الرئيسية » تقارير نسوية » نساء في العالم العربي »  

من درة إلى يسرا اللوزي.. نجمات انتصرن على التنمر الإلكتروني
31 كانون الأول 2020

 

رام الله-نساء FM-يتعرض الكثير من نجوم الفن لحملات تنمر إلكترونية طالت حياتهم الشخصية والمهنية، فوسائل التواصل الاجتماعي تسمح للجميع بالتفاعل مع النجوم والممثلين بشكل مباشر.

لكن أولئك النجوم تفاوتت ردودهم أفعالهم بين التجاهل أو الرد بعنف وقسوة، بيد أن  بعضهم كان يحبذ الرد على الإساءات والإهانات بطريقة مهذبة وواقعية بهدف إيصال رسائل تحمل قيم ومعان سامية لكل متابعيهم.

وتعد الفنانة يسر ا اللوزي من آخر النجوم الذي تعرضوا لأحد العنف هجمات التنمر الإلكتروني، وذلك عندما وصفها أحدهم بـ" أم الطرشا" أي أم الصماء، في إشارة لمولد ابنتها بضعف السمع.

درس في الأخلاق

غير أن يسرا رفضت الانفعال أو الرد على الرد الشتائم بمثلها أو أسوأ، وقررت الرد بهدوء على ذلك المتنمر لتعمله درسا في الأخلاق واحترام مشاعر الآخرين مهما كانوا مختلفين عنه في الشكل والصحة.

وقالت اللوزي، وهي أم لطفلة تعاني من مشاكل في السمع: ""شكرا على ذوق حضرتك، أنا قررت استغل كلامك اللطيف عشان أقدم شوية توعية بخصوص هذا المصطلح".

وتابعت: "أولا المصطلح الصحيح والمقبول هو الصم وضعاف السمع وليس الطرش أو البكم، ثانيا أحب أعبر عن فخرى بكوني والدة طفلة صماء، لأنها علمتنى حاجات (أمور) كتيرة جدا وبقيت بنى آدمة (إنسانة) وأم أحسن بسببها، وأنا متأكدة إنها هتطلع (سوف تكون) إنسانة مثقفة ومتفوقة ومش هتبقى محتاجة مساعدة من حد عشان (لن تحتاج مساعدة من أحد) حتى تحقق أحلامها".

وأردفت: "البنت الصماء (طفلتها) دى هى اللى ألهمتني أني أتكلم فى البرامج وأطالب بالكشف المبكر للمواليد اللى على أساسه كل المصريين هيتعملهم (سوف يجرى لهم) كشف سمع عند الولادة، وده المفروض يساهم بشكل إيجابى فى حياة عائلات كتير وهيسمح للأطفال الصم وضعاف السمع، إنهم يلاقوا الدعم (يحظوا بالدعم )منذ الصغر عشان يقدروا يتعلموا كويس ومايبقوش (ولا يكونوا) عبء على حد، بل بالعكس هيكونوا  (سوف يكونون) قادرين يندمجوا في المجتمع".

وختمت: " الطفلة الصماء دي، ليها (لها) إنجازات أثرت على شعب كامل، رغم إن عمرها 6 سنين، ياريت توضحلي بقى..(حبذا لو تشرح لي) حضرتك أنجزت إيه (ماذ أنجزت) فى حياتك؟.. شكرا".

ردود حكيمة

من جانبها امتازت الفنانة المصرية الراحلة رجاء الجداوي بردودها الحكمية والمهذبة على كل من يتعرض لها بالإساءة والتنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فعقب احتفالها بعيد ميلادها الثمانون، كتب أحدهم ساخرا ومتنمرا  بما معناه، "هذا هو عيد ميلاد الموت"، ساخر من سنها المتقدم،

لكن الفنانة الراحلة التي قضت جراء إصابتها بفيروس كورونا ردت عليه بهدوء، قائلة إن الأعمار بيد الله وأن "لكتاب أجل"، مضيفة بالدعاء له: "عقبال ما تصل لعمري" أي تبلغ سني.

وفي نفس الموضوع، ردت الجداوي على فتاة أخرى سخرت من سنها وعبرت عن استغرابها أنها  ما زالت تقف على قدميها رغم أعوام عمرها الطويلة، لتجيبها الفنانة الراحلة بالقول: "ببركة ربنا، اللهم أدمها علينا من نعمة، عقبال ما تبقي أدي" أي ان تبلغ عمرها أيضا.

"الأمر لله"

ولم تخرج كذلك الفنانة المصرية المعروفة، سوسن بدر، عن أصول اللياقة والتهذيب عندما غمزت إحداهن من قناتها بالسخرة من عمرها وشكلها عقب نشر صورة لها يظهر في شيب الشعر.

وقالت تلك المتنمرة موجهة حديثها لسوسن بدر،" أنتي لسه عايشة"، لترد الفنانة المخضرمة بالقول: "الحمدلله، وبعدين أنتي بتسأليني أنا ليه، أسالي ربنا سبحانه كاتب لكل إنسان عمره".

وفي نفس السياق، رد الفنان المصري الشاب "أوس أوس" على الذين سخروا من "كآبة" زوجته في الصور بعد وفاة ابنهما الرضيع دون أن يستخدم أي عبارات مسفة أو تحمل مضامين تهديد.

فقال أوس، واسمه الحقيقي محمد أسامة" إن زوجته وقفت معه في بداية طريقه عندما شارك في البرنامج المسرحي "تياترو مصر"، مشيرا إلى أنه في تلك الأيام لم يكونا يملكان نقودا تكفي متطلبات الحياة الأساسية، وأنهما كان يقطنان في بيت مستأجر.

وزاد: " ممكن تشتري سرير بس ماتشتريش النوم.. ومش أنا بس دا أغلب المشاهير اللي بتحسدوهم على حياتهم دلوقتي ماتعرفش بدأ من أمتى واتبهدل إزاي ولولا وجود حد جنبه بيسنده ويدعمه ماكنش هيعرف يعدي من أي مشكلة نفسية أو مادية في حياته”.

وعلى نفس المنوال تعرضت الفنانة التونسية المقيمة في مصر، درة رزوق، لحملة تنمر شديدة لاسيما في بلادها عقب اتهامها بقبولها أن تكون زوجة ثانية بعد اقترنت برجل أعمال مصري بارز.

لكن درة ردت على تلك الحملات بأدب، وخاصة تجاه برلمانية اتهمتها بأنها إعادت إلى الأذهان سوق الجواري والحريم، وقالت النجمة التونسية أن زوجها منفصل عن زوجته الأولى، داعية مروجي الشائعات إلى عدم التدخل في الحياة الخاصة للآخرين.