الرئيسية » تقارير نسوية » أخبار المرأة الفلسطينية »  

منظمة آكشن إيد الدولية : نساء غزة يلدن الأجنة ميتة بسبب وصول العمليات الإنسانية ونظام المساعدات لحافة الإنهيار التام وتزايد خطر المجاعة
07 آذار 2024

 

 فلسطين - تحذر منظمة أكشن إيد الدولية من الإنهيار التام للعمليات الإنسانية المنهكة للغاية بالفعل في ظل الهجوم البري على رفح الذي يلوح في الأفق بعد أن أضحى ربع سكان على بعد خطوة واحدة من المجاعة ووفاة أكثر من 15 طفلاً بسبب سوء التغذية في شمال القطاع. حذر مسؤول كبير في مجال المساعدات بالأمم المتحدة من أن ربع السكان يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي وأن طفل واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية في الشمال يعاني من سوء التغذية الحاد.

تم مهاجمة عمليات توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة خلال الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص وتعرض عمليات  إيصال المساعدات للخطر في الوقت نفسه. ونتيجة للهجمات المتزايدة على المسعفين في غزة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الأسبوع الماضي تعليق بعثاتها الطبية في أنحاء القطاع. علاوة على ذلك، تواجه وكالة وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين -الأونروا، -وهي أكبر منظمة إنسانية تقدم مساعدات في قطاع غزة- مستقبلًا غامضًا بعد أن شهدت ميزانيتها انخفاضا شديدا بعد قيام العديد من كبار المانحين والدول المانحة بتعليق دعمهم المالي.

أوضح أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الاهلية في قطاع  غزة سبب عدم كفاية المساعدات التي يتم إيصالها بالإنزال الجوي لتلبية احتياجات سكان غزة بشكل حقيقي، خاصة بعد  قيام الدول الغربية بزيادتها، حيث يكمن السبب في منع القوات الاسرائيلية في الوقت ذاته يوم أول أمس وصول قافلة مساعدات مكونة من 14 شاحنة إلى شمال غزة، وهي أول محاولة لتوصيل المساعدات منذ أسبوعين من قبل برنامج الغذاء العالمي العالمي.

" إن الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية ليس كافيًا على الإطلاق في مثل هذه الظروف؛ هناك حاجة للنقل البري للمساعدات. نحن بحاجة ماسة في كل يوم إلى حمولة 4000 شاحنة لتغطية الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الناس. ومن المهم جداً العمل بشكل عاجل لوقف هذه الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة وفتح جميع المعابر للسماح بدخول جميع المساعدات الضرورية لجميع السكان. هذا طلب عاجل من سكان غزة، في الشمال والجنوب، الذين ما زالوا في مراكز الإيواء، من الأطفال والرضع والنساء".

إن الوضع الإنساني الكارثي في شمال غزة، والذي انقطعت عنه المساعدات إلى حد كبير منذ بداية الصراع، يتدهور بسرعة. أفادت وزارة الصحة في غزة  خلال الأيام الماضية، بوفاة ما يزيد على 15 طفلا بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، في حين أن ستة أطفال آخرين يعانون من سوء التغذية الحاد معرضون لخطر الموت.

أوضح الدكتور محمد صالحة، القائم بأعمال مدير مستشفى  العودة، شريك منظمة أكشن إيد في شمال غزة، بأن الزيادة الحادة في سوء التغذية أدت إلى زيادة الوفيات بين الأطفال وحالات المواليد الموتى قائلا: " تم تسجيل حالات كثيرة في المستشفيات الحكومية لأطفال توفوا بسبب سوء التغذية. نحن مستشفى متخصص في خدمات النساء والولادة. هناك العديد من العمليات التي تم إجراؤها، مثل العمليات القيصرية لإخراج الأجنة الميتة بسبب سوء التغذية لدى النساء. أكثر من 95% من النساء اللواتي يصلن إلى المستشفى ويخضعن للفحوصات الطبية اللازمة يعانين من فقر الدم. وقد تم تزويد مستشفى العودة - المستشفى الوحيد الذي يقدم خدمات الولادة في شمال غزة - قبل يومين بالوقود من منظمة الصحة العالمية، وهو ما يكفي لمدة أسبوعين فقط ولكن بشكل حاسم بدون إمدادات جديدة من الأدوية الحيوية المنقذة للحياة".

