الرئيسية » تقارير نسوية » عالم المرأة »  

صوت| "الاغتراب العاطفي" حياة قاسية حبيسة الغرف الزوجية !
17 كانون الثاني 2021

 

 

رام الله-نساء FM-يقول إنه لا يعرف إن كان متزوجاً أو مطلقاً "حقيقة لا يمكنني تحديد ذلك"، زيجات بمذاق الطلاق لبيوت كثيرة ظاهرها يدل توهماً على سعادة وتماسك وترابط أفرادها، وحقيقة أمرها لا يخرج عن سقف يضم تحته زوجة وزوجاً منفصلين عاطفياً ونفسياً، لا علاقة تربطهما سوى أطفالهما إن كانا أنجبا، وان لم يكن فقصتهما تكمن في رغبتهما البقاء سوياً حفاظاً على الشكل الاجتماعي المعلن لعلاقتهما المنتهية سراً، الجامعة بين اثنين منفصمين كياناً وفكراً.

لا يمكن الحديث بسهولة عن الانفصال العاطفي بين الزوجين في المجتمعات العربية والإسلامية إذ يظل حبيس غرف النوم رغم أنه لا يقل ضرراً على الأسرة عن الطلاق. وبلا شك، يتضرر أحد أو جميع الأطراف بما فيهم الأطفال من الطلاق الرسمي بين الزوجين.

"توفي بيننا الحديث "

جسدان في منزل واحد يربطهما عقد زواج رسمي، ولكن لم يتبق من هذا الزواج إلا تلك الأوراق الثبوتية التي تفيد بأن هذه الأسرة مازالت قائمة رسميا فقط، في حين يطغى الجفاء الأسري على المنزل في حالة تسمى "الطلاق العاطفي".

حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين، وبُعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما، وتكون الحياة الأسرية مستمرة، بل وقد ينجح طرفاها في إخفاء ما فيها من مشكلات وما بينهما من جفوة، إلا أن الطلاق العاطفي يكون حاضرا فيها.

فقد اطلقت حملات عبر مواقع التواصل  الاجتماعي للتحذير من الطلاق العاطفي واستمراره في المجتمع، واوضحت الاخصائية النفسية ورود الجنيدي، ضمن برنامج ترويحة، هذه الظاهرة ليست نادرة الوجود بل منتشرة في المجتمعات العربية، ومن علاماتها وجود حالة من الصمت بين الزوجين، والانسحاب بشكل جزئي أو كلي من فراش الزوجية، والهروب من المنزل باللجوء للخروج والسهر والسفر بالنسبة للزوج، أو تكرار زيارات الزوجة لأقاربها وأصدقائها، والهروب داخل المنزل بالانشغال بالصحف والتلفاز والحاسوب وغيره عن التواصل مع شريك الحياة.

ومن علاماته أيضا وجود حالة من السخرية والاستهزاء واللامبالاة باهتمامات الآخر ومشاعره، والشعور بأن استمرار الحياة الزوجية من أجل الأولاد فقط أو من الخوف من خوض تجربة الطلاق وحمل لقب مطلق أو مطلقة أمام الناس.

وتتركز أسباب الطلاق العاطفي في عدة نقاط أهمها عدم وجود تكافؤ بين الزوجين من الناحية الاجتماعية والثقافية والتعليمية بل والعمرية، أو وجود مشكلة كبرى تفرض وجودها على المناخ الأسري كعدم الإنجاب أو العجز المادي أو مرور عدة سنوات على الزواج مما جعل الملل والرتابة تتسرب وبقوة داخل المناخ الأسري.

لكن الطلاق العاطفي ليس حتميا رغم وجود تلك الأسباب، بل هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها مقاومته وإبقاء الأسرة في حالة انسجام وتفاهم، كالمصارحة الآنية بأي مشكلة يشعر بها أحد الأطراف تجاه الآخر، وعدم ترك فترة من الخصام بعد حدوث أي مشكلة، لأن طول فترة الخصام يؤدي لاشتعال الحقد في القلوب وتراكم مشاعر الكراهية. كما أن تبادل السلوك الإيجابي من قبل الطرفين مع بث روح التجديد للحياة الزوجية من شأنه أن يخفف من مشكلة الطلاق العاطفي، خاصة مع مرور فترات طويلة على الزواج.

للمزيد الاستماع الى المقابلة :