
الفاشر-نساء FM- في 25 أكتوبر/تشرين الأول، دخلت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، مُطلقةً العنان لموجة من العنف في المدينة وثّقتها الأمم المتحدة. وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول، هاجم مسلحون مستشفى الفاشر للولادة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 460 شخصاً، من بينهم مرضى وزوارهم وعاملون في مجال الرعاية الصحية. ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك بكثير.
فرّ العديد ممن استطاعوا إلى طويلة، التي تبعد 50 كيلومتراً عن الفاشر، والتي أصبحت الآن موطناً لأكثر من 620,000 نازح داخلي يعيشون في رعب وحرمان.
فيما يلي شهادات جُمِعت عبر رسائل صوتية بواسطة صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه في طويلة، وتوثق تجربة المدنيين الذين نجوا من العنف في الفاشر.
يرجى ملاحظة: تم تغيير جميع الأسماء لحماية سلامة الأشخاص.
شهادات الناجين والناجيات
هاني، 24 عاماً (رجل)
هو واحد من أربعة ناجين فقط—رجلان وامرأتان—من مجموعة تضم أكثر من 200 شخص فروا من الفاشر إلى طويلة. شهادة مُقدّمة مباشرة إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان عبر رسالة صوتية.
"غادرنا الفاشر صباح يوم الأحد بعد معاناة كبيرة. كان هناك أصوات إطلاق نار وقصف، لكننا تمكنا من الخروج. كنا مجموعة تضم أكثر من 200 شخص من النساء والرجال والأطفال. في الطريق، التقينا بقوات الدعم السريع. فتحوا علينا النار دون طرح أي أسئلة. أجبرونا على الاستلقاء على الأرض، وجاء قائدهم وقال إننا إذا تحركنا فسوف يقتلوننا. كان رأسي على الأرض، ورأيت، على يميني، امرأتين من جاراتي ملقاتين قتيلتين، والدماء تسيل من رأسيهما. قُتل العديد من الأشخاص من مجموعتنا. ثم صعدت قوات الدعم السريع إلى مركباتها وبدأت بدهسنا.
"بعد مغادرتهم، واصلنا السير نحن الناجون. كنا حوالي 65 شخصاً متجهين نحو طويلة، والتقينا بمجموعة أخرى من قوات الدعم السريع قتلت 15 منا قبل أن ترحل. واصلنا الركض، محاولين الهروب. وفي وقت لاحق، التقينا بمجموعة أخرى من قوات الدعم السريع، التقطوا لنا صوراً وبثوا مقاطع فيديو مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي معنا. وبعد ذلك، واصلنا السير على طول طريق "غولو". أُوقِفنا عند ثلاث نقاط تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع. وفي كل نقطة، كانوا يضربوننا ويهينوننا، ثم سمحوا لنا بالمتابعة.
"عند نقطة التفتيش الرابعة، اعتقلوا الناجين المتبقين واقتادونا إلى أحد سجونهم. طالبوا بفدية قدرها 10 ملايين جنيه سوداني (حوالي 2800 دولار أمريكي) من كل شخص لإطلاق سراحه، وأعطونا ساعتين للاتصال بشخص لإرسال المال. أربعة منا فقط تمكنوا من الدفع. أما البقية فقد قُتلوا. لقد قتلوا الأطفال وكبار السن والنساء. لا يمكنني وصف المشهد، كان من الصعب تحمل مشاهدة أشخاص يموتون أمام عينيك، كل واحد برصاصة واحدة."
أسماء، 26 عاماً (امرأة)
"قتلوا زوجي أمامي. فلم يكن بمقدوره سوى أن يدفع الفدية لي ولأطفالي. لذلك قتلوه."
سلام، 19 عاماً (امرأة)
"فصلني ثلاثة جنود عن المجموعة وسألوني إن كنتُ عذراء. عندما قلت نعم، أخذوني إلى مكتبهم واغتصبوني قبل أن يسمحوا لي بمواصلة السير." (تلقت سلام على خدمات الإدارة السريرية لحالات الاغتصاب من شركاء صندوق الأمم المتحدة للسكان في طويلة.)
شهد، 24 عاماً (امرأة)
"استغرقت مني الرحلة خمسة أيام للوصول إلى طويلة من الفاشر. مشينا طوال الطريق. كنت محظوظة بالوصول حية، بينما مات العديد من الآخرين على طول الطريق."
آلاء، 40 عاماً (امرأة)
"غادرت يوم السبت ووصلت إلى طويلة بعد أربعة أيام. لقد قتلوا معظم الناس في المدينة. واغتصبوا العديد من النساء وسرقوا كل شيء منا، لم يتركوا لنا شيئاً."
صندوق الأمم المتحدة للسكان في طويلة
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان—من خلال شركائه المحليين—على تشغيل مرفق للرعاية الأساسية لأمراض النساء والتوليد الطارئة ورعاية حديثي الولادة على مدار 24 ساعة في طويلة، ويوفر خدمات متكاملة للصحة الإنجابية والحماية. يضم المرفق أطباء وقابلات وفنيي مختبرات وصيادلة. كما ينشر صندوق الأمم المتحدة للسكان فرقاً متنقلة من القابلات للقيام بزيارات منزلية. ويوفر خدمات الدعم للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك من خلال ثلاث مساحات آمنة لإيواء الناجيات.
