رام الله-نساء FM- يحتفل العالم (اليوم الثلاثاء) الأول من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمسنين، وهو مناسبة دولية تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا كبار السن، وتعزيز حقوقهم، والتوعية بأهمية دورهم في المجتمع. تم إقرار هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1990، وذلك من أجل الاعتراف بالمساهمات المهمة التي يقدمها كبار السن في المجتمع.
يتم تنظيم فعاليات وأنشطة مختلفة في هذا اليوم لزيادة الوعي بالتحديات التي يواجهها كبار السن، مثل الصحة، والحماية الاجتماعية، والاندماج المجتمعي، بالإضافة إلى التذكير بأهمية توفير رعاية ملائمة لهم وتعزيز التفاهم بين الأجيال.
اليوم العالمي للمسنين له أهمية كبيرة على عدة مستويات:
التوعية بالقضايا الصحية: يسهم في زيادة الوعي بالتحديات الصحية التي تواجه كبار السن، مثل الأمراض المزمنة والشيخوخة الصحية، ويشجع على تحسين الخدمات الصحية المخصصة لهم.
التقدير والاعتراف بدور المسنين: يهدف إلى الاعتراف بالمساهمات الاقتصادية والاجتماعية التي يقدمها كبار السن في مجتمعاتهم، سواء من خلال العمل أو الخبرة والحكمة التي ينقلونها للأجيال الشابة.
ويدعو إلى حماية حقوق كبار السن وضمان حصولهم على الرعاية والحماية الاجتماعية اللازمة، خاصة في ظل تزايد عدد المسنين في العالم. اذ يعمل على تعزيز الفهم والاحترام بين الأجيال المختلفة، ويشجع على إقامة جسور التواصل والتعاون بين الشباب وكبار السن.
يُبرز هذا اليوم التحديات التي يواجهها المسنون، مثل العزلة الاجتماعية وسوء المعاملة، ويحث الحكومات والمجتمعات على اتخاذ خطوات للتعامل مع هذه المشكلات.
وأكدت مديرة منتدى الخبرات في رام الله، د. فيليتسيا أديب، في حديث لنساء إف إم أن المشاركة الواسعة في فعاليات المنتدى من قبل أعضائه، وحماستهم لهم، مصدر فخر لها، والاهتمام من قبل المنتدى بجيل المسنين هو جزء أساسي من عمل المنتدى.
ويذكر أن "فكرة المنتدى جاءت من قبل البلدية، بما يتماشى مع نظرتها الإستراتيجية، لجعل رام الله مدينة حاضنة لكافة الفئات والأعمار، من هنا فقد بادرت – ولا تزال - إلى تنفيذ مشاريع موجهة للأطفال، وأخرى للشبان، عدا أخرى مخصصة للنساء، بالتالي بقيت هذه الفئة العمرية التي تفتقر إلى مراكز تعنى بها وباحتياجاتها.
وقالت: ينفذ المنتدى خمسة برامج، من ضمنها برنامجان أساسيان، لكنها بطريقة أو بأخرى مرتبطة ببعضها البعض :
البرنامج الأول يتعلق بتبادل الخبرات، ويركز على تمكين أعضاء المنتدى من إظهار خبراتهم عبر تنظيم فعاليات مثل دورات تدريبية، من هنا فقد جرى خلال الفترة السابقة تنظيم دورات في مجالات مثل التصوير الفوتوغرافي، وصنع الحلي والمجوهرات.
وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن 321 ألف مواطنا في دولة فلسطين هم من كبار السن (فوق 60 عاما) ويشكلون ما نسبته 6% من إجمالي السكان، الذي يبلغ عددهم 5.6 مليون.
وأوضح الإحصاء في بيان صادر عنه، اليوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، أن 6% من السكان في الضفة من المسنين مقابل 5% في قطاع غزة.
وأشار إلى أن هناك زيادة متوقعة في أعداد كبار السن في فلسطين خلال السنوات القادمة إلا أنه يتوقع أن تبقى نسبتهم منخفضة وفي ثبات، إذ لن تتجاوز 6% خلال سنوات العقد الحالي، ومن المرجح أن تبدأ هذه النسبة في الارتفاع بعد منتصف العقد القادم.
