
رام الله-نساء FM- نظّمت مدربة الوعي الذاتي والتطوير المالي نورا الطويل ورشة بعنوان "الصحة النفسية والجسدية للمرأة" ضمن فعاليات شهر أكتوبر الوردي، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي. وتهدف الورشة إلى تسليط الضوء على مفهوم الصحة المتكاملة للمرأة وأهمية التوازن بين الجسد والعقل والمشاعر، باعتباره أساس الوقاية والعلاج، وليس مجرد فحص جسدي دوري.
وفي حديثها لنساء إف إم، أوضحت الطويل رؤيتها لمفهوم الصحة المتكاملة، قائلة إنّها ترى أن "الصحة المتكاملة للمرأة هي زواج متناغم بين جسدها وعقلها ومشاعرها"، مؤكدة أن الوعي الذاتي في كل جانب من جوانب الحياة هو مفتاح الوصول إلى صحة حقيقية وشاملة. وأضافت أن المرأة التي تُنصت إلى جسدها وتفهم رسائله، وتُدير وقتها ومالها ومشاعرها بوعي، تكون أقرب لحالة السلام الداخلي والتوازن، وبالتالي لعيش حياة أكثر طاقة وانسجامًا.
أما عن سبب اختيارها لموضوع الورشة، فأشارت إلى أنها لاحظت أن كثيرًا من النساء يركّزن فقط على الجانب الجسدي من الصحة، بينما يُهملن الجوانب النفسية والروحية والطاقية والمالية، موضحة أن الورشة جاءت كدعوة للتوازن والاعتناء بالداخل قبل الخارج.
وتحدثت الطويل أيضًا عن العلاقة بين الوضع المالي وصحة المرأة النفسية، مؤكدة أن “المال ليس مجرد أوراق وأرقام، بل هو طاقة وإحساس بالأمان والقدرة والاختيار”. وأوضحت أن المرأة التي تشعر بالاستقرار المالي تكون أكثر هدوءًا واطمئنانًا، بينما الضغوط المالية والديون تُولد القلق والتوتر، وهو ما ينعكس على صحتها النفسية ثم الجسدية لاحقًا. وأضافت أن الوعي المالي لا يقتصر على الحسابات والأرقام، بل هو طريقة تفكير وتنظيم وشعور بالامتنان.
وفي نصائحها للنساء حول إدارة المال بطريقة تقلل من التوتر والضغط النفسي، دعت الطويل كل امرأة إلى التعرف على علاقتها بالمال ومشاعرها تجاهه، والتأمل في المعتقدات التي اكتسبتها منذ الطفولة مثل “المال صعب المنال” أو “المال يفسد النفوس”، والعمل على استبدالها بمعتقدات أكثر إيجابية. كما نصحت النساء بكتابة أفكارهن حول المال ومراجعتها بوعي، ومراقبة التوازن بين المصروفات والدخل لتجنّب الوقوع في طاقة العجز أو الفقر. وشددت على أهمية تخصيص نسبة من الدخل — حتى لو بسيطة — للادخار، معتبرة أن التعامل مع المال يجب أن يكون بطاقة حب وامتنان لا بخوف أو حرمان.
وأشارت الطويل إلى أن الاستقلال المالي لا يعني الانفصال عن الأسرة، بل هو استقلال بالوعي والمسؤولية، فالمرأة المستقلة ماليًا تعرف قيمتها وتساهم في بيتها ومجتمعها من موقع القوة والعطاء.
وفي ختام حديثها، أكدت الطويل أهمية التركيز على الصحة النفسية في شهر أكتوبر الوردي، موضحة أن الوعي الجمعي غالبًا ما يحصر هذا الشهر في الفحص الجسدي فقط، في حين أن الوقاية تبدأ من الداخل. وقالت: “أنا هنا لأوصل رسالة أن أكتوبر الوردي ليس فقط وقت الفحص المبكر، بل أيضًا فرصة لكل امرأة أن تفحص مشاعرها وتتصالح مع نفسها”. وأضافت أن المشاعر السلبية كالخوف والحقد والمقارنة تُضعف طاقة الجسد، بينما المحبة والقبول والسلام الداخلي تقوّيه وتجعله أكثر قدرة على المقاومة والشفاء. وختمت بقولها إن أكتوبر الوردي هو دعوة لأن تحب كل امرأة نفسها أكثر، وتقول: “أنا أعيش حياة مليئة بالحب والهدوء والوعي”
الاستماع الى اللقاء :
