الرئيسية » تقارير نسوية » عالم المرأة »  

صوت| كيف نتعامل مع الشريك الأناني ؟
22 أيلول 2020

 

رام الله-نساء FM-الأنانية هي الاهتمام المفرط بالمصلحة الشخصيّة الفردية على حساب الآخرين، مما يجعل المصلحة الشخصيّة الفردية هي المبرر لكل أفعال الإنسان، ومن مظاهر الأنانية نكران الجميل، والافتتان بالنفس، والغرور، بالإضافة إلى القلق النفسي غير المنتظم، أو ميل للتحدث عن النفس بتعالي وكبرياء، وكثيرون يفهمون حب النفس بشكل خاطئ، فالمتخصصون يؤكدون أن الإنسان يجب أن يحب نفسه أولاً، لكي يستطيع أن يحب الآخرين، ولكن ليس حب النفس يعني الأنانية.

خبراء علم النفس أوضوحوا أن أسباب الأنانية كثيرة، أهمها تعود الفرد منذ صغره على امتلاك الأشياء، ويأتي هذا من التربية حيث يتعود الطفل على تنفيذ كل ما يريد أو يفكر به، ومن هنا تتأصل صفة الأنانية بداخله حتى الكبر.

ومن أسباب الأنانية أيضاً كما يرى المتخصصون، هو المرور بمواقف استوجبت الأنانية، كأن يكون الفرد واجه الكثير في حياته من كثرة التضحية للآخرين وعدم الحصول علي مقابل، أي أنه كان أولا محباً للغير، معطاءاً، ولكن لأشخاص لا يستحقون، ومن هنا يتعلم أن يفعل العكس تماماً، وهو انا يأخذ لمجرد أن يأخذ، بل ويأخذ دون مقابل يقدمه لمن يأخذ منه، ومن هنا تترسخ لديه فكرة الأنانية من قسوة الآخرين عليه.

الحياة الزوجية هي أساس الأمان والاستقرار وتحقيق الانسجام والتفاهم بين الزوجين معادلة صعبة قد تحتاج إلى بعض المقومات، والمفاهيم والأصعب من ذلك هو الحفاظ على الانسجام بين الزوجين.

فإذا كان يسعى كلا من الزوجين وراء رغباته الشخصية، فلن يتمكنا من تحقيق الاتحاد والانسجام والحب في الزواج. لذلك، فإن الأنانية من أكثر الأمور الخطيرة التي تهدد الحياة الزوجية بشكل كبير، فهي تؤثر على تصرفات الطرفين وعلى طريقة الحوار بينهما وتجعل الحياة الزوجية صعبة ومعقدة ومعرضة لمواجهة الكثير من المشاكل والأزمات.

وحول ذلك تقول الاخصائية النفسية، منال الشريف، لبرنامج ترويحة، إن الأنانية تفضيل الذات واهمال الاخر، ولومه على كثير من التصرفات والمواقف، ويتمركز في قراراته ونظرته حول ذاته فقط.

وتضيف ان الأنانية تأتي ضمن التطور الطبيعي للأفراد، فمنذ الصغر ينشأ عليها، من خلال رغبته في الرعاية والحب المستمر من قبل الأهل، ولكن تبدأ الأنانية بتلاشي مع المراحل العمرية المختلفة، ومن خلال الحياة يتعلم الفرد الخروج من التمحورحول الذات.

وتشير الشريف الى ان وجود الشريك الأناني داخل الاسرة قد لا يساعد على تطور افرادها، ويبداون بحياتهم بنظرة خاطئة فالحياة الزوجية قائمة على التشارك الى أن الأنانية تقتلها.

وتؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات للتغيير اذا كانت الأنانية قد تؤدي لتدمير العلافة الزوجية، فالتضحية يجب أن يقابلها التقدير، ولاحداث التغيير في أحد الشريكيين لابد من الصبر، واتباع ثقافة الاستماع، واشعاره بالوثوق بقراراته لكي يتشارك مع باقي افراد العائلة.

وتنصح الشريف بتجنب مواجهة الشريك، واتباع اسلوب هادئ، الى جانب اعطاء الاخر مساحة خاصة بهم. وتحذر من الصمت الذي يولد الانفجار، فعملية التغيير ضرورية لمصلحة الشريك الاخر والأبناء، لكن يجب أن لا نتوقع نتائج مباشرة.

الاستماع الى المقابلة :