الرئيسية » تقارير نسوية » نساء حول العالم »  

لاجئات عربيات في خدمة نظيراتهن في ألمانيا
07 حزيران 2016

برلين- نساء أف أم: يوجد في جمعية "نساء في المهجر" قسم مختص بمشاكل الحياة اليومية للنساء، بعض هذه المشاكل تخص السلطات الألمانية وذات طبيعة بيروقراطية وأخرى تخص التحرش الجنسي، الذي تتعرض له النساء في مبيتات اللاجئين الجماعية وخارجها. 

من أهم أهداف جمعية (نسوة لاجئات يتكلمن بصوت عال) هي توعية المرأة العربية اللاجئة وتعريفها بحقوقها وواجباتها في المهجر الألماني، كما نقوم في إطار عملنا معهن بالتعرف على مشاغلهن والصعوبات التي تواجههن في محيطهن الألماني الجديد والوضع غير الإنساني، الذي بات اليوم واقعهن في هذه المبيتات الجماعية على بضعة أمتار مربعة.

هكذا شرعت اولريكه لاكرو الألمانية الأصل والناشطة في هذا المشروع بلهجة مصرية سلسة توضح لي المغزى من النشاط والالتزام في الجمعية النسائية. وأضافت مبتسمة: "ما هذه الجمعية سوى مشروع نسائي، ولا تنشغل سوى بمشكلات المرأة اللاجئة. لقد أسست الجمعية سنة 2002 وتنشط فيها، إلى جانب بعض العربيات السوريات الجديدات، نسوة من مختلف دول المعمورة يعشن في محافظتي براندنبورغ وبرلين فررن من بلدانهن جراء القمع والاستبداد السياسي".

يوجد مقر الجمعية على أطراف مدينة بوتسدام، عاصمة براندنبورغ المحاذية لبرلين. هنا يتم تنظيم الاجتماعات والاتصالات بالجمعيات والنوادي النسائية الأخرى أو بانفراد مع نسوة هن في حاجة ماسة إلى الرعاية أو المساعدة.

وتقول اولريكه لاكرو، وهي تداعب صغيرها، إن النساء يجتمعن بانتظام مع ناشطات عربيات لاجئات يعملن في صلب الجمعية من أجل تقديم يد العون والمساعدة من خلال توعية اللاجئة العربية بحقها وواجبها في المهجر الألماني.

وتضيف: "الدور الذي أضلع به في هذا المشروع يغلب عليه الجانب اللغوي أيضا نظرا لتمكني من اللغة العربية والتي ساعدتني في مد الجسور بين النسوة العربيات اللواتي لا يتكلمن غير العربية والأخريات اللواتي لا يتكلمن العربية أو ربط وتوثيق العلاقات مع نواد وجمعيات أخرى إذا ما دعت الحاجة لذلك".

دور اولريكه بالتعاون مع نظيراتها العربيات في الجمعية هو تحسيس النسوة العربيات بحقوقهن وواجباتهن في الجمهورية الاتحادية. كما تطرقت المرأة الألمانية إلى الثراء الثقافي والخبرة التي تتمتع بها هؤلاء النسوة والتي اكتسبنها في بلدانهن.

أصوات نسائية ضد التحرش الجنسي في المبيتات 

إن الصوت المرتفع للعربيات الناشطات في الجمعية المدنية يتجلى في أماكن إقامتهن، في المبيتات الجماعية، حيث ينشطن بكل حرية مع بقية النسوة العربيات اللاجئات القاطنات في ظروف إنسانية صعبة.

يدور الحوار في مواضيع شتى مثل تعلم اللغة الألمانية من أجل الاستقلالية عن الرجل، ونساء أخريات يتحدثن عن حقهن في حياة كريمة بين أربعة جدران، كما يحتل موضوع التحرش الجنسي دوما فضاء في حملات التوعية التي تقدمها العربيات الناشطات في المبيتات التي يزرنها لهذا الغرض، كما قالت أم سورية في مبيت تمبلهوف البرليني.

تعيش أم وليد، البالغة من العمر 45 عاما، في برلين منذ أشهر قليلة، وهي ترى في التحرش الجنسي في المبيتات مشكلة كبيرة وتضيف: "كثير من الشباب والرجال الذين يلاحقوننا بنظراتهم الفاحشة أو يخاطبوننا كلما كنا بدون رقيب بعبارات جنسية مصحوبة بصفير وكأن النسوة هنا بائعات هوى". وتضيف أنها سئمت الإقامة في هذه الظروف وباتت غير قادرة على تحمل هذا الوضع.

"جمعية نساء في المهجر" تعالج هذا الموضوع من خلال الحديث فيه بدون محرمات وبكل حرية مع الضحايا من الإناث عموما. وتقول اولريكه في هذا الصدد: "تقوم نسوة الجمعية بتقديم النصيحة والطريقة المجدية لمواجهة المتهورين، كما نقدم للنسوة عناوين جمعيات ونواد مختصة في هذا الموضوع، ليحصلن على طرق لمواجهة هذا التصرف الدوني وطريقة تقديم الشكاوى على كل من يتحرش جنسيا على أي كان".

 

المصدر: وكالة أخبار المرأة