وتحدثت سهيلة، وهي أم نازحة تعيش مع ثمانية آخرين في غزة، عن معاناة ابنها البالغ من العمر عامين من الإسهال وسط نقص حاد في الغذاء. " نحن حقا بحاجة إلى الضروريات الأساسية. من الصعب الحصول على المياه الصالحة للشرب. يذهب ابني عدة مرات  لملء جالون واحد فقط من الماء. نملأ جالونًا واحدًا بمياه صالحة للشرب وآخر للتنظيف. ولكن الطريق طويل للحصول على الماء، كما أنه متعب أيضًا. أحيانًا ينام أطفالي بدون ماء لأننا لم نتمكن من الحصول عليها . يعاني طفلي الصغير الذي يبلغ من العمر عامين ونصف، من الإسهال والنزلة المعوية.  يحتاج ابني إلى تغيير الملابس والحفاضات عدة مرات، والحفاضات غالية الثمن. لا يمكننا تحمل تكاليفها في بعض الأحيان. نحن بحاجة إلى الإمدادات الغذائية؛ نحن بحاجة إلى الغذاء لإطعام أطفالنا. لا تتدفق المساعدات بشكل كبير. نستطيع في بعض الأحيان الحصول على الطعام، وأحيانا لا نستطيع. نحن بحاجة إلى الغذاء والدواء والمياه العذبة، ونحتاج كثيرا إلى الملابس، في ظل البرودة الشديدة لخيمتنا. لا يملك اي فينا ملابس إضافية".

لقد عبرت حوالي 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية من خلال معبر رفح على الحدود منذ بدء قوافل المساعدات دخول غزة في  نهاية تشرين الأول. تعتبر رفح المركز الرئيسي لعمل العديد  من وكالات الإغاثة، مما يعني أن أي هجوم بري سيؤدي إلى كارثة كاملة لأكثر من مليوني شخص في غزة.

تتحدث السيدة بثينة صبح ، مديرة جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل ، شريك منظمة أكشن إيد فلسطين في غزة: " إن جميع المساعدات التي تعبر إلى قطاع غزة من معبر رفح جنوبا لا تلبي احتياجات الناس.  هناك فئات تواجه  الكثير من الصعوبات، مثل الأطفال حديثي الولادة، حيث لا توجد حفاضات أو حليب، وقد أصبح سعر علبة الحفاضات 200 شيكل (43.88 جنيه إسترليني)معظم الأسر هنا تعتمد على الأغذية المعلبة، وهذا سبب العديد من المشاكل. نحتاج إلى وجبات ساخنة، مثل أطباق الخضار، لتقديمها للعائلات لتلبية احتياجاتها الأساسية. كما أن الدواء غير متوفر لأغلب المرضى، خاصة مرضى السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى غسيل الكلى. إن احتياجات النساء والأطفال والناس كبيرة جدا  بشكل عام  والإمكانات التي تصل إلى قطاع غزة ضئيلة للغاية وبالكاد تلبي هذه الاحتياجات المتزايدة".

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد الدولية، رهام جعفري : "في إنتظار صدور تقرير التصنيف المتكامل لحالات الأمن الغذائي الأسبوع المقبل، الذي قد يشير إلى تفشي المجاعة في مناطق قطاع غزة، كما أن نظام المساعدات المنهك بالفعل لن يكون قادرا على الاستجابة في ظل مواجهة الكثيرون للجوع الشديد. يرتبط بقاء الآلاف من الرضع والأطفال والنساء الحوامل على قيد الحياة بإتخاذ إجراءات عاجلة فورا لمنع المجاعة. نطالب إسرائيل بضرورة فتح  المعابر بشكل فعال وآمن لتدفق المساعدات على نطاق واسع إلى غزة، بدون منع  أو تأخير أوعرقلة. ولكن ما يحتاجه الملايين في غزة أكثر من أي شيء آخر الآن هو وقف هذه الحرب الوحشية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار. إذا لم يمت الناس في غزة بسبب القنابل، فمن المرجح أن يموتوا من الجوع. إننا نحث المجتمع الدولي على التحرك فورا لإنهاء هذا العنف والمعاناة.