7% من شهداء العدوان على قطاع غزة من المسنين
ولفت "الإحصاء" إلى أنه منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، استشهد أكثر من 41 ألف مواطن، مما يشكل ما نسبته 1.8% من إجمالي سكان القطاع، منهم حوالي 7% من كبار السن، كما غادر القطاع عدة آلاف من المواطنين منذ بداية العدوان.
وبلغ عدد الشهداء الذين استشهدوا نتيجة المجاعة 36 مواطنا، فيما أن هناك نحو 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 100 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود. أما عدد الشهداء في الضفة الغربية فقد وصل إلى 703 شهداء منهم حوالي 1.3% من كبار السن، أما غالبية الشهداء فقد كانت من الشباب والأطفال، حيث بلغت نسبة الشهداء دون سن 30 سنة نحو 75%.
76% من كبار السن في فلسطين يعانون من أمراض مزمنة
وأظهرت بيانات عام 2023 لفترة ما قبل العدوان على قطاع غزة أن حوالي 76% من كبار السن يعانون من أمراض مزمنة، بواقع حوالي 75% في الضفة الغربية مقابل 78% في قطاع غزة، كما بلغت هذه النسبة حوالي 70% بين الذكور و82% بين الإناث.
ويعد كبار السن المصابون بالأمراض المزمنة والجرحى في قطاع غزة من أكثر الفئات المتضررة بسبب عدوان الاحتلال على القطاع حيث يواجهون تحديات كبيرة من الممكن أن تؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بسبب انقطاع الأدوية والرعاية الصحية وصعوبة الوصول للمستشفيات ومراكز الرعاية خاصة في ظل تدمير وتوقف جزء كبير منها عن العمل.
ووفقا لبيانات خلية تنسيق فرق الإسعاف الطبي(EMTCC) ومنظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة ومعرضين لتفاقمها حوالي 58,915 مريضاً، وبلغ إجمالي حالات الإخلاء الطبية المطلوبة للمصابين والمرضى 14,469 حالة منهم 2,497 من كبار السن 60 سنة فأكثر منهم 1,380 مريض سرطان و126 مريض بالكلى حتى تاريخ 8/9/2024.
18% من كبار السن في فلسطين أنهوا دبلوم متوسط فأكثر
وتابع "الإحصاء"، أن حوالي 29% من كبار السن في فلسطين لـم ينهوا أي مرحلة تعليمية (أمي/ ملم) حيث كانت 18% للذكور مقابل 39% للإناث، في حين لم تتجاوز نسبة كبار السن الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى 18% وذلك لعام 2023.
كما أظهرت بيانات الحالة التعليمية لعام 2023 أن هناك فرقاً واضحاً بين الذكور والإناث في التحصيل العلمي، حيث بلغت نسبة الذكور من كبار السن الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في فلسطين 26%، بينما انخفضت لدى الاناث من كبار السن لتصل إلى 11% فقط، مع العلم أن نسبة الأفراد 18 سنة فأكثر الذين يحملون الدبلوم المتوسط فأعلى في فلسطين 26% من مجمل السكان 18 سنة فأكثر (23% للذكور و29% للإناث).
أما على مستوى المنطقة، فقد بلغت نسبة كبار السن في الضفة الغربية الذين لـم ينهوا أي مرحلة تعليمية (أمي/ ملم) 32% مقابل 22% في قطاع غزة. في حين بلغت نسبة كبار السن الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى حوالي 18% في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك لعام 2023.
تباين في نسبة مشاركة كبار السن في سوق العمل بين الضفة الغربية وقطاع غزة
وبلغت نسبة المشاركة في القوى العاملة بين كبار السن 19% في الضفة الغربية خلال العام 2023 بواقع 35% للذكور مقابل 4% للإناث، مقابل 5% في قطاع غزة خلال الأرباع الثلاثة الأولى لعام 2023 بواقع 9% للذكور و0.8% للإناث.