الرئيسية » تقارير نسوية » منوعات »  

الزواج من المرأة الأكبر سنا قرار صائب أم خاطئ؟.. أصحاب التجربة يجيبون
28 حزيران 2020

 

رام الله-نساء FM-يتقبل المجتمع العربي عادة زوجة أصغر سنا من زوجها حتى لو وصل الفارق بينهما إلى أكثر من 20 عاما، لكن في المقابل يرفض بشكل قاطع قبول الزوجة الأكبر سنا من زوجها، حتى لو كان الفارق عاما واحدا أو حتى شهورا عدة.

وما حدث في السنوات الأخيرة من تغيرات عدّلت من نظرة المجتمع، وأصبح من المألوف أو المعتاد زواج الرجل بمن تكبره في السن طالما اجتمعا على التفاهم الفكري والروحي، وربطهما الحب المقدس، فذابت بينهما فوارق السن.

وللزواج من المرأة الأكبر سنا مزايا وسلبيات، وفقا لعدد من أصحاب التجارب، فمنهم من حقق نجاحا وواصل مشوار حياته الزوجية، ومنهم من فشل وانفصل عن شريكته لأسباب مختلفة. وللمختصين في علم النفس رأي هام في هذا الموضوع.

التقت الجزيرة نت بسيدات عشن هذه التجربة، ومنهن من وجدن السعادة بهذا الارتباط، وأخريات شعرن بالندم لإقدامهن على هذه الخطوة الجريئة.

10 سنوات من الحب والاحترام

بعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزواج، لا تزال تشعر بحبه واحترامه لها، تقول أنجيلا علاء الدين للجزيرة نت، وهي تكبر زوجها بخمس سنوات وهذا ليس بفارق كبير، فهما تعرفا على بعضهما في كلية الطب، ونشأت بينهما علاقة حب متينة أثمرت الزواج، ولم يندم زوجها فادي على الارتباط بها، رغم عدم موافقة أهله على ذلك، وبعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزواج لا تزال تشعر بحبه واحترامه لها، ولا يقلقها كثيرا رؤية أثار تقدم السن على مظهرها، فهي تهتم كثيرا بنضارة وجهها ورشاقة جسمها.

تؤكد أنجيلا أن المسؤولية تقع على المرأة في المقام الأول، فهي الوحيدة القادرة على أن تشعر زوجها بأنه الكبير في الرأي والمشورة، وأنه رجل البيت وحاميها، رغم أنه يصغرها في السن. وفي الوقت نفسه يجب عليها أن تحافظ على جمالها وشبابها لتبدو دائما متألقة فتسعد نفسها وتسعد زوجها وتنجو من الشيخوخة المبكرة.

وتضيف بثقة أنه ليس عيبا أن تتزوج المرأة برجل يصغرها في السن، طالما بينهما التفاهم والانسجام والحب. وقالت "يوجد الكثير من حالات الزواج المشابهة والتي واصلت مشوار الحياة الزوجية دون خلافات وبتفاهم وسعادة. فإن امتلكت المرأة مفاتيح قلب الرجل امتلكت حياته وحبه، وإن أشعرته بهذا الحب الذي يترجم له بالاحترام لرأيه وعمله، ستكون نعم الزوجة بغض النظر عن عمرها".

لا تتسرعي في قرارك

وعلى العكس، تقول عالية طه "نصيحتي لكل امرأة ترغب في مثل هذا الزواج ألا تتسرع في قرارها"، فزواج عالية لم يلبث سوى سبع سنوات، أثمر طفلا أصبح شابا حاليا وهو زهرة حياتها كلها. وتزوج طليقها بامرأة أخرى تصغره سنا وتطلق منها، وعاود الزواج مرة ثالثة بامرأة من عمره.

وأوضحت عالية أن علاقتها بزوجها السابق كانت في البداية ناجحة وتتسم بالهدوء والاستقرار، لكن بعد سنوات عدة بدأت المشاكل، فهو لم يتفهم نضجها وشخصيتها القوية وحرصها على المحافظة على أسرتها، وكانت تخشى أنه يريد أن يتزوج بأخرى تصغره في العمر ليفرض سلطته عليها، ولما بدأت شكوكها وظنها به تأزمت كثيرا علاقتهما لدرجة طلبت الطلاق منه، لأنها لم تعد تحتمل تصرفاته وكذب مشاعره.

