الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » أخبار المرأة الفلسطينية »  

"الخيمة الملونة".. مبادرة للتخفيف من "الصدمات النفسية" القاسية التي تخلفها الحرب على أطفال غزة
17 آذار 2024

 

غزة-نساء FM- عبلة العلمي-مشروع مكانتي- وسط مشهد الخيام الصادم وتكدس النازحين في مراكز الايواء في جنوب قطاع غزة، بات مشروع "الخيمة الملونة" المكان الذي يستقطب انظار الاطفال باعتبارها المكان الآمن لمساعدتهم على تخطي الصدمات النفسية الحادة التي يعانون منها جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

يقول خبراء في صحة الطفل ومنظمات دولية إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يخلف تداعيات نفسية فادحة على كافة مواطني قطاع غزة البالغ عددهم قرابة 2.5 مليون مواطن، بيد أن الفئات الأكثر تضررًا هم الأطفال الذين باتوا يعانون من صدمات نفسية أكثر قسوة.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إلى أن هناك مليون طفل يعيشون في غزة، ويبدو أن قدر هؤلاء بالعيش في تلك البقعة، حتم عليهم رؤية الموت رأي العين، بين حرب تنتهي و أخرى تبدأ إذ تشير اليونيسيف أيضا، إلى أن هناك نحو250 ألف طفل من أطفال غزة، يعانون من مشكلات نفسية، وفي حاجة للمساعدة والدعم، ووفقا لمجلس اللاجئين النرويجي.

وفي اطار التخفيف من مخاطر الحرب النفسية على الاطفال، اطلقت مسؤولة مركز الوفاء في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الناشطة د. وفاء أبو جلالة، مبادرة "الخيمة الملونة" لمساعدة الاطفال على تجاوز الازمات النفسية التي يعانون منها جراء العدوان المستمر .

وتقول ابو جلالة إن "مشروع الخيمة الملونة في مخيمات اللجوء هي عبارة عن خيمة يقوم طاقم المشروع بتلوينها بجميع ألوان الطيف مما يبعث للناظر إليها الشعور بالارتياح والسعادة والأمل خاصة لدى الاطفال".

"وتستهدف الخيمة فئة الأطفال حيث تتيح لهم فرصة اللعب والتلوين والرسم لإخراج الطاقة السلبية الموجودة بداخلهم ومعالجة الاضطرابات النفسية الناجمة عن الحرب من خلال العلاج بالرسم"، كما تضيف ابو جلالة.

 وتقدم أبو جلالة الهدايا للأطفال من باب تحفيزهم واخراجهم من اجواء  الحرب والإبادة التي يتعرضون  لها إلى أجواء الأمل والسعادة لذلك لقت الخيمة الملونة اقبالا كبيرا من قبل الأطفال.

وتقول ابو جلالة إن الخيمة توفر مساحة للتفريغ النفسي عن الاطفال الذين باتوا يعيشون صدمات نفسية قاسية نتيجة استمرار الحرب التي نتج عنها الآلاف من الشهداء والتهجير والتدمير  وخلقت ازمات نفسية حادة خاصة عند الاطفال .

وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال"، قد حذرت من أن الأطفال في غزة، سيعانون لسنوات قادمة مشيرة إلى أنهم "يعانون من الخوف والقلق، وقلة النوم وتظهر عليهم علامات القلق مثل الاهتزاز المستمر والتبول اللاإرادي".

وفي ظل غياب تقدير واضح لعدد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية في غزة مع استمرار العدوان، تعد مبادرة ابو جلالة خيمة ضيقة لا تستطيع استيعاب ومساعدة  كل الاطفال مما دفع المنظمات الدولية  الى اطلاق دعوات للتدخل العاجل من كافة الجهات للتخفيف من اثار الحرب النفسية على الاطفال.

ويؤكد اختصاصيون نفسيون، على أن الأطفال الذين تعرضوا لصدمة الحرب، يحتاجون إلى عناية طويلة الأمد، عبر منحهم المزيد من الدعم النفسي والاهتمام، وهم يطالبون الأمهات على وجه الخصوص، بمراقبة الأطفال الذين عاشوا تجربة الحرب، تحسبا لظهور إضطرابات نفسية، مثل اضطرابات المزاج والشخصية، وعدم الاحساس بالذات، وفقدان الذاكرة وضعف التركيز.

 

انتجت هذه المادة ضمن مشروع مكانتي بالتعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني.