الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » نساء فلسطينيات »  

ختام وأحمد.. قصة أم وابن يكسران "سجن" التوحد !
30 أيلول 2020

 

رام الله-نساء-FM تتخذ الأم ختام القاضي من حالة التوحد  الذي يعاني منها ابنها أحمد مغامرة شيقة لكسر النمطية والتحديات المجتمعية التي تطال المصابين بالتوحد وعائلاتهم في فلسطين، واستطاعت تحويل المعاناة الى رواية يومية تلفت انتباه المجتمع.

وقررت ختام مبكرا كسر حاجز الصمت نابذةً الوصمة التي يوصم بها كل أبوين ينجبان طفلاً "مميزاً".

 وتقول القاضي، في حديث مع "نساء إف إم" إنها تعرضت للصدمة عندما قام الطبيب بتشخيص حالة أحمد على انه مصاب بمتلازمة التوحد في عمر العامين، حينها لم تكن تعرف شيء عن هذه الحالة، ودخلت بحالة من الصدمة والانعزال بعد أن اخبرها الطبيب أنه لن يكون مثل غيره من الأطفال، لكن تطوره سيعتمد عليك انتِ.

واضافت، "الصدمة استمرت لفترة من الزمن لحين بدأت أتعرف أكثر على هذه الحالة، وكيف اتعامل معه وأواجهه؟ وحين بدأت أتقبل أحمد بدأ الجميع بتقبله."

وتابعت، واجهت الكثير من الصعوبات من رفض المجتمع والخجل من تصرفات أحمد لكن حين قررت ان اتقبله بدأ المجتمع بتقبله ويتفهم تصرفاته.

ونجحت القاضي أن تقطع شوطا كبيرا مع ابنها منذ تشخيصه بالتوحد بعمر العامين، ومن حينها وهي تحاول تنمية مواهبه والبحث عن كل التفاصيل لتشجيعه على التفاعل والاندماج بالمجتمع، واستطاعت أن تكون أم ملهمة لكثير من أمهات أطفال التوحد.

كسر الخجل بداية العلاج والإندماج..

وبدأت القاضي تشارك الأصدقاء عبر منصات التواصل الاجتماعي تفاصيل الحياة مع طفلها، وتحاول رفع الوصمة المجتمعية عن الأطفال المصابين بالتوحد، وتعريف المجتمع بماهية هذه الحالة.

القاضي التي كانت تعاني من العزلة المجتمعية استطاعت أن تكسر الخجل وأن تُكون اصدقاء من أهالي أطفال التوحد من مختلف محافظات الوطن، وتشجع بقية الأهالي للكشف عن اطفالهم الذين يعانون من التوحد، وتشجيعهم على دمجهم في المجتمع ورواية قصتهم عبر اطلاق تجمع "مساندة أهالي أطفال التوحد في فلسطين" عبر منصة الفيسبوك.

تقول "إن فكرة التجمع نبعت بسبب حاجتها كأم مصاب بالتوحد إلى منصة لمشاركة قصتها، ولمشاركة التجارب لمساندة ومساعدة بعضنا البعض بعيدا عن الاخصائين والمدارس المكلفة" .

وبات التجمع مكان لمشاركة الأهالي قصّص اطفالهم وتجاربهم وما يحدث معهم من تحديات ورفض مجتمعي، وشجع الكثير من العائلات على كسر الخجل واخراج ابنائهم للحياة.

وتزداد أسرة ختام  باستمرار بانضمام عائلات جديدة الى التجمع لتشارك قصتها وتجاربها مع الاخرين.

ويهدف التجمع ايضا إلى المطالبة بالحقوق التي يجب أن تتمتع بها شريحة التوحد كالتعليم والصحة والعمل وغيرها.

وتساعد ختام الأهالي على كيفية التعامل مع اطفال التوحد خاصة في بدايات اكتشاف التوحد، حيث لا تمتلك الأسرة الخبرة والمعرفة الكافية لذلك، والكثير من الحالات تعطى علاجا للتوحد مختلف وغير دقيق، والكثير من الأسر ترفض الاعتراف بهذه الحالة، لذلك البداية هي المرحلة الاصعب في هذه المغامرة، كما تقول.

الأهالي "يخبئون أبنائهم من الناس"

تقول القاضي: إن هناك عشرات الحالات المصابة بالتوحد ولكن لا أحد يعلم أو يتحدث عنهم، وهناك الكثير من الأهالي "يخبئون أبنائهم من الناس" لذلك نسعى لكسر الخجل ونحاول معا دمجهم بالمجتمع.

تكلفة علاج  باهظة..

وأشارت القاضي إلى "أن تكلفة علاج اطفال التوحد مرتفعة جدا، وإذا كان هناك من يدفع  فهناك العشرات غير قادرين على الدفع، حيث إن تكلفة الحصة العلاجية الواحدة تصل أحيانا إلى 250 شيقلا، وتكلفة المراكز المخصصة لمصابي للتوحد باهظة، حيث يتراوح القسط الشهري من 1000-1200 شيكل، وقد يصل إلى 2000 شيقل".

وتبين القاضي أن هناك العديد من الوزارات التي يقع على عاتقها جزء من المسؤولية بمساعدة مصابي التوحد من وزارة التربية والتعليم والصحة والعمل والثقافة والتنمية الاجتماعية.

تقول الأم: "إن حلمها بعد 12 عام بات يتحقق بأن تشاهد ابنها يرتدي ملابس المدرسة مثل غيره من الطلاب، حيث انضم الى زملائه بالصف الخامس، لكن المفاجئة التي لم تتوقعها أن أحمد بات يشارك زملائه بالحصة المدرسية ويخرج للكتابة على السبورة".

الاستماع الى المقابلة :