الرئيسية » تقارير نسوية » منوعات »  

أغرب ما اشتهته الحوامل.. الوحم حقيقة علمية أم أسطورة النساء العربيات؟
15 تشرين الأول 2019

 

الجزائر-نساءFM- انتشرت في الجزائر مؤخرا محلات بيع "ما تشتهيه النساء في الأشهر الأربعة الأولى من الحمل، أو ما يعرف بـ"الوحم"، ويعمل باعة الخضار والفواكه واللحوم على تلبية طلب كل امرأة حامل، أو زوج يأتي لطلب ما تشتهيه زوجته خلال هذه المرحلة.

يقول كمال (59 سنة)، وهو بائع فواكه في العاصمة الجزائرية إنه يجتهد لتلبية طلبات زبوناته وبالمجان، مشيرا "عكس ما يعتقد بعض الناس أن مرحلة الوحم هي مجرد خرافة للنساء العربيات في حملهن، أنا أؤمن أنها حقيقة علمية وواقع لأنني عايشت ذلك مع زوجتي خلال حملها بأبنائنا الستة".

ويضيف "أبذل ما بوسعي لتحقيق ما تطلبه النساء في هذه المرحلة ومن لا تملك المال الكافي لدفع ثمن المنتج فهو هدية مني لها مقابل دعوة منها". يجتهد هذا البائع بتوفير ما ترغبه النساء في الأشهر الأولى من حملهن بغية ألا يتكرر معهن ما حدث لابنته البكر لمياء.

يقول هشام إن ابنته ولدت بتشوه في الوجه، حيث تظهر على عينها وخدها الأيسر علامة حمراء كبيرة. يقول للجزيرة نت، "كانت زوجتي حامل فاشتهت الفراولة ولم تكن متوفرة، فضربت يدها على خدها الأيسر حين أبلغتها أنني فشلت في تحصيلها".

ويعتقد أهل الشابة لمياء، طالبة السنة الثانية حقوق، أن حسرة والدتها التي لم تستطع أكل الفراولة في فترة الوحم وضربها لخدها سبب تلك "الوحمة" التي سببت تشوه وجهها، على حد تعبيرهم.

قصص وحام غريبة

تعرف الأسر العربية بشكل عام والجزائرية قصصا غريبة في فترة "الوحم" لدى النساء، تقول السيدة سامية (49 سنة) "بدأت التدخين في فترة الوحم، كنت أشعر بنشوة غريبة وأنا أشتم رائحة السجائر أينما كانت، إلى أن وصلت لحالة لم أستطع فيها كبح رغبتي بأخذ نفس واحد".

وتواصل "وصل بي الحال لحمل بقايا السجائر من الأرض لأنني كنت أخجل من القيام بشرائها، فأنا معلمة ومربية جيل ومن عائلة محافظة، كما أنني خفت مصارحة زوجي بالأمر، ولكنني بقيت أدخن حتى بعد انتهاء مرحلة الوحم إلى أن قررت التوقف".

في حين اشتهت السيدة جميلة (34 عاما) في فترة "الوحم" "التراب المبلل بالمطر الأول"، ليصل الأمر بها إلى "أكل التراب"، ووصل بسيدات أخريات إلى "تتبع رائحة دخان الشاحنات" والعديد من القصص التي تبدو غريبة خلال سردهن لتلك المرحلة الفريدة.

يقول بائع اللحوم عادل (42 سنة)، أستطيع تمييز المرأة المتوحمة (التي تتوحم) من طريقة طلبها، حيث يحاولن وصف الشيء الذي يرغبن فيه بحماس وتلمع أعينهن، يروي للجزيرة نت "أتت امرأة تسأل عن ذيل الخروف، ووصفته وكأنه أشهى وأرقى اللحوم".

حماسها في تحصيل ذيل الخروف كان كبيرا، ويضيف "شعرت بخذلانها حين أجبتها أنه غير متوفر، كنت أستغرب في بداية امتهاني للجزارة هذه المواقف التي أصبحت أمرا طبيعيا مع تكرارها مما دفعني لمحاولة المساعدة قدر الإمكان".

رأي العلم

من جهتها قالت طبيبة أمراض النساء والتوليد، مليكة عبد الحق محيوس، أن "هنالك العديد من التفسيرات العلمية التي تبرر الصعوبات التي تمر بها المرأة خلال فترة الحمل، خاصة في الأشهر الأولى منه".

شارحة للجزيرة نت "يتسبب التصاق البويضة والنطفة وهما ملتحمتان في جدار الرحم بإضعاف مناعة المرأة، حيث تنخفض مناعتها تلقائيا كي تسمح للجسم الغريب ليزرع فيها والأمر شبيه بزراعة كلية أو جزء من الكبد وغيرهما، أي كي لا يرفضها الجسم".

وهذا يتسبب بانخفاض المناعة لدى المرأة في تلك الفترة، يصاحبه عدد من الأعراض أهمها الشعور الدائم بالتعب والدوار، كما يختل عمل الغدة الدرقية -بحسب الدكتورة- مما يتسبب بالقيء والعصبية وبعض الحساسية النفسية الزائدة، إضافة لزيادة حموضة المعدة. وتزداد تلك الأعراض حسب ما أكدته الدكتورة، إذا كانت المرأة حاملا بتوأم.

في حين نفت اختصاصية أمراض النساء والتوليد أن يكون لما يعرف بـ"الوحم" أي تفسير علمي واضح "رغم أنه منتشر وموجود فعلا".

وتختتم بالقول إن "الوحم ليس أسطورة اختلقتها النساء العربيات، وإنما موجود حتى لدى الغرب حيث صادفت حوامل بريطانيات وفرنسيات اشتهين خلال فترة حملهن أمورا غريبة، فلدي صديقة طبيبة من لندن وصل الأمر بها إلى البحث عن مطاط العجلات وأكله خلال فترة الوحم".

المصدر : الجزيرة