الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » صحتك »  

صوت| الدكتورة نادرة دعامسة استشارية الأمراض الوراثية : تشكك في إعلان مرتقب لوزير الصحة الأميركي حول علاقة المسكنات بالحمل والتوحّد
09 أيلول 2025

 

واشنطن-نساء FM- يستعد وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي لإصدار تقرير مثير للجدل يشير إلى احتمال وجود علاقة بين استخدام عقار تايلينول أو ما يعرف بالباراسيتامول خلال فترة الحمل، وزيادة مخاطر إصابة الأطفال بالتوحّد، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الطبية وبين العائلات، خصوصاً أن الوزير ليس طبيباً أو باحثاً، بل شخصية سياسية وقانونية، ما جعل تصريحاته عرضة للتساؤلات حول دقتها العلمية.

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة نادرة دعامسة، استشارية الأمراض الوراثية وأمراض الأيض والاستقلاب في مستشفى المقاصد، خلال حديثها لنساء إف إم، أن التوحّد اضطراب سلوكي يؤثر على تواصل الأطفال وتفاعلهم مع محيطهم، ويترافق مع أنماط سلوكية متكررة، وأنه لا يرتبط بمسبب واحد مباشر، بل هو نتيجة استعداد جيني يتداخل مع عوامل بيئية مختلفة. وأشارت إلى أن التقدم الكبير في الفحوصات الجينية ساعد على التعرف على عشرات الجينات المرتبطة بالتوحّد، لكن في أكثر من تسعين في المئة من الحالات لا يمكن تحديد سبب جيني واضح، ما يعزز القناعة بأن العوامل متعددة ومتداخلة.

وحول الجدل المرتبط باستخدام الباراسيتامول، أوضحت دعامسة أن الإعلان الذي صدر عن وزير الصحة الأمريكي لم يُطرح بطريقة علمية دقيقة، خاصة أن الدراسة التي استند إليها لم تصدر نتائجها بعد، ومن غير المنطقي الإعلان عن علاقة سببية قبل اكتمال البحث. وأضافت أن عقار الباراسيتامول خضع بالفعل لدراسات سابقة، بعضها أشار إلى احتمال ضئيل في زيادة خطر الإصابة بالتوحّد عند تناوله أثناء الحمل، لكنها كانت دراسات صغيرة وضعيفة من الناحية العلمية، في حين أن دراسة واسعة شملت نحو مليونين وأربعمئة ألف طفل لم تجد أي فرق جوهري في معدلات التوحّد بين الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الباراسيتامول وأولئك الذين لم يتناولنه.

وشددت على أن الباراسيتامول لا يزال الدواء الأكثر أماناً للنساء الحوامل عند الحاجة لتخفيف الألم أو خفض الحرارة، مشيرة إلى أن الحمى المرتفعة أثناء الحمل بحد ذاتها قد تؤثر على نمو دماغ الجنين، وبالتالي فإن السيطرة عليها أمر ضروري. وأكدت أنه حتى الآن لا توجد أي توصيات رسمية من أي جهة طبية عالمية تمنع الحوامل من استخدام الباراسيتامول، وأنه في حال ظهور أدلة قوية سيتم تعميمها بشكل واضح وصارم.

لتبقى الرسالة الأساسية التي توجهها الأوساط الطبية للنساء الحوامل واضحة، وهي أن لا داعي للذعر أو التوقف المفاجئ عن استخدام هذا الدواء دون استشارة الطبيب، فالمعلومات المتداولة حتى الآن لا ترقى إلى مستوى الحقيقة العلمية المؤكدة، وأي تغييرات في التوصيات ستصدر عبر القنوات الطبية الرسمية.