وتنصح عالية كل امرأة ترغب بالزواج من رجل يصغرها أن لا تتسرع في قرارها، لأن الرجل إذا تزوج زوجة أكبر منه فهو يبحث لديها عن الحب والحنان والعطف في البداية أكثر من كونها علاقة زوجية، ويكون محتاجا إلى من تحمل عنه إحباطات الحياة. كما أن المرأة تظهر آثار العمر عليها مبكرا نتيجة الحمل والولادة والأعمال المنزلية، فيبدأ الزوج بالبحث عن زوجة أخرى.

لماذا ينجذب الرجال للمرأة الأكبر سنا؟

ولكن ما مزايا وعيوب هذا النوع من الزواج؟ ولماذا ينجذب الرجال للمرأة الأكبر سنا؟ ما مدى نجاح هذه العلاقة؟ وهل هناك معيار مطلق لنجاح العلاقة الزوجية حسب فارق العمر بينهما؟

كل هذه التساؤلات تجيب عليها المتخصصة في علم النفس العيادي فاتن زين قائلة "لا شك بأن المجتمع في حالة تغير مستمر، وفيما يخص فارق السن بين الزوجين نلاحظ أن هذا الأمر موجود منذ القدم، فالرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بـ15 عاما تقريبا حسب الروايات، والأفراد في أي مجتمع هم من يحددون هذه المقاييس والمعايير، ولا توجد معايير مطلقة لفارق السن بين الزوجين".

وتبين فاتن للجزيرة نت أن زواج المرأة من رجل أصغر منها سنا قد يكون غير صائب اجتماعيا، لكن في المقاييس النفسية هو أمر صائب، ففي الحياة الزوجية هناك دائما حاجات متبادلة، فإنْ تمت تلبية هذه الحاجات نجحت العلاقة مهما كان التباعد أو التقارب العمري بين الطرفين

وقد يكون اختيار الرجل لامرأة أكبر منه نتيجة حرمان عاطفي أمومي، بمعنى أنه يبحث عن صورة الأم واهتمامها ورعايتها من خلال هذا الزواج، أو قد يكون تدلّل كثيرا في طفولته ويبحث عمن تقدم له هذا الدلال من خلال اهتمام ورعاية بديلة عن رعاية الأم. وقد يحمل في اللاوعي هروبا من المسؤولية عبر الاتكال على الطرف الآخر.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن احتياجات الناس تختلف، فمنهم من تكون حاجته اقتصادية مثلا، أو ربما قانونية، كما لا بد من الإشارة إلى زواج شبابنا العربي من امرأة غربية بدافع الحصول على جنسية، بحسب الاختصاصية فاتن.

مراحل الحب الثلاث

وتبين الأخصائية فاتن أن الفرد يمر بثلاث مراحل في مسألة الحب:

أولا: الانبهار

أي مرحلة الإعجاب بشكل فرد ما، بأسلوبه، حركاته.. إلخ.

ثانياً: الاكتشاف والتقييم

أي مرحلة اكتشاف المزايا (الصفات الإيجابية) والعيوب (الصفات السلبية)، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه من غير المفضل ولا من غير المجدي أن يتم الارتباط خلال المرحلتين الأوليين، كما أن إطالة مرحلة الانبهار أمر سلبي جدا يدفع الفرد إلى عدم رؤية الآخر بحياد وموضوعية.

ثالثا: مرحلة التقبل والتكيف

وهي المرحلة التي يقرر فيها الفرد ما إذا كان يستطيع تقبل العيوب والاستمتاع بالمزايا. فبعد المرحلة الثالثة يمكن للفرد أن يصل إلى قرار الارتباط.

وانطلاقا من ذلك، تشير الأخصائية فاتن إلى أن الخيانة الزوجية تأتي نتيجة خلل في تلبية الحاجات بمعنى أنه إذا تزوج الرجل بامرأة أكبر منه سنا بحثا عن عاطفة الأم، لكنه بعد فترة أو بعد سنوات شعر بإشباع هذه الحاجة لديه أو أنه يرفض أن تقوم هي بالتعاطي معه على أنه طفل قد يلجأ الرجل هنا إلى الخيانة الزوجية بحثا عن حاجة التقدير الذاتي لديه.

وتختتم شرحها بأنه لا يوجد معيار مطلق في نجاح العلاقة الزوجية حسب فارق العمر بين الطرفين، إذ إن حالات الطلاق تشمل حالات من كافة الأعمار، فأينما شعر الإنسان منا بقيمته الذاتية وجد نفسه يحافظ على هذه القيمة دون النظر إلى فارق العمر.

 

المصدر : الجزيرة