
رام الله-نساء FM- في خطوة طبية غير مسبوقة، صادقت السلطات الصحية الأمريكية على أول اختبار دم لتشخيص مرض الزهايمر، ما يُعد نقلة نوعية في مسار الكشف المبكر عن هذا المرض العصبي التنكسي الذي يصيب الملايين حول العالم.
ويُعدّ الزهايمر من أكثر الأمراض العصبية التنكسية شيوعاً، ويصيب بالدرجة الأولى كبار السن، حيث تبدأ الأعراض بشكل خفيف وتزداد تدريجياً لتؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك. ويُعزى المرض إلى تراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ، مثل بيتا-أميلويد وتاو، ما يؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية وفقدان الاتصال بينها.
وفي لقاء خاص عبر أثير "نساء إف إم"، ضمن البرنامج الصباحي، تحدث الدكتور فضل البطران، أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب، عن أهمية هذا التطور العلمي، مشيراً إلى أن الزهايمر لم يعد يُعتبر جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، بل هو مرض حقيقي تتفاقم أعراضه تدريجياً، أبرزها فقدان الذاكرة، الارتباك، وتراجع القدرة على أداء المهام اليومية.
وأكد الدكتور البطران أن الكشف المبكر يشكّل مفتاحاً أساسياً لإبطاء تطور المرض، وأن اختبار الدم الجديد قد يُحدث فارقاً حقيقياً في التشخيص، خصوصاً أنه يُعدّ أقل تكلفة وأقل تدخلاً من الطرق التقليدية كالتصوير الدماغي أو فحص السائل الشوكي.
ورغم عدم توفر علاج نهائي للزهايمر حتى الآن، إلا أن العلاجات المتاحة يمكن أن تبطئ من تقدم الأعراض وتحسّن من نوعية حياة المريض. ويشكّل التشخيص المبكر عاملاً محورياً في إدارة الحالة بشكل أفضل، لا سيما مع تطور تقنيات الفحص الحديثة، مثل اختبار الدم الذي تم إقراره مؤخراً، والذي قد يساهم في إحداث تحول في فهمنا للمرض واستراتيجيات التعامل معه.
وأشار الدكتور البطران إلى أن مثل هذه الفحوصات قد تسهم أيضاً في رفع وعي الناس، وتحفيز الفئات المعرّضة للخطر، خصوصاً من لديهم تاريخ عائلي مع الزهايمر، على إجراء الفحوصات الوقائية.
وفي ختام حديثه، شدد على أهمية المتابعة الطبية المستمرة، والاهتمام بالصحة العقلية والبدنية، مؤكداً أن هذا الإنجاز يمثل خطوة واعدة على طريق مكافحة أحد أكثر الأمراض العصبية انتشاراً في العصر الحديث.
الاستماع الى اللقاء :
