الرئيسية » تقارير نسوية »  

الخيانة الإلكترونية.. مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الحياة الزوجية
12 كانون الثاني 2020

 

رام الله-نساءFM- أصبحت الخيانة الزوجية في يومنا هذا سهلة جدا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يدخل الشخص للشات من خلال فيسبوك، فيتعرف على امرأة افتراضية في البداية، ثم تتحول لحقيقية لاحقا، فمن كان مستعدا للخيانة الزوجية يذهب ويلتقي بمن تعرف عليها عبر فيسبوك وتبدأ العلاقة، أما الزوجة فربما لا تشك، ولكن قد تنكشف اللعبة، وتحدث الكارثة وتنتهي العلاقة الزوجية، وهذه السهولة لا تنطبق على الرجال فقط، بل يمكن للزوجة أيضا إيجاد عشيق لها عبر فيسبوك أو توتير فتدخل في المحادثة بغياب زوجها، ويقع الزواج في الهاوية.

قصص وحكايات الخيانة الإلكترونية أكثر من أن تعد نتيجة غياب الرقابة، سواء كانت الأسرية أو المجتمعية، مع وجود الفراغ وغياب الوازع الديني وإدمان الجلوس أمام الحاسوب لفترات طويلة للتسلية، والنتيجة في النهاية خيانة زوجية.

شهادات حية تؤكد وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وواتساب والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية، فهل تتسبب مواقع التواصل بالتفكك الاسري؟ وهل تتسبب في الطلاق أحيانا؟

أزواج ومغامرات الكترونية

تقول يانا الشل "لا أرى زوجي إلا عندما يخرج للعمل ويعود للبيت، يقضي معظم الوقت في مكتبه خلف شاشة الإنترنت، لا يريد أن يزعجه أحد، بحجة أنه مشغول ودوما يغلق باب حجرة المكتب، مدعيا أنه يريد أن يكسر رتابة الحياة الزوجية ومللها، فيغرق نفسه في عالم الإنترنت حيث الإثارة والمغامرات".

ووصل الأمر بينها وبين زوجها إلى انفصال عاطفي، وفي النهاية وصل إلى الطلاق، وتزيد "لكن وجود بناتي في حياتي جعلني أتراجع عن القرار كي لا أدمر أسرتي، وهو وعدني بأنه لن يعاود الكرة مرة أخرى".

في هذه الحكاية بدأت الخيانة الإلكترونية من خلال دردشات التعارف التي اعتبرتها يانا نقطة تحول في حياتها الزوجية، وحاولت التصرف بحكمة وعقلانية بدلا من العتاب والفضيحة والانفصال.

عندما تقع الزوجة في المحظور

ليس الرجل دائما هو المذنب في إدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي، أحيانا المرأة قد تكون أحد أسباب ذلك، يقول المهندس جورج صليبا "انشغال زوجتي الدائم بالجلوس لساعات طويلة أمام الحاسوب وهروبها من القيام بواجباتها زادا شكوكي حولها، وبدأت الوساوس تلعب بعقلي، وكان لا بد من إيجاد وسيلة لاكتشاف ذلك".

ويشير صليبا إلى أن أفعال المرأة هي التي تتسبب أحيانا بتدمير أسرتها، حيث تتصف بعض النساء باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت أو حتى متطلبات واحتياجات الأبناء، وبدلا من ذلك يقمن بإنفاق ساعات طويلة على الإنترنت، يتابعن حساباتهن وقائمة الأصدقاء والرد على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويوضح صليبا "زوجتي تعرفت على العديد من الرجال من خلال فيسبوك وحتى واتساب، وهذا ما أثار غضبي، فهي بحثت عن إشباع عاطفي افتراضي وهمي في غرف الدردشة الصوتية حسب قولها، لكني لم أقبل هذا التبرير وقررت الانفصال عنها".

إدمان الكتروني وصرخات استغاثة

في المجال نفسه، تقول الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي هدى الرفاعي إن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزيد نسبة الخلافات الزوجية، مؤكدة إمكانية تطور تلك الخلافات بسبب إدمان التكنولوجيا إلى انفصال الزوجين وطلب الزوجة خاصة للطلاق.

وأوضحت هدى أن حالات الطلاق بسبب مواقع التواصل أصبحت مشهدا مألوفا عرف طريقه إلى أروقة المحاكم، من خلال قضايا تحوي ملفاتها الكثير من الأوراق التي تشير إلى تفاصيل، أكثرها غريب.

وزادت "هذا جديد على مجتمعاتنا العربية، حيث وصل الأمر إلى تجاوز ما تسمح به قيمنا وعاداتنا الأصيلة، فكان نتاجا طبيعيا أن تنتج خلافات أسرية تقفز خارج أسوار المنزل، وتفكك استقرار الأسرة".

وأشارت هدى إلى أن كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي زادت فجوة توتر العلاقات بين الكثير من الرجال والنساء، خاصة الأزواج، حيث "علت صرخات استغاثة الكثير من النساء في الفترة الأخيرة من إدمان أزواجهن المكوث لساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل غزت تلك المواقع بيوتا ينعدم فيها الحوار لتنبت من أثر ذلك أشواك البعد والانفصال وحدة الخلافات".

وتؤكد هدى أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يهدد الاستقرار الأسري، ويمزق أواصر التواصل بين أفرادها، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل، وتكثر الخلافات التي قد تصل لدرجة الانفصال.

المصدر : الجزيرة