الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » أخبار محلية »  

صوت| فاجعة "دير العسل".. من المسؤول ؟
27 أيلول 2020

 

الخليل-نساء FM-فُجع أهالي قرية دير العسل الفوقا وهي إحدى القرى التابعة لمدينة دورا جنوب الخليل، أمس السبت، بوفاة ستة من أبنائها، كلهم من عائلة الشوامرة، غرقاً داخل إحدى الحفر الامتصاصية، التي كان أحد الضحايا وابنه يعملان على إنشائها.

سبت أسود عاشته فلسطين برحيل 6 مواطنين بظروف بشعة، نتيجة غياب البنية التحتية لخطوط الصرف الصحي في القرية، والتي تفتقر اليها معظم قرى محافظات الوطن.

 ففواجع  "حفر الامتصاص" لا تتوقف فسبق هذه الكارثة وفاة مواطن في الخليل قبل بضعة أسابيع وسبقه ايضا غرق أطفال في قلقيلية وجنين، كمائن الموت ستستمر في حصد الارواح طالما الحلول غائبة.

وضحايا فاجعة أمس هم فوزي رسمي الشوامرة (50 عاماً)، وابنه محمد (16 عاماً) وهو طالب في الصف العاشر، والأشقاء أمجد (32 عاماً)، وبدوي (25 عاماً)، وحماد محمد الشوامرة (28 عاماً)، وقريبهم محمد وائل الشوامرة (32 عاماً).

من يتحمل مسؤولية حفر الامتصاص ؟

من جهته، قال رئيس بلدية دورا اللواء احمد سلهوب في حديثه "لنساء إف إم" ضمن برنامج صباح نساء، إن الحفر الامتصاصية تشكل خطرا على واقعنا الفلسطيني، مشددا على ضرورة  عدم التعامل مع اي حفرة امتصاصية سواء بالتوسعة او التنظيف وانما التواصل مع الدفاع المدني.

واضاف سلهوب: بأن هذا الامر يندرج في اطار المسؤولية الوطنية الشاملة، حيث أن المسؤول المباشر عن هذا الامر هي سلطة المياه والصرف الصحي، ففي مدينة دورا توجد شبكة صرف صحي ولكنها لا تعمل حتى اليوم على الرغم من المطالبات العديدة ومنذ سنوات للنظر في الامر، ورغم الاجتماعات العديدة الا ان الموازنات التي تأتي لا يمكن ان تشمل مختلف امور البنى التحتية .

وقال مدير عام المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية في جامعة بوليتكنيك الخليل المهندس نافذ شعراوي، بأن حوادث الغرق في البرك والحفر تتكرر لدينا نتيجة عدم الوعي بمخاطرها، حيث توجد  600 الف أسرة في الجنوب تعتمد على الحفر الامتصاصية بجانب بيوتهم  .

واضاف بأن الدخول للحفرة كان خطأ كبيرا لانه تم دون استخدام معدات الوقاية ودون دراسة المكان ومعرفة تفاصيله ودون ابلاغ الجهات المختصة،  ففي هكذا حالات يجب الاستعانة بنقابة المهندسين وبالدفاع المدني لمعرفة نسبة الخطورة في هذه الحفر  وعمل مرجعيات مسبقة لدراسة الحفر الامتصاصية واستخدام وسائل الحماية والرافعات وتفريغ الحفرة التي كانت بجانبها.

 تفاصيل الفاجعة..

وبدوره، روى د. ماهر الشوامرة رئيس مجلس قروي دير العسل،تفاصيل الفاجعة،  حيث أن الحادثة وقعت قرابة الساعة العاشرة صباحاً، عندما كان المواطن فوزي الشوامرة وابنه يهمان بإنشاء حفرة امتصاصية.

واضاف كان فوزي وابنه، يعملان على إنشاء حفرة جديدة لمنزلهما، فإذ بحفرة امتصاصية ملاصقة تنهار عليهما، وقد حاولا جاهدَين الخروج منها فلم يفلحا، فما كان من الأشقاء الثلاثة أمجد وبدوي وحماد، وكانوا على مقربة من المكان، إلا أن قفزوا فوراً داخل الموقع في مسعى لإنقاء حياتهما.

وتابع، كان الموقف صعباً، وتدخل الأشقاء الثلاثة كان سريعاً، قبل أن يقدم قريبهم محمد وائل، وكان يعمل في مكان قريب عندما سمع أصوات استغاثتهم، على محاولة إنقاذ حياتهم، ليلقى مصير من سبقوه، الذين غرقوا داخل المكان.

