الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » نساء فلسطينيات »  

نيللي المصري.. إعلامية الملاعب الأولى
27 تشرين الأول 2019

 

غزة-نساءFM- اعتذر عن المقابلة".. هي أول جملة واجهت الصحفية الرياضية نيللي إسماعيل المصري من مدينة غزة، عندما أرادت مقابلة أحد لاعبي كرة القدم في بداية مشوارها الصحفي.

بدأت نيللي المولودة عام 1973، عملها الصحفي المتخصص بالمجال الرياضي عندما أوكلت إذاعة الحرية في غزة عام الـ 2000 لها مهمة مناقشة أهم الأحداث الرياضية المحلية والدولية في برنامج "عشرة على الهوا"، أي خلال عشرة دقائق فقط، لتكون بذلك أول متخصصة بالصحافة الرياضية على مستوى فلسطين.

 تقول المصري لـ"وفا": كانت المرة الأولى التي يخرج فيها للناس برنامج رياضي بصوت امرأة، لم يسبق لهم أن سمعوا ذلك، فكانت مفاجأة للمجتمع، حيث العادات والتقاليد التي تضع المرأة في منظور نمطي تقليدي كأن تكون طبيبة أو معلمة أو ما ابه.

 وتضيف، كنت أحفظ جميع أسماء الفرق واللاعبين، كان حلمي أن يكون لي اسم في المجال الرياضي، بدأت أكتب في مواقع رياضية محلية بشغف، وأذهب إلى الأندية والأنشطة الرياضية جميعها، خاصة كرتي السلة والقدم".

 يعود سبب تعلق المصري بالرياضة، إلى والدها اسماعيل المصري، لاعب المنتخب الفلسطيني في فترة الستينات، والذي أصبح مدرباً لكرة القدم، ومحللاً رياضياً معروفاً.

 وبينت المصري، كان يشد انتباهي شنطة التمارين والملابس الرياضية لوالدي، والذهاب معه إلى النادي فترة الطفولة، وكان يشتري لنا الألعاب الرياضية حتى أصبحت الرياضة تأخذ كل وقتنا.

 وأضافت، كان يكبر شغفي الرياضي، من سفريات والدي وحديثه عن الشخصيات الهامة والصحفيات العالميات، وكنا نتابع على التلفاز مباريات كأس العالم، والمباريات المحلية على القنوات المصرية خاصة، ونتابع الملحق الرياضي في الصحف، ودائماً كنت اتساءل لماذا لا يوجد صحفيات رياضية يكتبن في المجال الرياضي؟

وذكرت، تاريخ والدي الرياضي سهل لي العقبات في مجتمع ذكوري محكم بالعادات والتقاليد، والدي شجعني كثيراً ووجهني كيف أناقش، فكان جواز سفري الدائم لعالم الرياضة في مجتمع لا يرحم، فكان هناك انتقاد كبير وتحدٍ كبير أمام صورة نمطية ظالم لطبيعة عمل المرأة، الا أن عملي هو من كان يتحدث عني، وبذلك بدأ الناس يتقبلون فكرة دخول الصحفيات إلى الملعب " تحدٍ حلو".  قد يحصل تدافع في الملعب ويدفعونني دون انتباه، لكني أحاول الابتعاد قدر الإمكان عن مناطق الاحتكاك.

 

وتتابع: النقلة النوعية عندما كنت الصحفية الوحيدة التي خرجت مع المنتخب الفلسطيني لكره القدم ضمن الوفد الإعلامي إلى القاهرة، وفي العام 2006 خرجت مع اللاعبات من غزة والضفة كانت أجواء تحدٍ كبير، اثبتت نفسي أمام الصورة النمطية للمرأة خاصة في قطاع غزة، الناس تتفاجأ أنه في غزة المعروفة بالتوتر الدائم والحروب يخرج منها صحفيات لديهن الاهتمام بالمجال الرياضي.

تعد المصري صحفية وباحثة ومتخصصة في الأفلام الرياضية، وتتمنى دائماً خلق اعلام نسوي متمكن يهتم بالقضايا الرياضية، وتاريخ المرأة الفلسطينية الرياضي.

تقول المصري: شعرت أنني لست مكتفية في التغطية لموضوع الكتابة الصحفية فقط، فتطرقت لموضوع الأبحاث الرياضية بحثت في تاريخ المرأة الرياضي منذ العام 1953- 2008، فاز بمسابقة على مستوى فلسطين، وشاركت به بمؤتمر النجاح الأول للمرأة عام 2009، ونشر في المجلة العلمية.

ونوهت، الذي دفعني للبحث، حين وقعت أمامي بالصدفة معلومة تفيد بأنه في العام 1953 كان هناك فريق تنس طاولة نسوي في غزة نوعي ومميز، اعتمدت على الوثائق المتوفرة، واتبعت المنهج الشفوي، قابلت العديد من لاعبات المنتخب مثل حاكمة ابو سلطان، نجوى ترزي.

في مجال الإخراج، أنتجت المصري ثلاثة أفلام رياضية وما زالت مستمرة في العمل.

الاعلامي الرياضي خالد أبو زاهر قال لـ"وفا": قبل العام 1967 كان يوجد فرق تنس طاولة وطائرة نسوية لكنه لم يذكر ابداً عن وجود اعلاميات في هذا المجال، في العصر الحديث، لا يوجد اسماء اعلاميات متخصصات بالرياضة قبل ظهور نيللي المصري، فكانت أول اعلامية فلسطينية دخلت المجال الرياضي في ظل أوضاع سياسية وأمنية صعبة في الضفة وغزة.

ويبين: في الثمانينات كان أعداد الاعلاميين في المجال الرياضي محدودة جداً، ثم ارتفع في التسعينات قليلاً، لكنه ظل  في نطاق ضيق، إلى أن جاءت أعوام 2004-2005 التي شهدت ارتفاعاً في أعداد المهتمين بالشأن الرياضي.

وحول نيللي المصري، قال أبو زاهر: والدها الكابتن اسماعيل المصري علم من اعلام الرياضة الفلسطينية كان لاعباً ومدرباً للعديد من الفرق المحلية، ووجود نيللي في بيت فيه اسماعيل المصري، أثر كثيراً في اختيارها للتوجه نحو الإعلام الرياضي، إضافة إلى أن هناك ثلاثة من شقيقاتها كن لاعبات كرة طائرة.

وأضاف: عرف عن نيللي التزامها وحضورها كإعلامية ومشجعه رياضية، عبدت الطريق أمام الكثيرات من الاعلاميات لدخول الملاعب، واليوم في ملاعب اليرموك وفلسطين في غزة هناك ما لا يقل عن 8 فتيات اعلاميات وبعضهن متزوجات وهو ما يحسب للمرأة الفلسطينية، الموائمة والانسجام بين حياتها الأسرية والعملية .

 

يقول أبو زاهر، "هناك من سبق نيللي بالعمل الصحفي في قطاع غزة، ولكن ليس العمل الميداني، كانت الصحفية سامية أبو شعبان تساعد القسم الرياضي في الصحف، وبعد ظهور نيللي في الوسط بدأت سامية تمارس جزءا من العمل الميداني، تبعتها تغريد العمور وسماح أحمد من اوائل الصحفيات بمجال الرياضة، استطعن أن يصنعن قاعدة من القراء يقرؤون فقط لهن، بعد أن اظهرن قدرتهن العالية على الحيادية في الكتابة".

المصدر : وفا