الرئيسية » تقارير نسوية »  

تفاصيل مأساوية.. هكذا فقد الأب يحيى البرغوثي ابنته شذى في النرويج (صور)!
29 آب 2019

 

رام الله-نساءFM- لم يكن في وارد خاطر الأب الفلسطيني يحيى البرغوثي أن ينتهي سعيه بالبحث عن حياة هنيئة له ولأطفاله بصلاة جنازة على ابنته البكر شذى، بعد ان تعرضت للقتل من قبل مؤسسة لرعاية الاطفال المعنفين في النرويج، كما تقول عائلتها التي كانت تحاول استعادة حضانتها من المؤسسة.

بدأت قصة تلك العائلة الفلسطينية التي انتهت بفاجعة قبل أيام، منذ سنوات طويلة، عندما قرر فؤاد الهجرة إلى النرويج برفقة زوجته، حيث الحياة الكريمة.

أسس فؤاد عائلة في النرويج وأنجب طفلته البكر شذى وأخوين لها.

خطأ قاتل

قبل ست سنوات، وخلال نقاش بين الأب وابنه، مارس الأب الطريقة القديمة والقاسية في التربية، وصفع ابنه، فاشتكى الأخير لمدرسيه تعرضه للضرب على يد والده، فتدخلت المدرسة وهددت الأب بسحب أبنائه منه إن تكرر الأمر.

لكن الخطأ عاد وتكرر مرة أخرى، فما كان من المدرسة إلا أن اتصلت بمؤسسة حماية الطفل "بارن إيفرن"، فقامت تلك المؤسسة المثيرة للجدل في النرويج برفع قضية على العائلة.

وبعد أن كسبت القضية، قامت بمصادرة الأطفال الثلاثة من العائلة.

"أخذوا أولادي مني"

وتعليقاً على القضية، قال يحيى البرغوثي والد الطفلة أخذوا ابنتي حين كان عمرها 12 عاما وكانت سليمة لا تعاني من أي مشكلة نفسية أو صحية، وبعدها تم نقلها لست دور رعاية أطفال، أما محمد وأحمد 14 و11 عاماً، فهما أيضا محتجزان فيما يسمى دور رعاية الأطفال."

وأضاف: "أريد أن يعودا إلي سالمين، و ألا يكون مصيرهما مثل شذى، وهما يريدان العودة، ولكن وفق القوانين النرويجية، يجب أن يصبح عمر الطفل 16 عاما ليقرر بعدها إن كان يريد العودة لوالديه أم لا "

يذكر أن التقرير الشرعي في قضية وفاة الطفلة شذى في أحد "بيوت الدولة " كما تسمى في النرويج لم يخرج بعد.

الشرطة تطلب مقاضاة المؤسسة

إلى ذلك، طلبت الشرطة من عائلة الطفلة رفع قضية على المؤسسة التي كانت تتولى مسؤولية رعاية الأطفال، لا سيما بعد أن انتهى مصير الطفلة بتلك الفاجعة.

إلى ذلك، أضاف والد شذى: "كانت لدينا في بداية الشهر القادم جلسة قضائية، لمحاولة استعادة شذى، وكان من المقرر أن تحضر ابنتي لتدلي بشهادتها، حيث يعتقد المحامي الخاص بنا، أنها أجبرت سابقا على تقديم شهادات مزورة، لمنع تسلميها لنا".

كما أبلغ والد شذى ووالدتها في النرويج ذويهما في الأراضي الفلسطينية أن جثة شذى تحتوى كدمات عدة، و أنهما طالبا الشرطة بالتحقيق في تعرضها لعملية قتل.

مؤسسة مريبة

وقد أقام جد شذى وجدتها بيت عزاء لها في قرية بيت ريما وكفرعين . كما أوضحا أن المؤسسة التي صادرتها وأخويها في طفولتهم، هي من قتلت الطفلة لرغبتها العودة إلى ذويها.

وكانت عدة تقارير إعلامية قد تحدثت عن مؤسسة "بارن إيفرن" النرويجية التي تدعي أنها متخصصة في حماية الأطفال من العنف الأسري، وأن الكثير من العائلات المهاجرة في النرويج وقعت ضحية لتلك المؤسسة، التي استخدمت قوة القانون في مرات عدة لمصادرة الأطفال من عائلاتهم، سواء كانوا عربا أو أجانب.

مأساة عائة فلسطينية بالنريوج

من جهته، قال مدير عام الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الفلسطينية، المستشار الأول عاطف أبو عصبة، إن القنصلية الفلسطينية لا تستطيع التدخل في هذه القضية باعتبار أن العائلة أصبحت نرويجية ويسري عليها القانون النرويجي بمجرد قبول ملف هجرتهم.

وأضاف في حديث مع "نساء إف إم" انه لدينا علم بقضية المواطن البرغوثي وكل ما استطعنا عمله هو تقديم واجب العزاء لهذه الأسرة، لافتا الى انه بإمكان العائلة تعيين محام خاص لمتابعة قضية الطفلين الاخرين لاسترجاع حضانتهم من المؤسسة.

وأوضح ان النرويج لديها قوانين صارمة بخصوص الطفل وأي شخص يقوم بتعنيف أطفاله تقوم مؤسسة حماية الأسرة بإخذ حضانته، وهذا ما جرى مع العائلة التي يبدو أن والدهم كان يقوم بتعنيفهم.

وتحدث أبو عصبة عن مأساة الكثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعرضون حياتهم وحياة أسرهم الى الخطر عبر الهجرة غير الشرعية، حيث "يصلنا الكثير من البلاغات عن مفقودين وتظهر جثثهم على الشواطئ في مآسي لا يمكن تحمل استمرارها".

وقال مؤخرا عائلة مكونة من 12 فردا من غزة غرقت في البحر اثناء هجرتها عبر مهربين، وفقدت أثنين من أطفالها وتم إنقاذ بقية العائلة.

وأشار أبو عصب الى أن عصابات التهريب تقوم باستخدام قوارب متهالكة لتهريب اللاجئين وغالبا ما تنتهي بغرقهم، داعيا المواطنين الى عدم اللجوء الى هذه المغامرة والبقاء بالوطن.