الرئيسية » تقارير نسوية » الاخبار المتحركة » نساء فلسطينيات »  

وجدان فاخوري.. قصة أمراة مقدسية مقعدة اثبتت "وجودها" !
11 آذار 2024

 

القدس-نساء FM- ماري عيدة- وجدان الفاخوري إمراة مقدسية انقلبت حياتها رأساً على عقب بعد أن سقطت عن فوق سطح منزلها عندما كانت تحاول قطف ثمار شجرة الزيتون التي كانت تعتلي سطح منزلهم وهي بعمر  31 عاما، لتستقيظ  داخل المستشفى  وتجد نفسها مقعدة حركيا.

سقطت وجدان في حينها مرتطمة بالأرض حتى أصبحت لا تقوى على الحركة، حاولت أن تستقبل خبر عدم قدرتها على المشي مرة أخرى  بمعنويات عالية عندما اخبرها الاطباء والأهل بذلك، لكن الخبر  كان صعبا  وقاسيا يصعب تحمله، كما تقول.

تقول الفاخوري: "بدأت مرحلة  التأهيل في مركز بمنطقة العيسوية في القدس. البداية كانت صعبة خاصة حين قضيت أول ليلة لوحدي واعتقدت أنني سأبقى في هذا المكان وأن الجميع قد يتخلى عني."

وتابعت، "في هذه اللحظات كنت بأمس الحاجة الى الدعم من عائلتي  وخاصة شقيقاتي، وفي اليوم التالي حين رأيتهن شعرت بالسعادة والقوة".

استمرت الفاخوري بممارسة التمارين المخصصة  لها  بتحفيز من شقيقاتها اللواتي كن أول من دعمها في رحلة تلقي هذه الصدمة والتعامل معها.

وتقول: "كنت في البداية أمام خيارين إما أن استسلم واجلس منعزلة عن العالم الخارجي أو أن اترك بصمة أمل في حياتي وحياة غيري من الأشخاص  ذوي الإعاقة، لذلك عاندت وكافحت وأصريت على ممارسة التمارين التي ساعدتني على استكمال حياتي ولترك البصمة في مساعدة الاخرين ".

وفي رحلة علاجها الطويلة  عقب خروجها من المشفى استمرت ٣ اشهر وهي تتلقى العلاج على مدار  ثلاثة أيام  في الاسبوع.

وحين خرجت لم تكن بيئتها مُهيئة للتعامل مع حالتها الصحية الجديدة، حيث تفتقر شوارع البلدة القديمة بالقدس إلى التأهيل الذي يتناسب مع الاشخاص ذوي الإعاقة الحركية مما دفعها بمطالبة بلدية القدس بملائمة الشوارع لتتمكن من التجول بسهولة.

عملت الفاخوري على دمج نفسها في المجتمع بطريقة فعالة حتى تكون قريبة من أصحاب ذوي الإعاقة. لتشغل منصب أمينة السر لجمعية نجوم المستقبل لمدة ٣ سنوات ، وترأست بعدها اللجنة الإجتماعية في نادي القدس وعملت على نشاطات ترفيهية ودعم نفسي وإرشاد للأشخاص ذوي إلاعاقة .

تعمل السيدة وجدان الفاخوري اليوم على مشاريع توعوية  في المدارس مع أصحاب الهمم والإعاقة .

 اليوم هي مسؤولة عن جمعية شروق القدس التي تساعد أشخاص ذوي الإعاقة على نيل حقوقهم من التعليم والتأمين الصحي والعلاج .

تقول "نحن موجودين، نحن  جزء لا يتجزأ من  المجتمع ، رسالتي الى المجتمع أن ينظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة نظرة ايجابية وداعمة، داعية الأشخاص ذوي الإعاقة الى الانخراط بالمجتمع وتجاوز كل التحديات".

 

انتجت هذه المادة ضمن مشروع مكانتي بالتعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني .