الرئيسية » تقارير نسوية »  

صوت| كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتاعي على العلاقات الزوجية؟
29 أيلول 2020
 

رام الله- نساء FM- نجم عن شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من المشكلات والمخاطر على استقرار الاسر والعلاقات العاطفية والزوجية، فقد غيرت هذه الشبكات الافتراضية معالم كثيرة في حياتنا العملية والدراسية والعائلية ايضا، بحيث افرزت معها مشاكل اجتماعية لم نكن نعرفها من قبل، كما انها طوقت افراد الاسرة بجدارات العزلة، وبالتالي انفرد كل منهم منكباً على حاسوبه يتصفح المواقع الالكترونية، او غارقا في الحوارات مع اصدقاء او مع اناس مجهولين، يقيم معهم علاقات مختلفة، بعضها جاد ومفيد، وبعضها لأغراض التسلية وغيرها.

وحول ذلك تتحدث المستشارة النفسية ابتسام المسيمي ضمن برنامج ترويحة، ان الجميع أصبح يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا تغزوا حياتنا فلا مفر منها، وبالتالي لاشك أن لها تأثير على مجريات حياتنا وتحديدا على العلاقة الزوجية، التي تقوم على أساس التواصل السليم، والحوار الدائم، والوضوح والصراحة في طبيعة العلاقة، وهنا تشير المسيمي الى أهمية تنظيم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عقلاني ومعقول كي لا تصل بنها النهايات الى السلبية في العلاقات الزوجية.

ووسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «فيسبوك» أصبحت أقصر الطرق إلى الطلاق والانفصال بين الزوجين، هذا ما خلص إليه عدد من الدراسات الحديثة، أبرزها دراسة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لمحامي الطلاق، وأخرى نشرتها صحيفة الإندبندنت نقلًا عن جمعية المحامين الإيطالية.

ويأتي موقع «فيسبوك» في صدارة كافة المواقع، إذ يعد المتهم الأول المسؤول عن ارتفاع نسب الطلاق العالمية، وتشير الإحصائيات إلى أن 20% من حالات الطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية سببها المباشر هو «فيسبوك».

وفي المرتبة الثانية يأتي تطبيق «واتساب»، فبحسب جمعية المحامين فإنه تسبب في 40% من حالات الطلاق في إيطاليا، وذلك لسهولة الاتصال بين الرجال والنساء وارتفاع نسب خيانة الأزواج.

يقول رئيس الجمعية «جيان إيتوري» إن بداية الخيانة تكون عادة من خلال رسائل نصية قصيرة عبر «فيسبوك» ثم تتطور العلاقة وصولًا إلى «واتساب»، حيث يتبادل الطرفان الصور، وبعد ذلك تحدث الخيانة.

بهذا الصدد، تضيف المسيمي أن السبب في ذلك هو ما تخلفه هذه المواقع من بعد بين الزوجينن الذي قد يصل الى حد الخيانة، بالاضافة للمقارنة التي قد تدفع أحد الشريكيين بالشعور باللارضا عن حياته الأسرية وبالتالي كثرة الخلافات والمشاكل.

ولحماية العلاقة من هذه الاثار لا بد من تنظيم العديد من الأنشطة بالتعاون مع الشريك لتقليل من استخدامنا للأجهزة الالكترونية، التي شغل الشخص عن شريك حياته، ولاسيما حينما يدمن عليها ويقضي فيها وقتًا طويلًا ينافس الوقت الذي ينبغي أن يقضيه الزوجان مع بعضهما، مضيفًا أنه قد يجد أحد الزوجين في تلك الوسائل مهربًا من إمضاء الوقت مع الطرف الآخر بسبب وجود بعض المشكلات في التحاور وتبادل الرأي، مما يوسع الهوة بينهما بدلًا من السعي للتقارب وإزالة أسباب الخلاف.

حيث فحصت دراسات مختلفة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك، على الحياة الزوجية للكثير من المستخدمين. حيث قال مستشار العلاقات الزوجية الاسترالي كريستين نورتمن:" التكنولوجيا الحديثة توفر لنا أدوات رائعة، ولكن عندما يصبح استخدامها مفرط وغازي فأنه يمكن أن يؤثر بالفعل على العلاقات الزوجية".

وقد ظهر بأن الوضع بين الأزواج في أستراليا قد يعد خطير للغاية! حيث يشير واحد من بين كل خمس أزواج أن الفيسبوك يشكل السبب الرئيسي لتفكك العلاقة الزوجية، وهذا يعتبر معطى مخيف جدا.

الفرضيات حول التأثير السلبي للشبكات التواصل الاجتماعي على العلاقات عديدة ونذكر منها ما يلي:

  • استخدامها قلل الاتصال واللقاء وجها لوجه بين البشر.
  • بدأ الناس ينسون كيفية التواصل بشكل شخصي ويقضون الكثير من الوقت أمام شاشة الحاسوب.
  • الجلوس والاستخدام المطول لها يشجع الإصابة بأمراض مختلفة مثل السمنة.

وخلصت دراسة أخرى والتي نشرت في مجلة CyberPsychology & Behavior أن هناك علاقة كبيرة بين مدة استخدام الفيسبوك ومشاعر الغيرة التي تنشأ في العلاقات الزوجية. الشبكات الاجتماعية قد تخلق "حلقات من ردود الفعل السلبية"، والتي فيها يقوم المستخدمين بالدخول للموقع بشكل أكثر تواترا، يقومون بتحميل الصور، ويردون على الرسائل، وهذه الطريقة تسمح بالمراقبة المتبادلة بين الزوجين. والصيغة المفتوحة للفيسبوك تكشف للمستخدمين معلومات التي لم يكن من الممكن لهم معرفتها بأي طريقة أخرى، ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على العلاقات الزوجية.

وبطبيعة الحال، كل موضوع الخيانة الزوجية أصبح أسهل ومتاح أكثر وذلك بفضل الشبكات الاجتماعية. الشبكات الاجتماعية تسمح بالحصول على معلومات كثيرة حول الشخص الذي تهتمون به، والكثير من الناس يبدأون بعلاقة بعد تلقي رسالة "ساذجة" عبر الفيسبوك.