الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » مشـــروع نســـاء الشـــام - نشرة اخبارية »  

فيديو| "نساء الشام".. بعد مرور عامين على الجائحة.. كيف تأثرت مشاريع النساء الريادية ؟
23 أيار 2022

 

رام الله-نساء FM- ناقشت الحلقة الرابعة والعشرين من برنامج نساء الشام  تداعيات جائحة كورونا على النساء صاحبات المشاريع الريادية، وكيفية النهوض والتمكين للنساء بعد مرور عامين على الجائحة.

وفي الوقت الذي انطلق فيه فيروس "كوفيد-19" متنقلاً بين رئات الملايين من الناس حاصداً أرواح مئاتِ الآلاف من الضحايا حول العالم، فإنّه انطلق أيضاً متنقلا بين جيوب الملايين من الشركات حاصدا الملايين من الوظائف والتراجعات المالية. الأمر الذي جعل المحللين يعتبرون أنّ أثره الاقتصادي السلبي لا يقل عما حدث في "فقاعة الإنترنت" (dot com bubble) التي نتج عنها إفلاسُ وانهيارُ آلاف الشركات في الفترة ما بين عامي 2000-2001، والأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم في العام 2008.

مع بداية انتشار جائحة كورونا في بدايات العام 2020، ظهر مصطلح "البجعة السوداء" (Black Swan) في عالم الأعمال كواحد من أهم المصطلحات التي تصف الضربة المفاجئة التي تسبب فيها الفيروس الغامض القادم من الصين. مصطلح "البجعة السوداء" يعني وقوع حدث مفاجئ غيرِ متوقع على الإطلاق يقلب الموازين تماما، وهو بالفعل ما حدث مع بعض كبرى شركات العالم، فكيف أثرت الجائحة بعد مرور قرابة العاميْن بشكل خاص على النساء صاحبات المشاريع الصغيرة، وما هي سبل النهوض والتمكين والعودة من جديد؟

من جهته، قال الخبير اللبناني في الاقتصاد والأسواق المالية د. عماد عكوش إن جائحة كورونا أثرت على كل اقتصادات العالم، وأدت الى انكماش في بعض الاقتصادات العالمية استطاع القليل منها تجاوز الأزمة، كما أثرت أيضا على المشاريع الريادية الصغيرة من حيث الحجم والقيمة.

 وأشار د. عكّوش إلى أنّ هناك صعوبات كثيرة تواجه النساء الرياديات في مجال الاقتصاد سواءٌ من ناحية التمويل أو القوانين القاصرة عن حماية المشاريع الصغيرة ومحدودية الوصول للأسواق بسبب الجائحة، ما يحتاج إلى تدخل دولي يضع قوانين تخفف من هذه الأعباء وتمنح مزيداً من الثقة والتفاعل الاقتصادي للنساء.

من جانبها أشارت المديرة التنفيذية للجمعية الفلسطينية لصاحبات الأعمال- أصالة السيدة رجاء الرنتيسي إلى أنّه لا توجد إحصائيات رسمية تقدّر عدد النساء صاحبات المشاريع الريادية في فلسطين بسبب إشكاليات تتعلق بالتسجيل الرسمي لتلك المشاريع في الدوائر الحكومية، لكنّ هذه المشاريع تشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد الوطني الفلسطيني لذلك لا بد من رعايتها والاهتمام برسمنتها لدورها في الاقتصاد، وفيما يتعلق بأثر الجائحة على تلك المشاريع، أكدت الرنتيسي أنّه كان كبيراً جداً لكون هذه المشاريع قائمة بشكل رئيسي في منازل صاحباتها ولارتباطها بالتصنيع الغذائي ما يعني تعطل أعمالهن بسبب عدم وجود أسواق لاستيعاب الإنتاج فضلاً عن عدم إمكانية الوصول إلى المواد الخام اللازمة للتصنيع بسبب ظروف الإغلاقات المتكررة التي تلت الجائحة

وبدورها ، لفتت المستشارة المالية في البنك الدولي وفي قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ومشاريع المرأة د. يارا قطامي إلى أنّ الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل ما نسبته 98% من قطاع الشركات في الأردن، وتشكل حلقة اقتصادية واحدة مع الشركات الكبرى، مؤكدة أنّ تأثر السيدات بالجائحة كان أكبر نتيجة للثقافة المالية، والقدرة على الادخار، وامتلاك الأصول، وأنّ هذا التأثر لم ينعكس فقط على مشاريع تلك السيدات وإنّما طال عائلاتهن وإمكانية تأمين الاحتياجات الرئيسية لهن خلال فترة الجائحة.

وعن المواصفات الرئيسية التي يجب أن تتوفر في المشاريع الناجحة شددت د. قطامي على أهمية خبرة صاحبة المشروع وعزيمتها، إضافة إلى الخطة السوقية ودراسة الجدوى للمشروع، والمعرفة بقنوات التسويق واستخدام التكنولوجيا الحديثة، فضلا عن أهمية التخطيط المالي والتسعير الصحيح للمنتجات ومصادر الحصول على التمويل

بينما شددت الكاتبة والباحثة في التعليم والتنمية البشرية وعلم النفس التربوي د. وسناء النعيمي، على أنّ مواجهة الضغوط السياسية والاجتماعية والنفسية المحيطة بالنساء بشكل عام وبصاحبات المشاريع بشكل خاص لا يمكن أن يكون إلّا بتضافر الجهود جميعها، من خلال المساهمة في سداد الديون المتراكمة وتوفير التمويل، والبدء بتغيير النظرة النمطية لمقدرة النساء على إدارة الأعمال والانخراط في مجال الاقتصاد، فضلاً عن دور النساء أنفسهن في مواجهة هذه الضغوطات من خلال إصرارهن على النجاح والنهوض من جديد.

 نساء الشام برنامج إذاعي ضمن مشروع قريب للوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية (CFI)، والمموَّل من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD).