الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » نساء فلسطينيات »  

السيدة اعتماد أبو شقير.. نازحة تروي قصص المعاناة من عدم توفر المياه في غزة !
17 آذار 2024

 

غزة-نساء FM- وردة الدريملي-مشروع مكانتي- تقف السيدة اعتماد أبو شقير في طابور المياه كغيرها من النساء اللواتي ينتظرن دورهن في الحصول على المياه الصالحة للاستخدام اليومي أو المنزلي، تنتظر بجانب الصغار والرجال لساعات طويلة وصول المياه حتى تملأ "الجالونات" من البئر الخاص بمركز الإيواء التي نزحت اليه منذ ثلاثة أشهر ونصف.

تعاني ابو شقير يوميًا منذ نزوحها من بيتها، من الكثير من الصعوبات، خاصة في توفير المياه الصالحة للشرب، أو التي تستخدم في الأعمال اليومية والمنزلية، تقول:" لا أعلم مصير منزلي حاليًا، حيث يتواجد جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ بدء الاجتياح البري في منطقتنا، وتمكنا من الخروج في تاريخ 30/10/2023 تحت أصوات القصف، وحتى الآن تعتبر المنطقة ثكنة عسكرية، زاد الأمر صعوبة بالنسبة لي ولعائلتي، كمان وأن بيتي مكون من طابق واحد مغطى بالصفيح "الزينكو"، وغير محمي، ,تعرض للتشققات والضرر، الأمر الذي جعل المنزل غير صالح للسكن".

وتروي أبو شقير معاناة نزوحها من منزلها حتى استقرارها في مركز إيواء تابع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا: مضيفةً: نزحت أنا وعائلتي المكونة من (6) أفراد ما يقارب 5 مرات، إلى الكثير من الأماكن متنقلة من منطقة إلى أخرى، عانيت فيها من فقدان ملابسنا وأغراضنا، وكل مرةٍ تكون فيها مشكلة المياه قائمة.

وتوضح في حديثها انتظار قدوم المياه قائلةً:" كنت أنتظر مياه البلدية حتى ساعات الليل المتأخرة، حينما كنت نازحة في منزل ابن أخي، كانت تأتي في بعض الأوقات الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وطائرات الاحتلال الإسرائيلي تحوم في السماء، والبرد قارس جدًا.

 وتستكمل أبو شقير حديثها:" لم يكن لها جدول مخصص، مرة تأتي كل يومين، تارة كل أسبوع، وحين آخر تتأخر وتأتي مرة واحدة بالشهر، وعند مجيئها أُعبئ ما أستطيع تعبئته وانقله الى منزلنا بالطابق الثاني".

وتصف أبو شقير كيفية تقنين استخدام المياه في ظل عدم توفرها يوميًا، قائلةً:" أعمل على جدول للاستحمام، والمياه الخاصة بغسيل الأواني أو الملابس، أعيد استخدامها مرة أخرى إما في شطف الفصل، أو تنظيف الحمّام المتواجد في مركز الإيواء. "

وكما تقول أبو شقير:" في مرات متتالية حصلت على مياهٍ ملوثة لم أتمكن من طهو الطعام حينها، اضطررت إلى استخدامها في تنظيف الفصل، أو الحمام، ما جعلني أذهب لشراء المياه الحلوة.

"يقوم زوجي وأطفالي بمساعدتي، أكبر أطفالي يبلغ من العمر 13عامًا، لا يستطيع أن يحمل أشياءً ثقيلة، وإن حمل شيئًا يتألم من ظهره، وزوجي يعاني من آلام في ركبتيه تجعله أحيانًا طريح الفراش، بالإضافة إلى إصابته في القفص الصدري، عدا ذلك أعاني أيضًا من مشاكل صحية تمنعني في بعض الأحيان من الحركة. "

وتشرح أبو شقير كيف أن الحرب قامت بتغيير مجرى حياتها، بقولها:" أصبحت أستخدم النار لطهو الطعام، وأنتظر المياه وأحملها من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى تنظيف مرافق حمّام مركز الإيواء حماية لأطفالي الصغار من انتقال العدوى والأمراض، لكننا أُصبنا بأمراض "النزلة المعوية" رغم محافظتي قدر الإمكان على صحة أطفالي بتوفير أدوات النظافة وهذه تكلفة مالية أخرى، لكن دون جدوى"، بحسب قولها.

وتوضح اعتماد البالغة من العمر (44) عامًا التكلفة المالية لشراء المياه، وصل سعر "جالون" المياه الصالحة للشرب " الحلوة"  (20) لتر إلى  (6) شواكل ، ما يقارب (2) دولار، وأحيانا كنا لا نجدها أثناء الاجتياح البري لمناطق مختلفة تمنع وصول المياه الصالحة للشرب لنا، وكنا نقوم بشراء المياه التي تصلح للاستخدام اليومي "المالحة" في حين انقطاعها ويصل أحياناً سعرها إلى (20)  شيكل في ظل الوضع الاقتصادي السيء، عدا ذلك غلاء معيشي مرتفع لشراء الأدوات المنزلية أو المعلبات أو الأكل الذي يتوفر في الأسواق.

ليست وحدها اعتماد أبو شقير من تعاني، فجميع العائلات النازحة سواءًا في مراكز الإيواء، أو في بيوت أقاربهن أو أصدقائهن، تعاني من الكثير من الضغوطات والتحديات والصعوبات، فمنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الثاني 2023، والحياة هنا في قطاع غزة  انقلبت رأسًا على عقب، حينما نفذ وزير البنية التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قرار القطع الفوري للمياه والطاقة عن قطاع غزة.

 

انتجت هذه المادة ضمن مشروع مكانتي بالتعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني