الرئيسية » نساء في العالم العربي » دراسات المرأة »  

ألمانيا: مصاعب كثيرة تعترض طريق اللاجئات للدراسة والتدريب المهني
30 نيسان 2018

وكالات - نساء FM :- يزداد عدد اللاجئين المقبلين على التدريب المهني وتعلم مهنة جديدة أو الدراسة في جامعات ألمانيا، لكن عدد الإناث لا يزال قليلا جدا مقارنة بالذكور، فما هي الأسباب والعوامل التي تعقيق تعلم المرأة لمهنة أو الدراسة في الجامعة؟نشرت صحيفة "دي تسايت" الألمانية تقريرا في عددها الصادر في العاشر من أبريل 2018.

 
أشارت فيه إلى تزايد عدد اللاجئين الذين التحقوا بدورات التدريب المهني في مختلف المجالات والمهن. واستندت الصحيفة في تقريرها إلى دراسة حديثة للوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا، أشارت إلى أنه وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي وصل عدد اللاجئين الذين أنهوا تدريبهم المهني إلى 27648 لاجئا، في حين كان عددهم قبل عام 15400، وأغلب هؤلاء اللاجئين سوريون وأفغان. فيما شهدت الجامعات الألمانية إقبالا ضعيفا للإناث بنسبة 25 بالمائة فقط من إجمالي عدد اللاجئين الذين التحقوا بالجامعات.
 
فرصة تدريب مهنى دون عناء
 
اللاجئ السوري أمير وزير (25 عاما) واحد من الذين نجحوا في الحصول على فرصة للتدريب المهني وتعلم مهنة الحلاقة. قطع أمير دراسته بجامعة حلب في سنته الدراسية الثانية، ولجأ إلى ألمانيا عام 2015 حيث استقر في مدينة زالتسجيتر بولاية ساكسونيا السفلى.
 
وفور استقراره بدأ بالبحث عن السبل التي تمكنه من الاندماج في المجتمع الجديد وبدء حياة جديدة في ألمانيا، إذ دأب على ممارسة النشاطات والرحلات الجماعية والالتحاق بدورات اللغة الألمانية.
 
لكن لماذا لم يلتحق أمير بالجامعة وفضَل تعلم مهنة جديدة أي الحلاقة التي لم يسبق له أن فكَر فيها؟ يجيب على ذلك في حواره مع مهاجر نيوز بقوله "أنا لم أتخلَ عن طموحي في الالتحاق بالجامعة، لكن أريد أن أعتمد على نفسي ماديا، كما أجد أنَ التدريب والعمل طريق سريع لاتقان اللغة".
 
وأوضح أمير أن مستواه اللغوي تحسَن كثيرا بعد التحاقه بالتدريب قبل 8 أشهر، لدرجة أن كثيرا من الألمان يظنون أنه ولد في ألمانيا، وهو ما يفتخر به كثيرا. كما أشار إلى أنه أخذ بنصيحة أصدقائه الألمان بتعلم مهنة جديدة، ولم يواجه أي صعوبة في إيجاد فرصة التدريب، ويقول "تحصَلت على القبول من أول طلب أرسلته".
 
وبحسب تصريح المدير التنفيذي لجمعية الحرفيين في غربي ألمانيا، أندرياس أومه، لوكالة الأنباء الألمانية، وظَف قطاع الحرف اليدوية عام 2017 في ولاية شمال الراين-ويستفاليا وحدها29282 متدربا، بزيادة قدرها 803 متدربا. وبحسب البيانات، فإنه من بين هؤلاء المتدربين تمَ إحصاء 1527 لاجئا، بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2016.
 
 
نسبة قليلة من اللاجئات في الجامعات
 
ومثل هذه الزيادة في عدد الملتحقين بالتدريب المهني، شهدت الجامعات الألمانية أيضا زيادة في عدد الطلاب اللاجئين أيضا، وفق الأرقام التي نشرها مؤتمر عمداء الجامعات والمعاهد العليا في ألمانيا، حسب ما جاء في تقرير الصحيفة الألمانية "دي تسابت" بأن عدد الطلَاب اللاجئين الذين التحقوا بالجامعات والمعاهد العليا في ألمانيا في الفترة الممتدة ما بين الفصلين الشتويين الماضي والحالي قد تضاعف ثلاثة مرات ليصل إلى نحو 3 آلاف طالب. إلَا أن نسبة الإناث لا تتجاوز 25 بالمائة من مجموع المسجَلين الجدد، بالرغم من أن ثلث الجامعات والمعاهد العليا في ألمانيا تقدَم عروضاً خاصة للطالبات اللاجئات.
 
 
 
الأسرة والزواج عائق
 
وتعيد المرشدة الاجتماعية وأمينة منتدى الثقافة العربية في برلين، غنوة الحسن، سبب قلة عدد اللاجئات في الجامعات الألمانية إلى عدة عوامل من بينها "الصدمة الثقافية والخوف من الإقدام على أية خطوة جديدة بحياتهن، خاصة في حالة اللاجئات اللواتي يعشن لوعة فراق الأبوين، ومعروف جدا أنَ الذكور أقوى على التحدي من الإناث في مثل هذه الحالات". وتضيف الحسن في حوارها مع مهاجر نيوز، أن رسوب بعضهن في امتحان اللغة "يسبب لهن حالة من الإحباط النفسي وقلة الثقة بالنفس، وبالتالي العدول عن فكرة الالتحاق بالجامعة".
 
وحسب المرشدة الاجتماعية، فإن السبب الرئيسي يعود إلى "إقبال اللاجئات على الزواج بأسرع وقت بعد قدومهن إلى ألمانيا، ثمَ اختيارهن المكوث في البيت والتخلي عن الطموحات أو حصرها في خدمة الأسرة".
 
وفي هذا السياق تقول اللاجئة السورية أم ياسين (اسم مستعار) لمهاجر نيوز "تركت مقاعد الدراسة الجامعية في سوريا وسعيت لمواصلة المشوار في ألمانيا. إلاَ أنَ حملي مباشرة بعد الزواج جعلني أكتفي بمستوى B2 للغة الألمانية". وتضيف بأنها ستحاول التسجيل للدراسة في الجامعة عن بعد بالموازاة مع الاعتناء بمولودها الجديد وزوجها.