الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية »  

صوت| مصائب كورونا عند عمال "الديلفري" فوائد
24 أيلول 2020
 
غزة- نساء FM- رولا أبو هاشم- مع انتهاء الشهر الأول منذ إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في محافظات قطاع غزة بعد اكتشاف إصابات بفيروس كورونا بين المواطنين داخل القطاع، فإن كثيرًا من تفاصيل الحياة هنا تغيرت، وموازين قلبت بفعل الإجراءات المتخذة منعًا لتفشي الفيروس.

أبواب الرزق التي اعتاد المواطنون عليها في الأيام العادية أغلقت بسبب حظر التجوال، وفي المقابل ثمة أبواب أخرى لم يكن يطرقها الكثير ما قبل أزمة كورونا فُتحت تماشيًا مع متطلبات المرحلة الحالية.

مكاتب التوصيل المنتشرة في محافظات القطاع أصبحت الوجهة الرئيسية لعديد العائلات التي اعتمدت عليها لجلب ما يحتاجونه.

"محمد" شاب يعمل في إحدى شركات "الديلفري" في غزة بدأ حديثه بالقول "هذه أكثر الفترات التي نعمل بها تحت الضغط وكثرة طلبات التوصيل، فالاعتماد الأكبر لشريحة واسعة من المواطنين أصبح على عمال الديلفري، نستقبل اتصالات على مدار النهار خصوصًا تلك المناطق التي تخضع لإجراءات مشددة من الإغلاق ويصعب على سكانها الخروج من منازلهم وتلبية شؤون حياتهم." مضيفًا "لم تستطع سيارات الأجرة الوصول لتلك المناطق بسبب الحواجز والكثبان الرملية التي تغلق الشوارع، فقط سائقي الدراجات النارية من كانوا يستطيعون الدخول للأزقة ونحن من سمح لنا رجال الشرطة بالوصول لمنازل المواطنين وتوصيل طلباتهم."

ويتابع في حديثه "كنا نحمل الخضروات والفواكه من المولات التي كانت تمنع دخول الزبائن إليها خشية الازدحام، واقتصر عملهم فقط على استقبال الطلبات عبر الهاتف، ومن ثم إيصالها عبر "الديلفري"، كما كنا نوصل الأدوية من الصيدليات، عدا عن الخبز ووجبات الطعام من المطاعم".

"عاصم" عامل في مكتب توصيل آخر يقول "منذ فترة وأنا أجلس في البيت بلا عمل، فجأة هاتفني المكتب يطلب مني الحضور للعمل فورًا نظرًا لكثرة الطلبات واحتياجهم لعدد أكبر من العمال لتوصيل طلبات المواطنين"

يبتسم عاصم مضيفًا "لم أكن أتوقع أنه بدخول فيروس كورونا لقطاع غزة، سيدخل المال إلى جيبي، وأخرج للعمل بعد معاناة مع البطالة لشهور طويلة."

ضمن إجراءات وزارة الداخلية لمنع تفشي فيروس كورونا بين المواطنين كان قرار فصل المحافظات الخمس، ومنع التنقل بين المحافظات خصوصًا تلك التي سجلت أعداد مرتفعة من الإصابات فيها، وعن ذلك يقول "هاشم" الذي يعمل سائقًا على سيارة تحت الطلب في محافظة رفح جنوب القطاع، "كنت أتلقى اتصالات من مواطنين يرغبون الخروج من مدينة رفح إلى غزة في سيارة خاصة لأسباب طارئة، وكنت أضطر للتنسيق مع غرفة عمليات الشرطة داخل المدينة، لتسهيل مهمة خروجي دون أن يتم مخالفتي من شرطة المرور المنتشرة على امتداد شارع صلاح الدين الذي يربط بين المحافظات الخمس." موضحًا أنه سيارته الخاصة كانت مصدر دخله الوحيد في الفترة الحالية رغم أن سائقي سيارات الأجرة توقف عملهم بفعل إجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا.