
رام الله-نساء FM- أظهرت بيانات صحية جديدة في الولايات المتحدة أن أكثر من نصف مستخدمي أدوية التخسيس الحديثة عبر الحقن يستعيدون الوزن الذي فقدوه خلال أقل من عام على إيقاف العلاج، في نتيجة تعيد الجدل حول الاعتماد طويل الأمد على الحقن المعروفة بـGLP-1 مثل "أوزيمبك" و"ويغوفي" و"مونجارو".
وبين تحليل لقاعدة بيانات أميركية ضمت 1.23 مليون شخص بين عامي 2010 و2024، أن 58% من المرضى الذين توقفوا عن استخدام هذه الأدوية اكتسبوا الوزن مجدداً، فيما استعاد بعضهم كامل الوزن المفقود خلال عام فقط.
وقال الدكتور مايكل وينتروب، أخصائي الغدد في "جامعة نيويورك" والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن النتائج تثبت ما أظهرته التجارب السريرية سابقًا، مشيرًا إلى أن توقف العلاج "يقود عمليًا إلى عودة الوزن". وأضاف أن "هذه الأدوية تحتاج إلى خطط طويلة الأمد. استمرار العلاج هو ما يضمن الحفاظ على الوزن"، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

من يفقد أكثر... يستعيد أسرع
إلى ذلك، بينت الدراسة التي عُرضت خلال مؤتمر Obesity Week 2025 في أتلانتا، أن الأشخاص الذين فقدوا قدرًا كبيرًا من الوزن أثناء العلاج كانوا الأكثر عرضة لاستعادة الوزن بسرعة بعد إيقافه.
وبينما كان متوسط فترة استخدام المرضى للحقن نحو 8 أشهر، فقد ارتفع الوزن بعد التوقف بنسبة 4.5% خلال 3 أشهر، و6% خلال 6 أشهر، و7.5% خلال 12 شهرًا.
أدوية لا يمكن إيقافها
من جانبه، قال البروفيسور جون أبولزان، من مركز "بينينغتون" لأبحاث التغذية، إن النتائج تؤكد أن هذه الأدوية تشبه علاجات الضغط والسكري، "وبمجرد أن يبدأ الناس العلاج من الصعب التوقف دون عواقب".
ورغم أن 40% من المرضى حافظوا على أوزانهم بعد إيقاف الحقن، إلا أن الباحثين غير متأكدين مما إذا كان ذلك ناتجًا عن تغيير جذري في نمط الحياة أو استخدام أدوية أخرى غير مسجّلة في البيانات.
تحديات للأنظمة الصحية
في حين أثارت تلك الدراسة مخاوف لدى مؤسسات صحية مثل هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، خصوصًا أن إرشاداتها تمنع استخدام هذه الحقن لأكثر من عامين، في وقت يظهر فيه أن الإيقاف يؤدي إلى عودة الوزن.ويُقدر أن واحدًا من كل 20 بالغًا في بريطانيا يستخدم هذا النوع من أدوية التخسيس، التي أثبتت أيضًا قدرتها على تقليل مخاطر أمراض القلب والسكري والسرطان.
أتت هذه البيانات بينما بدأت بريطانيا تطبيق حزمة من القوانين الجديدة للحد من السمنة، شملت منع عروض "اشترِ واحدًا واحصل على الآخر مجانًا" على الوجبات غير الصحية، وحظر إعادة تعبئة المشروبات الغازية المجانية، وحظر إعلانات الأطعمة غير الصحية قبل الساعة 9 مساءً.
في حين حذّر خبراء من أن السمنة أصبحت "أزمة وطنية"، مع تسجيل ارتفاع بنسبة 39% في حالات السكري من النوع الثاني بين من هم دون 40 عامًا.
