته وكالة الأنباء الإسلامية (إينا) اليوم (الثلثاء) إلى أن «تحليل أوجه العلاقة الراهنة بين محو الأمية وقطاع العمل والنمو الاقتصادي في العالم الإسلامي، يكشف أن شريحة واسعة من السكان النشيطين، لاسيما في القطاع الإنتاجي الأول الذي يشمل الزراعة والصيد البحري، لا تستفيد بالشكل المطلوب من خدمات التربية وفي مقدمها محو الأمية والتربية غير النظامية ما يمنعها من التطوير الكامل لمهاراتها ومن تحسين تنافسيتها لتحظى بالتقدير في قطاع الشغل».

وأوضحت أن «العلاقة بين محو الأمية وقطاع التدريب الفنّي والمهني الذي من شأنه تأهيل الموارد البشرية وتعزيز فرص الشغل والإنتاج بين المتحررين من الأمية، تظل غير واضحة المعالم في عدد من الدول الأعضاء»، داعية إلى «اعتماد الإجراءاتِ الفعالةَ الملائمة على مستوى سياسات محو الأمية وممارساتها بارتباط وثيق مع قطاعَيْ التدريب المهني والاقتصاد على حدّ سواء، والعمل على الربط الوثيق بين الخطط الوطنية لمحو الأمية ونظيراتها في مجال التنمية في قطاعات الاقتصاد الثلاثة الرئيسة».

وطالبت «إيسيسكو» بـ «اسناد برامج محو الأمية والتربية غير النظامية في أوساط الكبار والمراهقين المنقطعين عن الدراسة، إلى المرجعيات الخاصة بمهارات الحياة اليومية وأن تركز على سوق العمل في عدد من الميادين منها الزراعة وتربية الماشية والصيد البحري والصناعة التقليدية والموارد الطاقية والمعدنية، ليكون لوحدات التدريب أثـر كبير في تعزيز فرص العمل والنمو الاقتصادي في أوساط النساء».

وأوصت بـ «تعزيز نظم محو الأمية والتربية غير النظامية بمؤشرات عالية الجودة في مجال المتابعة والتقييم، وإنشاء مساقات دراسية بين برامج محو الأمية والتدريب المهني والتقني ونظام التربية النظامية، وإرساء شراكة فاعلة مع أرباب العمل، من أجل الاستجابة للحاجات الحالية والمستقبلية لمتطلبات العمل»، مشددة على مواكبة «التنافسية العالمية وعولمة الأسواق، إذ أصبح لزاماً في ظل إرساء تكنولوجيا المعلومات والاتصال، أن يُراعَى البعـد المتعلق بمحو الأمية الرقمية، لكي يدمج بين تعلم المعارف الضرورية في القراءة والكتابة والحساب، واستخدام هذه التكنولوجيات».

وأكدت «إيسيسكو» أن «تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع، كل ذلك يندرج في إطار فلسفة التنمية البشرية المستدامة التي تتعدى مجرد النمو الاقتصادي، مع ما ينطوي عليه من احتمال حدوث فوارق على الصعيدين الاقتصادي والمجتمعي»، مشددة على «وجوب أن تهدف برامج محو الأمية إلى تأكيد طابع الشمول من خلال مراعاة الفئات المهمشة المتمثلة في النساء وذوي الاحتياجات الخاصة وسكان الأرياف والمناطق النائية ومناطق النزاع وغيرها» وأن «تتجاوز استراتيجيات محو الأمية المفهومَ التقليديَّ للاقتصاد، وأن تنخرط في حركية النمو الأخضر والتماسك الاجتماعي».