الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية »  

سمير حليلة: على الفلسطينيين تغيير نمط إنفاقهم غير المحسوب (صوت)
21 آب 2019

 

 

رام الله-نساءFM- حذر رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة، من مظاهر الانفاق غير المحسوبة للأسر الفلسطينية في ظل تراجع معدلات الدخل التي من شانها ان تمس الحياة المعيشية لهذه الأسر.

وقال حليلة في حديث مع "نساءFM ": إن هناك نمط استهلاكي وانفاقي باذخ للأسر الفلسطينية التي لم تدرك بعد ان هناك تراجع في معدلات الدخل في ظل تباطؤ الاقتصاد منذ عامين، وهذا التراجع سيمس حياة الأسر الفلسطينية إذا لم تعدل من طريقة انفاقها خلال الفترة المقبلة.

وأوضح ان المواطنين غير مدركين لعمق الازمة المقبلين اليها، وهي ازمة ليس مرتبطة بعدم قدرة السلطة على دفع رواتب الموظفين بشكل اساسي، الأمر الذي يتطلب ترشيد الانفاق وتعديل هذه السلوكيات الانفاقية التي لا تتماشى مع الحالة الفلسطينية لتجنب الضغوط المعيشية المقبلة.

وأشار الى ان الكثير من الأسر ما زالت تعول على حدوث انفراجة بالوضع وتعول على اللجوء الى مدخراتهم من المال والذهب والعقارات، لكن مع استمرار وتعمق الازمة سيجدون أنفسهم في وضع صعب.

ودعا حليلة نساء فلسطين الى ان يساهموا بإيجابية في هذه المسيرة حيث أن دورهم اساسي ومركزي في أوجه الصرف الاجتماعية.

ولفت الى ان هناك تنامي في قيمة القروض الاستهلاكية خاصة في مدينة رام الله.

وكان حليلة كتب على صفحته على الفيسبوك عن تناقضات الحياة في فلسطين وعن عادات الصرف الباذخ خلال اجازة العيد.

"خلال اجازة العيد، ولأنها كانت اطول من اللازم ، كان لدي الكثير من الوقت للتفكير في بعض الظواهر الاجتماعية التي فاجأتني خلال اشهر الصيف الحالية : فنحن وفي كل الحسابات نمر بمرحلة ركود اقتصادي وتراجع في اغلب مؤشرات النمو وتراجع الدخل وبالأخص في القطاع الحكومي ... ومع ذلك وبالرغم منه لاحظوا معي ثلاث مظاهر استهلاكية كبرى وفي نفس الفترة : الاولى احتفالات نجاح التوجيهي وما رافقها من صرف وبذخ على المفرقعات والاحتفالات، وبشكل ملفت اكثر من الأعوام السابقة. وبالطبع اتفهم شعور الاهل وحاجتهم للتعبير عن فرحتهم بالنجاح، الا ان الفرح هذا العام كان مكلفا بشكل مبالغ به ولا يتناسب مع مستويات الدخل المتراجعة كما نعرفها ونشاهدها.

اما الثانية فهي حفلات الزفاف خلال هذا الصيف ( والفرح حق للأهل والنَّاس في كل الحالات) ولكن ايضا بشكل مبالغ فيه. وقد اكتملت الدائرة اخيرا بسفريات وحجوزات الأعياد في تركيا ومصر وغيرها من الدول الأوروبية لعشرات الآلاف من العائلات خلال فترة الأعياد الاخيرة وبمبالغ كبيرة.

 وسؤالي بالطبع لا يتعلق بالفرح وضرورته وفي كل الظروف لشعبنا، إلا أنه من الواضح ان حجم الضغوط الاجتماعية والمنافسة والحسد تدفعان مجتمعنا الى حافة الهاوية في موضوع الإنفاق الاستهلاكي، ودونما إدراك لحجم الضغوط الاقتصادية التي نواجهها وتؤثر بشكل كبير على مستويات دخل الأسرة.

 فالاندفاع الاستهلاكي للجمهور ما زال مستمرا وبعنف ونحن في منتصف أزمتنا الاقتصادية ولسنا في بداياتها ويشمل الإنفاق الكبير على شراء السيارات الفاخرة والملابس وافتتاح كل انواع المقاهي وانتشار القروض الاستهلاكية وغيرها. ولا يظن احد ان الموضوع يتعلق بدخل ورواتب موظفي الحكومة فقط، فالأزمة أكبر وأعمق من ذلك وستصيب الجميع (محتمل باستثناء عمالنا في إسرائيل). إن كل ما أشير له في هذه الملاحظة وما اطلبه من المواطن الفلسطيني أن يبدأ التأقلم والشعور بالمتغيرات الاقتصادية الجديدة في وقت مبكّر ويعيد بناء اولويات ومستويات إنفاقه الاستهلاكي الآن وبدون تأخير.

وتابع "أتمنى من نساء فلسطين ان يساهموا بإيجابية في هذه المسيرة حيث دورهم اساس ومركزي في أوجه الصرف الاجتماعية بل قد يكون الاهم على الإطلاق".

إننا أمام تحديات كبرى نتعرض خلالها لضغوط متنوعه، وصمود المواطن والعائلة الفلسطينية في مواجهة هذه الضغوط لأطول فترة ممكنه هو أساس نجاح مشروعنا الوطني، ولا يجب التساهل بعنصر القوة(أو الضعف ) هذا. وبالطبع هناك الكثير الذي تستطيع الحكومة الفلسطينية عمله من اجل اعادة توجيه المسار الاقتصادي من الإنفاق الاستهلاكي الى الانتاجي، ولكن هذه تحتاج لمداخلة أخرى في وقت آخر. فهل من مستجيب ؟