الرئيسية » تقارير نسوية »  

العمل الإعلامي في نقل الهبة الجماهيرية بين الأخلاقيات والأكاذيب
25 تشرين الأول 2015

تحرير صوافطة- نساء أف أم: في ظل تداعي مجريات الأحداث وتصاعد وتيرة المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال والمستوطنين في المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تسارع وسائل الإعلام لنقل الوقائع والأحداث، فكل صحفي ينقل المعلومة بسلاحه من كلمة وصورة وصوت، وما يثير القلق في الفترة الراهنة وجود أخطاء ومغالطات في نقل بعض المعلومات، فنرى على واجهات القنوات الفضائية ونسمع على ألسنة المذيعين أسماء لشهداء ومصابين، وبعد دقائق معدودة يتم نفي الخبر، وتصحيح اسم الشهيد والمصاب، ولكن لم يتم نقل المعلومة دون تيقن، وهل السبق الصحفي يفوق وجع أم وأب على سماع نبأ فقدان ابنهم؟! 

ونقابة الصحفيين ووزارة الإعلام ليست بمعزل عن إعلامنا الفلسطيني، ويقع على عاتقها الدور الأبرز في زيادة ثقافة الصحفي بضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة، وعدم نقل معلومة مهما صغرت دون التيقن منها، فكيف الحال بخبر عن حياة إنسان، وفي ذلك تقول مديرة المكتب الإعلامي في وزارة الإعلام نداء يونس في حديثها لـ نساء أف أم "إن وسائل الإعلام الفلسطينية تتسرع في تبني الرواية الإسرائيلية والتي تعتبر مشبوهة، مؤكدة حاجة وسائل الإعلام لاختيار المصطلحات الملائمة، وأن لا يشكل السبق الصحفي المحور الأهم في العمل الإعلامي، مضيفة أن الوزارة وبالتعاون مع نقابة الصحفيين أصدروا تحذيرات للتعاطي مع الأحداث والعودة للمؤسسات الرسمية كوزارة الصحة للتأكد من خبر الاستشهاد والإصابات".

للاستماع لمقابلة نداء يونس اضغط هنا

https://soundcloud.com/radionisaa96fm/ng9rko7hoglf

ومراسلو الميدان هم رأس العمل المقاوم في نقل صورة الوضع وما يجري من أحداث في الشارع الفلسطيني، وتقع على عاتقهم المسؤولية الأبرز في توخي الدقة بالمعلومة والكلمة كي لا تكون سلاحا ضد القضية الفلسطينية، وسببا في دمعة أمّ لأجل سبقٍ صحفي، وهذا ما أكده مراسل تلفزيون العودة أحمد براهمة في حديثه لـ نساء أف أم "بأن العديد من الأفراد قاموا بامتهان العمل الإعلامي خلال فترة الأحداث دون أن يكون لديهم معرفة تامة بأخلاقيات العمل الصحفي، وتم اتخاذ مواقع التواصل الاجتماعي منبرا إعلامياً دون التأكد من مصادر الخبر الرسمية ما أدى لتضارب الأنباء حول صحة ما يتم نشره بين صفحات المواقع الاجتماعية ووسائل الإعلام".

للاستماع لمقابلة المراسل أحمد براهمة اضغط هنا

https://soundcloud.com/radionisaa96fm/lbjkxpvl1tqm

فالإعلام الفلسطيني تتباين النظرة له من مختلف فئات المجتمع، فهناك من يؤيد وهناك من يعارض ويهاجم الآلية التي تمت فيها تغطية الوسائل الإعلامية للهبة الجماهية الراهنة نصرة للقدس والأقصى، والمواطن عمرو من طولكرم أشار في حديثه لـ نساء أف أم إلى أن"الإعلام الفلسطيني والعربي إعلام جبان إلى حدّ كبير، حيث يقوم بتغطية الأحداث بسبب فرض الأحداث ذاتها على الساحة ما يستلزم وجوب تغطيتها ونقل صورة الواقع للمجتمع المحلي والخارجي".

وأفاد عمرو "أن وسائل الإعلام الفلسطينية عليها أن تصنع الأخبار وأن تبحث عن تشكيل الرأي العام من خلال البحث عن المشاكل والقضايا العالقة للمساهمة في إيجاد مخرج لها، مضيفا أن على الإعلام تبني مشاكل المجتمع، ومؤكدا خوف وسائل الإعلام المحلية من النظام والسلطة وكذلك الأجهزة الأمنية".

للاستماع لمقابلة المواطن عمرو من طولكرم اضغط هنا

https://soundcloud.com/radionisaa96fm/fzghtom0fmce

وعن مدى ثقة المواطن الفلسطيني بالوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية المحلية التي تنقل الوقائع والأحداث بمختلف المدن والمحافظات الفلسطينية خلال المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال والمستوطنين، تقول المواطنة عائشة من رام الله في حديثها لـ نساء أف أم "إن هناك وسائل إعلامية تنقل أسماء الجرحى والشهداء بشكل صحيح، وفي ذات الوقت يتواجد في الساحة الإعلامية وسائل تنقل أخبارا مغلوطة سيما بأسماء المصابين والشهداء ما يؤدي لحدوث "بلبلة" بين الأهالي وتوتر شديد، مؤكدة أن الإعلام الحقيقي كما قناة فلسطين ساهم بنقل الحقيقة والواقع، ولكن بعض الوسائل مثل قناة الأقصى كانت تنقل بعض الأحداث والأسماء وتنفي بعد ذلك".

للاستماع لمقابلة المواطنة عائشة من رام الله اضغط هنا

https://soundcloud.com/radionisaa96fm/aw2indtdd4p4

وعن أهمية الوسائل الإعلامية في نقل صورة الحدث لما يجري على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية أكد المواطن مراد في حديثه لـ نساء أف أم أن "الهبة الجماهيرية أثرت إيجابيا على وسائل الإعلام المحلية والعربية، وإعادة الأحداث للصدارة على الساحة الفلسطينية، فمواقع التواصل الاجتماعي رغم المغالطات والأخطاء كان لها دور فعال بسرعة نقل الخبر والمعلومة، ما ساهم في بعض الأحيان بحماية الشبان الفلسطينيين من عناصر الجيش الإسرائيلي والمستوطنين".

للاستماع لمقابلة المواطن مراد 1 اضغط هنا

https://soundcloud.com/radionisaa96fm/1-26

وحول دور وسائل الإعلام المحلية وفقا للمواطن مراد للهبة الجماهيرية الراهنة أفاد أن "هناك ضعفا في التغطية الرسمية للحدث في الإعلام الفلسطيني، حيث كان التلفزيون الرسمي "قناة فلسطين" وإذاعة صوت فلسطين ووكالة الأنباء الرسمية هي الوسائل الأقل نقلا وتغطية للأخبار والمواجهات، وفي حال ذكر بعض الأنباء يقال "وفق الرواية الإسرائيلية"، مؤكدا على أهمية وجود رواية إعلامية فلسطينية واقعية، ومصدر إعلامي يثق به المواطن الفلسطيني".

للاستماع لمقابلة المواطن مراد 2 اضغط هنا

https://soundcloud.com/radionisaa96fm/2-31

ورغم كل ذلك، لا يزال الإعلام المحلي المنبر الأول ليكون الآداة التي نحارب فيها إسرائيل في المحافل الدولية، بنقل صورة واقعية مطابقة للأحداث دون تزييف ومبالغات، ولكن إلى متى سيبقى إعلامنا بأخلاقيات متذبذبة بين مراسل وآخر ووسيلة إعلامية وأخرى، في وضع سياسي لا يحتمل الأقاويل.