الرئيسية » تقارير نسوية » أخبار المرأة الفلسطينية »  

الرسالة الأخيرة لزوجة تعرضت للنصب على يد زوجها في غزة
10 آب 2020

 

غزة-نساء FM-تعرضت امرأة للنصب والاحتيال من قبل زوجها الذي أفنت سنوات عمرها مخلصة له، تعمل بكل جد واجتهاد في الغربة والوطن، من أجل الحفاظ على بيتها وزوجها وأبنائها، وخسرت في مقابل هذا الأمر علاقاتها مع أهلها وأصدقائها استجابة لطلب زوجها، وحُرمت من المشاركة في جنازة خالها من قبل زوجها، وبنت فيللا من ثلاث طوابق، واشترت شقة فاخرة أخرى على شاطئ السودانية شمال قطاع غزة، وسجلتها باسم زوجها الذي وعدها أن كل هذا سيكون لأبنائهما، وبعد أن قالت "لا" لمرة واحدة في وجه زوجها بعد أن طلب منها ترك العمل في المدرسة كان مصيرها الطرد، والزواج عليها من امرأة أخرى في بيتها الذي بنته وطُردت  منه.

"إليكم نص الرسالة كاملة كما وردت"

"انا واسطة العقد في بيتنا ، انا اللي اشتغلت ١٥ سنة في السعودية و٢٥ سنة معلمة علوم متميزة بشهادة الكل لبنات إعدادي، أنا اللي حطيت كتفي بكتب حدا بينقال عنه زوج، عملت فيللا تحتها ٣ شقق، اشتريت شقة فاخرة على شاطىء بحر السودانية، وقطعة أرض في الوسطى ووافقت كل شي يكون باسمه لانه حكالي كل شي لأولادنا ، أنا اللي تحملت ذل وهوان سنين طويلة اقل شي اني ممنوع اروح ازور امي ولا اخواتي ولا أجامل صديقة في فرح او كره حتى أقرب الناس، مديرتي بصفتنا المهنية واختي بصفتنا الإنسانية ممنوع اجاملها، حتى عزا خالي ممنوع اشارك فيه، انا اللي وافقت وارتضيت بكل الحرمان عشان خاطر اولادي، وكان شغلي هو الوسيلة الوحيدة للخروج من سوادي وقهري، انا اللي زميلاتي شكلوا في حياتي البعيدة عن أسرتي الصغيرة كل التعويض، انا اللي رفضت التشهير بكل اللي بعاني منه حفاظا على كرامة اولادي وابوهم، انا اللي آخر المطاف طلب مني اترك المدرسة وهي آخر وسائل المساعدة عشان اقدر اكمل الطريق، ولما تجرأت وقلت لا قالي ما ترجعي عالبيت، ما ارجع على بيت انا عمرته وشكيت لحيطانه كل همي يوم بيوم وساعة بساعة، انا اللي تمردت لأول مرة وقررت اروح ع شغلي عشان اسلمه كل راتبي آخر الشهر، أيوة تركت وحاولت اروح اقعد في شقتي فبلغ الشرطة عني وانطردت لانها باسمه، انا اللي الضابط تعاطف معي وقالي ليش كل شي باسمه قلتله لاني بنت اصول والمفروض كل شي لأولادنا، وتأجرت شقة صغيرة حسيت فيها بالحرية لأول مرة في حياتي، انا اللي عضيت على جرحي وتحملت غربة اولادي وانا بموت في اليوم الف مرة، انا اللي تزوج زوجها بفلوسها وزين لمرته بيتي وغرفتي وحمامي بس مش غرفة نومي لانه جابلها غرفة جديدة بتليق فيها، أنا اللي كسر خاطر ابني الشاب اللي ما تزوج وطلب منه يحضر الغرفة ويدهن البيت ويجهزه، انا اللي ابني كانوا الناس يباركوله فاكرين هو العريس وقلتلهم لا ابوي العريس، انا اللي ابني التاني (٣٥) سنة خطبتله عروسته واستنيت افرح بس ابوه قاله ليش مستعجل، انا اللي تقاعدت واستنيت أعيش صح بسلام بعد بطش سنين طويلة، انا اللي مرضت وتوجعت ووجعت اولادي وامي واخواتي، انا اللي قرر يرجعني بعد ما عرف انه مرضي خطير وقرر ارجع على شقة صغيرة تحت بيتي العامر عشان هو ومرته العروس ساكنين في بيتي، انا اللي لما اشتد علي المرض تمنيت اموت في غرفتي واودع حيطان بيتي، انا اللي القهر قتلني والغدر دبحني من الوريد للوريد ، انا اللي جسمي ما بقى يحمل إبرة من قد ما اخد إبر، انا اللي معدتي ما فيها من خيرات الله الا حبات الدوا، انا اللي عفت الزاد والزواد وما بقالي امل الا حضن من اولادي الغايبين والحاضرين، انا اللي تاركة الجمل بما حمل ورايحة اشكيه عند اللي بتجتمع عنده الخصوم هدا اذا كنت خصم، انا اللي بحملكم السلام لأولادي واخواتي الثلاتة الغايبين وانا عارفة قديش غيابي حيوجعهم، انا اللي بشكر اولادي اللي حملوني هون وتحملوني بكل وجعي وعصبيتي وضيق خلقي من الوجع، انا اللي ممتنة لامي وخواتي التلاتة واختي الرابعة اللي ما تركتني لحظة وصاحباتي الغاليات كتير كتير وصاحبة الشقة اللي كانت اغلى جارة واخت ، انا اللي بدي اودعكم واحملكم السلام لبيتي واعتذروله عني لاني ما بوٌست كل ركن فيه كنت انضفه بدمعتي كل يوم، سلمولي على مدرستي وصفوفي وطالباتي الغوالي، انا رايحة وراحلة وشايفاكم عاملين العزا في بيت ابوي الغالي، شكرا لاخوتي على إكرامي وتكريمي في حضوري وفي غيابي، وشايفاكم حبايبي كلكم وممنونة لكل شي قدمتولي اياه، شكرا يا امي اللي قالت طلعت من بيت ابوها اول مرة وحتطلع منه آخر مرة، انا اللي بعتذر لكم كلكم عن كم الوجع اللي شفتوه عشاني قبل مرضي وبعد مرضي، انا اللي آخر عزائي اليوم وانا في ضيافة رب العالمين" .. بخاطركو.