
رام الله -نساء FM
تواجه بلديات قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة لانقطاع الكهرباء وإغلاق المعابر بشكل كامل، مما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية، لا سيما في قطاعات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة. هذه الأزمة أثرت بشكل مباشر على أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، حيث أصبحت الحياة اليومية أكثر صعوبة مع تكدس النفايات، وشح المياه، وتعطل عمل المستشفيات والمخابز.
في مقابلة مع إذاعة “نساء إف إم”، حذر المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، من تداعيات هذه الكارثة الإنسانية، مشيرًا إلى أن استمرار الوضع الحالي ينذر بمزيد من الأوبئة والأمراض وانتشار المجاعة. وأوضح أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة أدى إلى تعطل محطات تحلية المياه، مما تسبب في أزمة حادة بتوفير مياه الشرب الصالحة، واضطرار السكان إلى استخدام مياه غير آمنة. كما شلت أزمة الكهرباء قطاع الصرف الصحي، حيث لم تعد محطات المعالجة قادرة على تشغيل مضخاتها، ما أدى إلى تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع والمناطق السكنية.
تعاني البلديات أيضًا من عجز حاد في جمع وترحيل النفايات بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل آليات النقل، مما جعل القمامة تتكدس في الأحياء والأسواق، مهددة بانتشار الأمراض والأوبئة. كما أن تعطل الخدمات الصحية زاد من حدة الأزمة، حيث تعتمد المستشفيات على المولدات الكهربائية التي تعمل بوقود محدود، مما يعرض حياة المرضى في العناية المركزة وحاضنات الأطفال للخطر.
إغلاق معابر قطاع غزة بالكامل فاقم من الأوضاع الإنسانية، حيث منع وصول الإمدادات الطبية الحيوية، مما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر، خاصة مرضى السرطان والفشل الكلوي. كما أدى الإغلاق إلى نقص حاد في الوقود، وهو ما أثر بشكل مباشر على تشغيل المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى تعطل دخول شحنات المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، مما تسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص حاد في المواد التموينية.
البلديات تحذر من كارثة صحية وبيئية وشيكة تهدد سكان القطاع، حيث أدى تراكم النفايات وتدفق مياه الصرف الصحي إلى ارتفاع معدلات الأمراض الجلدية والتسمم الغذائي، إلى جانب خطر تفشي الأوبئة مثل الكوليرا والتيفوئيد بسبب تلوث مصادر المياه. كما زادت أزمة انعدام الأمن الغذائي مع استمرار نقص المواد الأساسية وعدم قدرة المواطنين على شراء السلع التي تضاعفت أسعارها.
إزاء هذا الوضع الخطير، أطلقت بلديات غزة نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الوضع قبل تفاقمه. كما دعت الأمم المتحدة والصليب الأحمر إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال الوقود والمساعدات الإنسانية، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة. في الوقت ذاته، ناشد اتحاد بلديات قطاع غزة الدول العربية والإسلامية لتقديم مساعدات طارئة تشمل الوقود والمياه والأدوية لإنقاذ حياة ملايين السكان الذين باتوا يواجهون أسوأ كارثة إنسانية منذ سنوات.
في ظل هذه الأزمة، يواجه سكان قطاع غزة أوضاعًا معيشية كارثية تهدد حياتهم اليومية، مع انعدام أبسط مقومات العيش الكريم. استمرار انقطاع الكهرباء وإغلاق المعابر يزيد من حجم المعاناة، مما يتطلب تحركًا فوريًا من المجتمع الدولي لتوفير الدعم الإنساني العاجل ومنع تفاقم الكارثة