وقال: عندما تم انتشال الجميع كان غالبيتهم قد فارقوا الحياة، باستثناء الطالب محمد، الذي جرى نقله إلى أحد المستشفيات داخل الخط الأخضر، قبل أن يعلن عن وفاته لاحقاً.

وبين أن كافة الضحايا باستثناء الطالب محمد، عمال داخل الخط الاخضر، مشيراً إلى أن الحادث تم في وقت قصير، وأحدث صدمة في أوساط أهالي القرية، ومحافظة الخليل بشكل عام.

واوضح أنه جرى نقل ثلاثة من الضحايا إلى مستشفى الخليل الحكومي، بينما نقل آخران إلى مستشفيي الميزان، والأهلي.

واستدرك: عبثاً ذهبت جهود الجميع للخروج من الموقع، قبل أن يصل الدفاع المدني، ويقوم بالتعاون مع عدد من أهالي القرية بإخراج الجميع، لكن من الواضح أن الأوان كان قد فات.

الدفاع المدني: وصلنا بعد 11 دقيقة

وفي الإطار نفسه، قال مدير جهاز الدفاع المدني في محافظة الخليل، العقيد يزن عمر: تلقينا إشارة زهاء الساعة 10:43 دقيقة صباحاً، حول سقوط 3-4 مواطنين في حفرة امتصاصية، فتوجهت فرقتا إنقاذ من مركزَي دير سامت، والظاهرية التابعين للجهاز، ووصلتا بعد 11 دقيقة إلى موقع الحدث، الذي يبعد 13 كم عن أقرب مركز لـ "الدفاع المدني".

وأضاف: البيئة التي وصلنا إليها وبيئة الحفرة معقدة وخطرة، إذ تفاجأنا بانهيار تم داخل الحفرة الامتصاصية.

وتابع: طبيعة المنطقة التي وقع فيها الحدث خطيرة، وقد وجدنا أكثر من 1000 مواطن متجمهرين في المكان، لذا عملت طواقم الجهاز على ابعادهم عن منطقة الخطر.

واستدرك: فرق الإنقاذ حاولت في البداية الدخول إلى داخل الحفرة، لكن قطرها لم يتجاوز المتر المربع، بالتالي لم تتمكن الطواقم من ذلك، وقد غامرت طواقمنا في البداية محاولة الإنقاذ، ولم تكن تعرف بأن هناك حفرة أخرى موجودة، ومنها تم تدفق المياه العادمة، مضيفاً "استعنا بإخواننا في القطاع الخاص، وبعض المواطنين وجرى إحضار صهريجَي نضح، توليا سحب ما هو موجود داخل الحفرة، وانتشال أربعة جثث في أول الأمر.

ومضى قائلاً: تفاجأت الطواقم وهي تبحث في داخل الحفرة بوجود جثتين أخريين، جرى إخراجهما، بالتالي تم انتشال ست جثث من الحفرة.

وذكر الناطق باسم "الدفاع المدني" المقدم نائل العزة، أن طواقم الجهاز في الخليل، تلقت بلاغاً عن وجود ستة أشخاص عالقين داخل احدى الحفر الامتصاصية في دير العسل الفوقا، بالتالي تحركت مباشرة طواقم الجهاز وخلال نصف ساعة، نجحت بالتعاون مع أهالي القرية في إخلاء المواطنين، الذين وصفت إصاباتهم بالحرجة في حينه.

وأوضح أن ثلاثة من عمال الانقاذ أصيبوا بالاجهاد، بيد أنهم بصحة جيدة، مبيناً أن طواقم الجهاز فتحت بالتعاون مع جهاز الشرطة، تحقيقاً للوقوف على أسباب الحادث.

من جانبه، أعلن رئيس بلدية دورا أحمد سلهوب، عن تنكيس الأعلام، والحداد في مدينة دورا وقراها على أرواح شهداء الغرق في دير العسل الفوقا.

كما ترحم د. محمد اشتية، رئيس الوزراء على ضحايا دير العسل الفوقا، معرباً عن تعازيه لعائلات ضحايا الحادث المؤلم.

وجرى في وقت لاحق مساء، تشييع جثامين أربعة من ضحايا الحادث، ومواراتهم الثرى في مقبرة القرية، هم الأشقاء الثلاثة، ومحمد وائل الشوامرة، بينما أرجئ تشييع جثماني المواطنين فوزي وابنه محمد، بسبب تأخر وصول جثمان الأخير من داخل الخط الأخضر.