الرئيسية » تقارير نسوية »  

صوت| التوافق والاتفاق أيها سر السعادة الزوجية؟
31 آب 2020
 

نساء FM- سيلين عمرو- قد يلفت انتباهك أن بعض العلاقات الزوجية التي تبدو واعدة جدا نظرا لتوافق طرفي الزواج تنتهي بمرور الوقت، وفي بعض العلاقات الأخرى التي يظهر فيها الشريكان مختلفين وتنذر بانتهاء العلاقة قريبا يحدث فيها العكس، حيث تتحول مع مرور الزمن إلى علاقة زوجية قوية.

وحول ذلك تتحدث خبيرة التنمية الأسرية حكمت بسيسو لنساء إف إم ضمن برنامج ترويحة، أن التوافق بين الزوجين أصبح الحديث عنه أكثر رومانسية غير منطقية، مشيرة إلى أن التوافق ينقسم لقسمين، إما توافق في الظروف والمستوى التعليمي والاجتماعي، وقد يكون توافق في الشخصية والرغبات وهو ليس بالأمر السهل والممكن.

مشيرة إلى أن التوافق هو شيء تاريخي كان معيارا في العلاقات واقامة الاسرة، فكثيرا ما سجل التاريخ القصص التي تتحدث عن النسب الملائم وابناء العشيرة الواحدة، الذين فيما بينهم لغة مشتركة.

وتؤكد بسيسو ان هناك خلط كبير بين التوافق والاتفاق، فالأول مستحيل وغير ممكن، فاذا كان أبناء الأسرة الواحدة لا يتوافقون فيها بينهم وان كانوا توأم، فكيف لشخصين من بيئات مختلفة وتربوا بطرق مغايرة أن يتوافقوا فيما بينهم؟!

أما الاتفاق فهو لا يغير الشريكان ما في نفوسهم وشخصياتهم وانما يتعاونوا للوصول الى مساحة وسط فيما بينهم، للعمل على تديير أمورهم و استمرار العلاقة الزوجية بطريقة صحية، وهذا من خلال التفاهم والحوار والاحترام وتبادل المسؤوليات.

مساحة الوسط بين الزوجين تحتاج لتنازلات من كلا الطرفين في بعض الامور، وقد تحتاج لتنازلات من طرف اكثر من الاخرن واحيانا لا داعي للتنازلات ويمكن أن يبقى كل فرد في منطقته اذا لم يؤثر ذلك على العائلة بأكملها.

فلا ضرر من أن يقضي كلٌ منهم وقت فراغه فيما يحب،  هو يطالع كتابه وهي تمارس التمارين الرياضة، فلهم ميولهم المختلفة، ورغباتهم التي يستطيعون الاحتفاظ بها في مساحاتهم.

ميزة بناء علاقة جيدة بين الزوجين تتضمن الشعور المتبادل بالالتزام القوي تجاه بعضهما، واستجابة كل منهما لاحتياجات الآخر، ومساندة بعضهما البعض، وتحقيق مستوى متبادل من الاستمتاع بحياتهما الزوجية، والإحساس بأن الشريك سعيد في العلاقة، وبالطبع مستوى منخفض من الخلافات والصراعات.

وتقول المعالجة والمحللة النفسية دوغلاس لابير -الحاصلة على الدكتوراه- في مقال لها على موقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday) إن نتائج هذه الدراسة التجريبية تتطابق مع ما نراه سريريا أيضا بين الأزواج الذين يطورون سعادة زوجية طويلة الأمد ومستمرة في علاقاتهم.

وتضيف لابير أن "ما لا يمكن أن يظهره البحث بالطبع هو كيف ينمي هؤلاء الأزواج هذا النوع من الترابط والثقة والسعادة، لكن كل من الأبحاث التجريبية والسريرية تشير إلى بعض ما يفعله الأزواج لخلق ديناميكية إيجابية، كالتزامهم بالشفافية تجاه بعضهم البعض والتواصل المستمر والكشف عن آمالهم ومخاوفهم ورغباتهم وإحساسهم".

وأشار البحث التجريبي لهذه الدراسة أيضا إلى أدلة أخرى مفيدة في بناء علاقة، مثل الاستعداد للتخلي عن الاهتمامات الشخصية، ومعرفة متى تضع احتياجات شريكك قبل احتياجاتك، حيث يرتبط التخلي عن المصلحة الذاتية بهذه الطريقة ارتباطا مباشرا بعلاقة طويلة الأمد وسعيدة، كما أن الاستمرار بعد الزواج في الشعور بالغرور والأنانية لن يؤدي إلى علاقة سعيدة أو مستمرة.

يضاف إلى ذلك أن الشعور بالتقدير من قبل شريك حياتك يؤدي إلى تقوية العلاقة الزوجية، ويزيد إيمانك بأهمية استمرار العلاقة بمرور الوقت.

ووجدت الدراسة أيضا أن علاقتكما تتعزز عندما يشعر شريكك المتعب والمرهق مثلا بأنه مفهوم ويتم الاستماع إليه، لا يحدث ذلك فقط من خلال كلمات الدعم، لكن من خلال أشكال متعددة للتعبير عن التعاطف -كالتواصل البصري والاستماع ونقل الفهم والاهتمام- بشكل غير لفظي، فمفتاح السعادة الزوجية هو ضبط ما يراه شريكك مفيدا، وأن تقدمه له.