الرئيسية » تقارير نسوية » نساء حول العالم »  

فيروس زيكا يسبب الاضطراب للنساء الحوامل في أمريكا اللاتينية
07 شباط 2016

كينيا- نساء أف أم: يتسبب فيروس زيكا الذي ينقله البعوض في حالة من القلق والاضطراب بالنسبة للنساء في سن الإنجاب، وكذلك الأسر والحكومات في جميع أنحاء الأميركتين، وذلك لسبب وجيه. فقد وُلد نحو 4000 طفل برأس صغيرة بصورة غير طبيعية واحتمال وجود تلف مدمر في المخ، والمحتمل أن يكون هذا الفيروس سبباً لذلك.

وقد وجد فيروس زيكا في أكثر من 20 دولة، ومن الممكن أن يصيب نحو 4 ملايين شخص، ومن جانبها حذرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها النساء الحوامل في الولايات المتحدة من السفر إلى الدول المتضررة. ويعد تهديد المرض شديداً لدرجة أن حكومة السلفادور طلبت من النساء تأجيل الحمل حتى عام 2018.

وإلى جانب المفارقة الواضحة (كيف من المفترض أن تمنع النساء حدوث حمل في دولة كاثوليكية تعارض فيها الكنيسة بشدة استخدام وسائل منع الحمل؟)، كانت استجابة حكومات دول أميركا اللاتينية لوباء زيكا صادمة: فهي تلخص تجاهل العديد منها للمرأة، وللأمومة وللحسابات الشخصية والمعقدة التي تضعها النساء في اعتبارهن عندما يصبحن أمهات، أو يفضلن عكس ذلك - غالباً على حساب الصحة العامة.

ووفقاً لاستطلاع الرأي الذي قامت به مؤسسة جالوب، فإن الناس الذين يعيشون في أميركا اللاتينية هم أقل ترجيحاً لقول إن النساء يعاملن باحترام وكرامة أكثر من الناس الذين يعيشون في أي مكان آخر في العالم.

إن العنف ضد المرأة متوطن – في بيرو، مثلاً، فإن إمكانية الحصول على وسائل منع الحمل تتحسن، لكنها تظل متدنية بالنسبة للمراهقات والنساء من ذوي الدخل المنخفض خاصة. ونصف حالات الحمل تحدث دون تخطيط لها. وعلى الرغم من قوانين مكافحة الإجهاض المقيدة بشدة في المنطقة، فإن هناك ما يقرب من 4.4 مليون حالة إجهاض سنوياً في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، 95% منها يحدث بصورة غير آمنة.

وكل عام ينتهي الحال بمليون امرأة أميركية لاتينية في المستشفى بينما يموت ما يقدر بنحو ألفي سيدة بسبب حالات إجهاض غير آمنة، وتلك هي الأوبئة، أيضاً، بيد أنها تقابل بحالة من اللامبالاة.
ولم يتساءل قادة البلاد عن أسباب ارتفاع حالات الوفيات بين الأمهات.

 وتعد السلفادور واحدة من سبع دول في المنطقة تحظر الإجهاض في جميع الحالات، ولا حتى السماح بإجراءات لإنقاذ حياة المرأة الحامل. والنساء هناك يذهبن إلى السجن ليس مجرد لقيامهم بالإجهاض، بل أيضاً لولادة جنين ميت أو حدوث ولادة مبكرة يشتبه المسؤولون أنها تتعلق بالإجهاض.

وبموجب القانون في السلفادور، فإن التعرض لفيروس زيكا أثناء الحمل، أو وجود جنين له رأس صغيرة لن يكون سبباً للإجهاض، وصغر الرأس له أسباب كثيرة، يشتبه أن يكون زيكا واحداً منها، لكن يُقال إن الأطفال ذوي الرؤوس الصغيرة بسبب زيكا على ما يبدو يكون لديهم تشوهات معينة، وأن أولئك الذين تصاب أمهاتهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هم أكثر من يعانون من تلف بالمخ.

والكثير من الأطفال الذين يولدون في أميركا اللاتينية سيعانون من إعاقات كبيرة وسيحتاجون إلى رعاية طيلة حياتهم، وقد أعربت حكومة السلفادور عن قلقها إزاء هؤلاء الأطفال لكنها لم تقدم مساعدة عملية تذكر لأمهاتهم، وهي بالطبع لا تمنح النساء حرية اتخاذ قرارات حاسمة بشأن حملهن.